اختتمت أعمال المؤتمر الدولي “المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها: تقييم وتطوير”، الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بمقر المنظمة في الرباط، يومي 22 و23 مايو 2024، وشهد تقديم أبحاث علمية ونقاشات غنية وتبادلا للخبرات والتجارب والأفكار، بين نخبة من العلماء والباحثين ينتمون إلى مؤسسات علمية متنوعة بعدد من دول العالم.
وقد ركزت الجلسات العلمية الخمس على مدى يومي انعقاد المؤتمر، حضوريا وعبر تقنية الاتصال المرئي، على بحث ومناقشة خمسة محاور هي: مقاربات في علاقة المعجم بتعليم اللغات، والمعاجم التراثية واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، والمعاجم المعاصرة واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، ومعجم الدوحة التاريخي وآفاق استخداماته التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، ومعايير صناعة معجم عربي موجه تعليميا للناطقين بالعربية وبغيرها. كما شهدت قاعة “مشكاة” بالإيسيسكو عقد جلسات موازية لجلسات المؤتمر شارك فيها خبراء من حول العالم.
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر جملة من التوصيات المهمة، اتفق عليها المشاركون من الخبراء وعلماء لغة الضاد، منها: الدعوة إلى الاستفادة من التجارب المعجمية الموجهة لتعليم العربية للناطقين بها وبغيرها، وتعميق النظر وتجديد الرؤية لتطوير أدوات تعليمية مبتكرة في تقديم الرصيد اللغوي العربي وتحديثه، وإنجاز معجم يرتب مفردات العربية وفق شيوعها.
وأوصى البيان أيضا بضرورة العناية بالمعجم بوصفه أداة تعليمية وتربوية وضمان استعماله على الوجه الصحيح الذي يراعي السياق الثقافي، والحث على الإصلاح التربوي وفق مدخل المقاربة التواصلية لتطوير تعليم العربية للناطقين بها وبغيرها، والموازنة بين المعاجم الورقية والإلكترونية في الاستخدام، وإمداد المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها ببحوث المؤتمر وتوصياته لتعم الفائدة.
وشملت مخرجات المؤتمر الدولي حول المعجم واستخداماته في تعليم العربية إصدار كتاب أعمال المؤتمر، في جزأين يجمعان 35 بحثا محكما، اختارتها لجنة علمية خاصة من بين 120 بحثا تم تقديمها، لخبراء وباحثين متخصصين من عدة جامعات ومؤسسات تربوية من مختلف أنحاء العالم، وقد انتظمت بحوث الكتاب في أربعة فصول، أولها المعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، وثانيها معجم الدوحة التاريخي وآفاق استخداماته التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، وثالثها معايير صناعة معجم عربي موجه تعليميا للناطقين بالعربية وبغيرها، ورابعها مقاربات في علاقة المعجم بتعليم اللغات.