عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالشراكة مع جامعة آدا ومعهد التنمية والدبلوماسية بأذربيجان، اليوم الجمعة (10 مايو 2024)، مائدة مستديرة حول الاستشراف الاستراتيجي، بمشاركة خبراء في المجال من عدة دول ومن مراكز البحث والتخطيط الاستراتيجي بأذربيجان، بهدف تبادل الخبرات والمعارف حول تعزيز ثقافة الاستشراف للمساهمة في اتخاذ القرار.
وبمستهل أعمال المائدة، التي عقدت بمقر الجامعة في العاصمة الأذربيجانية باكو، ألقى الدكتور فريز إسماعيل زادي، نائب رئيس جامعة آدا، كلمة ترحيبية أكد فيها أهمية موضوع المائدة، مثمنا دور الإيسيسكو وحرصها على التعاون في مجال الاستشراف الاستراتيجي وإغنائه بدراسات عميقة، ودورها المهم في نشر ثقافة الاستشراف بدول العالم الإسلامي.
وفي كلمته، أشار الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إلى أن ما يشهده العالم اليوم من غموض القادم والتغيرات المتلاحقة والأحداث الطارئة، يجعل تعزيز الاستشراف الاستراتيجي ضرورة ملحة وأهمية قصوى في التعامل مع هذا المشهد المشوب بانعدام اليقين، ومواجهة تحدياته المستمرة، لتشكيل مسار واضح الأبعاد، حيث تتجلى السيناريوهات العملية الناجعة لاتخاذ القرارات الصائبة.
واستعرض ما يشهده العالم من تحولات متسارعة تقودها طفرات التطور التكنولوجي المتلاحقة، مبرزا تأثيرات توظيف الذكاء الاصطناعي على بيئة العمل، والمرتبطة بفقدان وتضاؤل المهن التقليدية، وظهور وظائف غير متوقعة، حيث تشير التوقعات والإحصائيات إلى أن نحو 85% من الوظائف المستشرفة عام 2030 لم يتم تصورها بعد، ما يؤكد أهمية دور الاستشراف الاستراتيجي.
وأكد المدير العام للإيسيسكو إدراك المنظمة للأهمية الكبيرة لتنمية ثقافة الاستشراف، وضرورة تشجيع الدول على إعطاء الأولوية للتخطيط طويل المدى في خطط عملها، مؤكدا حفاظ الإيسيسكو باستمرار على مكانتها الرائدة في تبني الاستشراف من خلال عديد المبادرات والبرامج والأنشطة.
عقب ذلك نوه السيد أنار كاريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي في الإيسيسكو، بموضوع المائدة الذي يوافق توجه أذربيجان في استشراف المستقبل، مشيرا إلى أن تطور العالم يتطلب دراسة السيناريوهات المحتملة للمستقبل والاستعداد لمواجهة التحديات واستثمار الفرص.
ومن جانبه أبرز الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف والذكاء الاصطناعي، دور طلاب الجامعات في تشكيل المستقبل، باعتبارهم قادة الغد، وهو ما يوجب تدريبهم وتنمية مهاراتهم لمواكبة متطلبات المستقبل.
بعد ذلك انطلقت أعمال الجلسات النقاشية، حول موضوعات الاستشراف والإدارة والسياسات العامة، والتجربة الأذربيجانية بالمجال.