استقبل داتو سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا في مكتبه اليوم بالعاصمة كوالالمبور، الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إذ تم خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي في مجالات التربية والعلوم والثقافة.
أشاد رئيس الوزراء الماليزي بالنهضة المؤسسية التي تشهدها الإيسيسكو تحت قيادة الدكتور المالك، وبالدور المهم الذي أصبحت تضطلع به على الساحة الدولية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والسلام، وبناء القدرات في دولها الأعضاء، واصفا الإيسيسكو بأنها “نموذج مشرق للتجديد والانفتاح في المنظمات الدولية”.
من جانبه، قدّم الدكتور المالك عرضًا شاملًا حول الرؤية الجديدة للإيسيسكو، التي ترتكز على الابتكار والتحول الرقمي وتعزيز الشراكات الدولية، مستعرضًا أبرز البرامج التي تنفذها المنظمة، لاسيما في التعليم الرقمي، وتمكين الشباب، واستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي.
وتطرق الجانبان إلى مقترح إعلان ولاية سلانغور “عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي”، حيث رحب رئيس الوزراء الماليزي بالمبادرة، مؤكدًا أن بلاده تمتلك رصيدًا حضاريًا وثقافيًا يؤهلها لأن تكون منصة إشعاع ثقافي وفكري للعالم الإسلامي.
كما نوه رئيس الوزراء الماليزي بميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي، الذي قدمته الإيسيسكو في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، معتبرًا أنه يشكل إطارًا أخلاقيًا وفكرياً بالغ الأهمية للتعامل مع التحولات التقنية المعاصرة.
وفي ختام اللقاء، قدّم المدير العام للإيسيسكو درع المنظمة التذكاري إلى رئيس الوزراء الماليزي، تقديرًا لدعمه المتواصل للتعاون الدولي في مجالات التربية والعلوم والثقافة.
حضر اللقاء من الجانب الماليزي معالي وزيرة التعليم، السيدة فضلينا صديق، وسعادة السكرتير العام للوزارة، فيما شارك من جانب الإيسيسكو الدكتور مجدي إبراهيم، رئيس مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها.
الإيسيسكو تعتزم إطلاق مشروع متكامل لإحياء تراث مدينة حلب
أعلن الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو “، عن نية المنظمة تنظيم مؤتمر دولي لإطلاق مشروع متكامل لإحياء التراث المادي واللامادي لمدينه حلب، على أن يكون إحياء مكتبة الأوقاف فى قلب هذا المشروع من خلال الترميم والرقمنه وإعاده تفعيل دورها العلمي.
جاء ذلك في كلمة مسجلة للمدير العام تم بثها خلال ورشة عمل بعنوان ( إحياء مخطوطات حلب)، المقامة في إسطنبول يومي 12 و 13 يونيو 2025، والتي تنظمها دار المخطوطات فى وقف السلطان أحمد بإسطنبول بمشاركة 16 مؤسسة حكومية ومنظمة دولية، ونخبة من الخبراء والمهتمين بالتراث.
و أكد المالك خلال كلمته التزام المنظمة بإحياء التراث الحلبي، واصفا الورشة بأنها “همس من الماضي، وخطاب للمستقبل” من خلال إعادة إحياء التراث العلمي العريق لمدينة حلب، خاصة عبر مكتبتها الوقفية التي احتضنت عيون العلم ومخطوطات نفيسة في التفسير، والحديث، والفقه، والطب، والفلك. مشددا على أن “إحياء المخطوط هو إحياء للفكر، ومنح للحرف حياة أخرى، وكتابة جديدة لسيرة أمة جعلت من العلم ميراثا، ومن الورق منبرا، ومن القلم طريقا للنور”.
واستعرض الدكتور المالك أبرز مبادرات الإيسيسكو في هذا المجال، ومنها إنشاء مركز الخط والمخطوط في العالم الإسلامي، وإطلاق مشروع تراثي رائد تم خلاله تسجيل أكثر من 750 موقعا تراثيا، في خطوة تهدف إلى إبراز العمق الحضاري للعالم الإسلامي والاعتراف به عالميا، مشيرا إلى أن هذه الورشة تأتي متسقة مع جهود المنظمة في “ترسيخ حضور التراث في وعي الأمة، وتجديد عهدها مع الذاكرة”.
واختتم المالك كلمته بالتأكيد على أن كل جهد يبذل في هذا السبيل هو خطوة على طريق العودة إلى الذات، وكل مخطوط يعاد احيائه هو إشراق جديد في سماء العالم الإسلامي، معتبرا هذه الورشة “بداية لعمل مبارك، يرتفع به شأن حلب، ويحيي به حرفها، ويعيد لها مجدها العلمي الرفيع”.
تأتي هذه الورشة التطبيقية في إطار مشروع متكامل لإعادة إحياء المكتبة الوقفية في حلب، التي تعود جذورها إلى القرن السابع الهجري، وذلك ضمن مبادرة شاملة لترميم وتأهيل المدارس الوقفية المتضررة في سوريا وتوظيفها ثقافيا لخدمة المكتبة، وتعد الجهود الحالية استئنافا لمشروع إعادة افتتاح المكتبة عام 2006 بمناسبة إعلان حلب عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي من قبل الإيسيسكو، قبل أن تُغلق المكتبة في الأربعة عشر عاما الأخيرة.
وشارك الدكتور إدهام حنش مدير مركز الخط والمخطوط في الإيسيسكو بالورشة، إذ قدم ورقة علمية تناولت رؤية المنظمة ومساهمتها الرائدة في مشروع إحياء مخطوطات حلب ومكتبتها الوقفية.
وصل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى مدينة دوشنبه، عاصمة جمهورية طاجكستان، يوم الخميس 29 مايو 2025، للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي للحفاظ على الأنهار الجليدية، الذي تعقده طاجكستان بالشراكة مع اليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبنك التنمية الآسيوي.
ويشهد المؤتمر، الذي ستنطلق جلساته صبيحة الجمعة 30 مايو 2025، وتستمر ليومين، مشاركة عدد من كبار المسؤولين ورؤساء منظمات دولية وقادة العمل المناخي وخبراء في المجال البيئي، وذلك بهدف تسليط الضوء على الأهمية الاقتصادية والبيئية للأنهار الجليدية، ومناقشة اعتماد نهج دولي متكامل للتخفيف من الآثار السلبية لذوبان الجليد على الأمنين المائي والغذائي.
وقبيل اليوم الأول من أعمال المؤتمر تم تنظيم عدد من الفعاليات التي حضرها الدكتور سالم المالك، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، ونائب رئيس الوزراء في طاجكستان، السيدة ديلرابو منصوري، إلى جانب عدد كبير من وزراء البيئة والمياه من مختلف الدول، إذ أقيم معرض للحرف الشعبية الطاجيكية، تلاه حفل عشاء رسمي تخلله عروض فلكلورية قدمتها فرق فنية من مختلف مناطق طاجكستان عكست التنوع الثقافي في البلاد.
وتأتي مشاركة الدكتور المالك بأعمال المؤتمر الدولي في إطار التزام الإيسيسكو بتعزيز التضامن الدولي في مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ودعم الجهود العلمية والممارسات البيئية المستدامة في العالم الإسلامي حفاظا على الأمنين المائي والغذائي.
ويرافق المدير العام للإيسيسكو خلال أعمال المؤتمر كل من أنار كاريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي بالمنظمة، والدكتور عبد الحكيم السنان، مدير المكتب الإقليمي للمنظمة في باكو.
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن العالم يمر بلحظة محورية تتسم بتحولات متسارعة وفرص لا محدودة، مما يجعل الإيسيسكو تؤمن إيمانا راسخا بأن العالم الإسلامي لا ينبغي له أن يواكب هذه التغيرات فحسب، بل أن يقودها برؤية إبداعية متميزة، مشيرا إلى أن عالمنا اليوم يتطلب قيادة استباقية وتطويرا مستمرا والتزاما بالجودة.
جاء ذلك في كلمته، عبر تقنية الاتصال المرئي، الأحد 23 مارس 2025، خلال ورشة العمل التحضيرية حول “تقييم نضج الابتكار المؤسسي” التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية، بالتعاون مع الإيسيسكو، وتأتي في إطار سعي الوزارة للحصول على الاعتماد المؤسسي في مجال الابتكار من معهد الابتكار العالمي، وضمن جهودها لتعزيز منظومة الابتكار والالتزام بالمعايير العالمية.
وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن حصول المنظمة، على شهادة “منظمة ابتكارية معتمدة” عام 2024، يتجاوز مجرد كونه اعتمادا، فهو نتاج عملية تقييم صارمة تقيس مدى توافق استراتيجية المنظمة مع المعايير العالمية للابتكار، مؤكدا أن سعي الدول الأعضاء في المنظمة للحصول على هذه الشهادة هو استثمار في مستقبل واعد، ورسالة واضحة للعالم بأننا مستعدون ليس فقط للمشاركة في النظام العالمي للابتكار، بل لقيادته وتشكيله.
ومن جهته، أكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بمصر، في كلمته أن ورشة العمل التحضيرية، تأتي في إطار رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي الهادفة إلى الارتقاء بجودة التعليم العالي ومنظومة البحث العلمي. وأكد التزام الوزارة بترسيخ ثقافة الابتكار في مؤسساتها، ومواكبة المعايير الدولية للتميز المؤسسي، وأنها تتخذ خطوات جادة نحو الاعتماد المؤسسي في مجال الابتكار من جهات عالمية. كما أشاد بجهود الإيسيسكو ودعمها المتواصل لدولها الأعضاء وإسهامها في تطوير منظومة الابتكار والتميز.
من جانبه، قدم السيد أنتوني ميلز، المدير التنفيذي لمعهد الابتكار العالمي، عبر تقنية الاتصال المرئي، نبذة عن المعهد، مشيرا إلى أنه يوفر البرنامج الوحيد في العالم لاعتماد وتقييم قدرة المنظمات على الابتكار، وأثنى السيد ميلز على الدور المحوري الذي تلعبه الإيسيسكو في دعم الإبداع والابتكار في دولها الأعضاء، وأكد حرص المعهد على دعم وزارة المصرية في رحلتها لتصبح مؤسسة ابتكارية معتمدة.
عقب ذلك، انطلقت جلسات الورشة التي حضرتها الدكتورة سالي مبروك، مديرة مكتب المدير العام للإيسيسكو المشرفة على قطاع الاستراتيجية والتميز المؤسسي، وشهدت تقديم عروض من قبل مجموعة من المسؤولين والخبراء حول أهمية الاعتماد المؤسسي في مجال الابتكار، وأبرز مبادرات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية لدعم الابتكار، ومنهجية تقييم نضج الابتكار المؤسسي ومتطلبات الحصول على الاعتماد.
تتواصل فعاليات الملتقى العلمي “رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية”، الذي تنظمه مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين لدى المملكة المغربية، وذلك عبر انعقاد جلسة الملتقى الثالثة بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، حيث قدّمت الدكتورة خديجة أبو زيد، أستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، محاضرة بعنوان “من أعماق البئر إلى قمة التمكين: دروس في المبادرة من وحي سورة يوسف”، بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إلى جانب عدد من السفراء، وشخصيات علمية وفكرية بارزة.
وافتُتح اللقاء بكلمة الدكتورة يسرى بنت حسين الجزائري، عضو مجموعة عقيلات السفراء العرب، حيث أكدت على أهمية استخلاص الدروس من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، التي تمثل نموذجًا رائعًا في الصبر، والتخطيط، والإصرار على تحقيق الأهداف رغم الصعوبات، مشيرة إلى أن هذه الجلسة تعد امتدادًا لموضوع “التربية اليعقوبية”، الذي جرى تناوله في اللقاء السابق، موضحةً كيف أسهمت تربية النبي يعقوب عليه السلام في بناء شخصية ابنه يوسف، مما منحه القوة والقدرة على تجاوز المحن وصولًا إلى التمكين والعزة، مشيرة إلى أن القصة ليست مجرد سرد تاريخي، بل تحمل دروسًا عملية يمكن إسقاطها على واقعنا اليومي.
عقب ذلك تناولَت الدكتورة خديجة أبو زيد، في محاضرتها التي أتت بعنوان ( من أعماق البئر إلى قمة التمكين)، مفاتيح النجاح التي وردت في سورة يوسف، إذ لخصتها في خمس ركائز أساسية تعكس جوهر التمكين الحقيقي، وتتمثل أولًا في العلم والخبرة، حيث اكتسب يوسف عليه السلام المهارات والمعرفة التي جعلته قادرًا على إدارة الأزمات واتخاذ القرارات الصائبة، مما أهّله لتولي منصب رفيع في مصر، وثانيًا، في التقوى والورع، فقد ظل سيدنا يوسف ثابتًا على مبادئه رغم الإغراءات والتحديات، مما يعكس أهمية الالتزام القيمي والأخلاقي في تحقيق النجاح.
أما الركيزة الثالثة، فتتجلى في القوة والأمانة، إذ برزت صفاته القيادية من خلال تحمله المسؤولية بجدارة ونزاهة، مما جعله أهلاً للثقة من طرف عزيز مصر، في حين تتمثل الركيزة الرابعة في المبادرة واتخاذ القرار، حيث لم يكن يوسف عليه السلام مجرد متلقٍ للأحداث، بل كان فاعلًا فيها، يستبق التحديات ويقترح الحلول، مثلما فعل حين قدم خطته لمواجهة الجفاف في مصر. فيما الركيزة الخامسة، فهي الصدق، إذ أشارت الدكتورة أبو زيد، أن النبي يوسف لم يكن صادقًا في حديثه فحسب، بل أيضًا في أفعاله ومواقفه، مما جعله نموذجًا يُحتذى به في النزاهة والوضوح.
وفي ختام محاضرتها، تطرقت الدكتورة أبو زيد لمعنى “التمكين”، حيث أوضحت أن تمكين سيدنا يوسف عليه السلام في الأرض لم يكن مجرد تمكين مادي بالسلطة والمُلك، بل كان تمكينًا مُلهما، جمع بين الحكمة، والعلم، والقيادة، والرحمة والتغافل والتقوى، فبعد أن مرّ بمحن شديدة، من البئر إلى السجن، مكنه الله من خزائن الأرض، يتصرّف فيها كيف يشاء، وذلك مكافأة من الله على إحسانه وصبره وثباته على الحق، فقد واجه الأذى بالعفو، والمؤامرات بالحكمة والتغافل.
واختتم اللقاء بنقاش مفتوح، طرَح خلاله الحاضرون تساؤلاتٍ حول كيفية تطبيق هذه القيم والمبادئ التي تطرقت إليها الدكتورة أبو زيد انطلاقا من قصة سيدنا يوسف عليه السلام في واقعنا المُعاش، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، الاجتماع التنسيقي الأول لبرنامج “دروب الحج إلى مكة المكرمة والمساجد التاريخية”، والذي شهد مشاركة واسعة لنحو 40 دولة عضو بالإيسيسكو ممثلة في الوزارات المعنية بالتراث الثقافي، واللجان الوطنية والمؤسسات المسؤولة عن المساجد والمعالم التاريخية، وذلك بهدف مناقشة ترتيبات إطلاق البرنامج.
واستهلت أعمال الاجتماع الذي جرى الإثنين 17 مارس 2025، عبر تقنية الاتصال المرئي، بكلمة للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أكد فيها أن البرنامج يعكس الروح الحقيقية للإسلام، ويعزز من قيمة مكة المكرمة كرمز عالمي للتآخي والحوار بين مختلف الشعوب والثقافات، مشيرا إلى أن الاجتماع يعد خطوة في مسار حماية وصون التراث الثقافي والإسلامي الذي تكرس عبر العصور لا سيما في تلك المسارات التاريخية، مسلطا الضوء على دور مركز الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي في هذا الصدد.
وأوضح الدكتور المالك أن البرنامج سيعمل على تعزيز التواصل بين الأجيال الحالية والماضية، وسيعكس رؤية شاملة لدعم السياحة الثقافية المستدامة، عبر تطوير مسارات سياحية تربط بين المواقع التراثية في العالم الإسلامي، مما يتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم التعرف على جوانب الثقافة الإسلامية، وأضاف أن البرنامج يسعى إلى إدخال التكنولوجيات الحديثة في هذه الجهود من خلال استخدام منصات إلكترونية لدعم المسارات التراثية، مع تطوير شبكات التسويق لمساعدة المجتمعات المحلية على الاستفادة من هذه المشاريع، وكذلك من خلال إنشاء شبكة من المتاحف الرقمية.
عقب ذلك أدار الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة بالإيسيسكو، أعمال الاجتماع الذي شهد عرضا قدمه الدكتور بلال الشابي، خبير بمركز الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، حول أهداف البرنامج وأهميته وأثره على السياحة الثقافية والاقتصاد الثقافي، والخطوات المتبعة في تصنيف وتسجيل المواقع والمعالم، وأدوار الهيئات الوطنية في البرنامج. كما تضمن الاجتماع نقاشات ثرية بين الحضور حول الخطوات التي سيتم اتباعها لتنفيذ البرنامج والمقترحات الأولية من قبل الهيئات الوطنية والشركاء في هذا الصدد.
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أقامت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) احتفالية كبرى بمقرها في الرباط، يوم الإثنين 10 مارس 2025، بحضور المدير العام للمنظمة، الدكتور سالم بن محمد المالك. إذ شهدت الاحتفالية تكريم مجموعة من الموظفات المتميزات في المنظمة تقديرًا لإسهاماتهن في مختلف المجالات، إلى جانب تنظيم ورشة تدريبية حول تطوير وتعزيز المهارات الشخصية والمهنية.
افتُتحت الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة ألقاها الدكتور سالم المالك، سلط خلالها الضوء على عدد من القصص الملهمة لعالمات وأديبات بارزات في تاريخ العالم الإسلامي، بدءًا من العهد النبوي الشريف، مرورًا بفترة ازدهار الحضارة الإسلامية، وصولًا إلى العصر الحديث، حيث أكد على الدور المحوري للمرأة الذي تؤمن به الإيسيسكو وتدعمه لتعزيز مكانتها.
وقال الدكتور سالم المالك إن الإيسيسكو تفخر بالكوادر النسائية المتميزة العاملة في المنظمة، اللواتي يحظين بتقدير كبير وبفرص متساوية في بيئة عمل تتسم بالعدالة والموثوقية، وهو نهج تتبناه المنظمة وتفاخر به، وستعمل جاهدا لتنميته وتطويره، مؤكدا أن هذا التكريم يأتي تقديرًا للدور المهم الذي تضطلع به المرأة في تحقيق أهداف الإيسيسكو. مختتمًا كلمته بإلقاء أبيات شعرية نظمها خصيصًا لهذه المناسبة.
عقب ذلك، انطلقت أعمال الورشة التدريبية حول تطوير الذات وتعزيز المهارات الشخصية والمهنية، قدمتها المدربة إكرام أورياشي، التي استعرضت مجموعة من الأساليب المبتكرة لبناء التوازن بين العاطفة والعقل، بما يعزز فعالية الأداء الشخصي والمهني.
كما شهدت الاحتفالية تقديم عرض مرئي تضمن قصص نجاح مجموعة من موظفات الإيسيسكو الموهوبات، وكيفية اكتشاف مواهبهن وتطويرها، بما فيها مواهب في مجالات جديدة على النساء. حيث تلى العرض المرئي تكريم المدير العام لهن تقديرًا لتميزهن وجهودهن البارزة.
وقبيل الاختتام، ألقت السيدة روضة الحاج، الخبيرة بقطاع الثقافة في الإيسيسكو، قصيدة بعنوان “هي امرأة مثل كل النساء”، تبعها فقرة إنشاد قدمها كورال “قطر الندى”.
شارك الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، يوم الإثنين 10 مارس 2025، في الاجتماع المخصص لمناقشة ترتيبات تنظيم الدورة السادسة لمنتدى رؤساء جامعات العالم الإسلامي، الذي ستعقده لجنة التعليم العالي في جمهورية باكستان الإسلامية، بالشراكة مع الإيسيسكو، وجامعة كومساتس، والمجلس الثقافي البريطاني في باكستان، خلال الفترة من 12 إلى 13 مايو 2025، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، تحت شعار: “إعادة تصور التعليم العالي في العالم الإسلامي: الابتكار، الاستدامة، والتأثير العالمي”.
واستُهلت أعمال الاجتماع، الذي شهد مشاركة ممثلين عن نخبة من الجامعات الباكستانية المرموقة، بكلمة ألقاها الدكتور مختار أحمد، رئيس لجنة التعليم العالي الباكستانية، أكد فيها أن المنتدى سيركز في نسخته القادمة على تعزيز الاستثمار في مستقبل التعليم العالي بدول العالم الإسلامي، وتوطيد التعاون والشراكات الناجعة بين الجامعات، إلى جانب الاستفادة من أحدث التقنيات والتكنولوجيا الناشئة.
من جانبه، أكد الدكتور سالم المالك أن الاجتماع يمثل فرصة ثمينة لتعزيز التعاون المثمر من أجل تطوير التعليم العالي في دول العالم الإسلامي، معربًا عن ثقته بأن الدورة السادسة ستكون متميزة في ظل التحضير المبكر لأعمالها، وما ستتضمنه من جلسات نقاشية متعددة حول مستقبل التعليم في العالم الإسلامي.
وتناول الاجتماع مناقشة الاستعدادات النهائية للمنتدى وسبل حشد أكبر عدد من الجامعات المرموقة في العالم الإسلامي للمشاركة فيه، إضافة إلى تسريع وتيرة العمل المشترك لضمان تحقيق أهداف المنتدى. كما أكد المشاركون خلال الاجتماع أهمية مشاركة القطاع الخاص في رعاية المنتدى، لما لذلك من دور في دعم أنشطته.
كذلك تمت مناقشة تنظيم معرض متخصص في التقنيات المتقدمة لعرض أحدث الابتكارات التكنولوجية وتطبيقاتها في العملية التعليمية، إلى جانب بحث إمكانية زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لشباب العالم الإسلامي في مجموعة من الجامعات المرموقة.
حضر الاجتماع من الإيسيسكو كل من السيد أنار كريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي، والدكتور رحيل قمر، رئيس قطاع العلوم والبيئة، والسيدة سالي مبروك، مديرة مكتب المدير العام والمشرفة على قطاع الاستراتيجية والتميز المؤسسي، والدكتور عمر حلي، مستشار المدير العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، والدكتور محمد شريف، المستشار بقطاع العلوم والبيئة.
استقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، السيد أحمد أبو بكرين، مدير المركز الإقليمي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية في الرباط، وذلك يوم الخميس 6 مارس 2025، في مقر الإيسيسكو بالعاصمة المغربية، إذ بحث الجانبان سبل التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي مستهل اللقاء، رحب الدكتور المالك بزيارة السيد أبو بكرين إلى المنظمة، مشيرا إلى أهمية التواصل الثنائي لتطوير علاقات التعاون بما يخدم الأهداف المشتركة عند الجانبين، لا سيما وأن البنك الإسلامي للتنمية يمول مشاريع تتداخل في مضمونها مع مجالات اختصاص الإيسيسكو، ما يستدعي العمل المشترك وتبادل الخبرات والموارد، الذي من شأنه أن يرتقي بمخرجات المشاريع والبرامج التي تختص بالعلوم والتربية والثقافة. مؤكدا استعداد المنظمة التام لتقديم أي مساندة لوجستية أو فنية للبنك الإسلامي للتنمية في هذا السياق.
وخلال اللقاء، استعرض المدير العام للإيسيسكو آخر المشاريع التي نفذتها المنظمة وانجازاتها في مجالات عدة، من بينها تسجيل 724 موقعا وعنصرا في قوائم الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، منها 33 موقعا معرضا للخطر، تمثل نحو 60% من 53 موقعا مهددا على مستوى العالم. إلى جانب البرامج والمشاريع التي تُعنى بتعزيز البنية التحتية للتعليم لدى الدول الأعضاء، وتطوير أدواتها التربوية وفق معايير دولية، وحماية المنظومات التعليمية في المناطق الأكثر فقرا وتهميشا، ومكافحة ظاهرة التسرب من المدارس فيها، ناهيك عن المشاريع والبرامج التي تستهدف الشباب وتفتح لهم فرصا وآفاقا واسعة، كبرنامج المهنيين الشباب الذي وصل عدد طلبات الانضمام له هذا العام إلى 10 آلاف طلب، فضلا عن برامج التمكين وبناء القدرات، ودعم المشاريع الريادية والابتكار، وخصوصا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
كما تحدث الدكتور المالك في اللقاء عن منهجية العمل التي تتبناها المنظمة، والتي تقوم على الانفتاح والشفافية مع الدول الأعضاء والشركاء، واشراكهم في عملية التقييم والتطوير، بما يشمله ذلك من فحص ودراسة الفرص المتاحة لإيجاد مصادر تمويل مبتكرة لتنفيذ البرامج والمشاريع التي تلبي الاحتياجات الملحة للدول الأعضاء.
بدوره شكر السيد أبو بكرين الدكتور المالك على استقباله، مثمنا جهود الإيسيسكو الملموسة في مجالات عملها التي جعلتها منظمة تنموية رائدة، تتمتع بقدرات متميزة على المستويين الفني والمهني، وكفاءة الكادر البشري، مؤكدا أن البنك الإسلامي للتنمية يسعى لتعزيز الشراكة مع الإيسيسكو وتوسيع نطاق العمل الثنائي في المجالات التي أحرزت فيها المنظمة تقدما ملحوظا، وتحديدا في تقييم وتقويم البرامج والمشاريع، والتدريب المهني، وتأهيل وتدريب مدربين، إضافة إلى تمويل وتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة تُعنى بالتربية والثقافة والتراث والبيئة والتكنولوجيا، ووضع خطط لإشراك القطاعين العام والخاص في هذه البرامج، ورفع الوعي بأهمية ذلك.
وأشار السيد أبو بكرين إلى أن البنك بصدد إعداد اتفاقية تعاون لتوقيعها مع الإيسيسكو، وصياغة خطة عمل ثنائية لتدخل حيز التنفيذ في وقت قريب.
حضر اللقاء من الإيسيسكو، الدكتور أحمد البنيان، مدير مركز الترجمة والنشر، والدكتور عبد الله الملحم، خبير قطاع الشراكات والتعاون الدولي بالمنظمة.
تحت شعار “التمويل المبتكر.. اقتصاد مزدهر”، عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية العلوم والثقافة (إيسيسكو)، اجتماعها التشاوري الثالث، الثلاثاء 25 فبراير 2025 في العاصمة تونس، بالتعاون مع وزارة التربية ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” بالجمهورية التونسية، وذلك على هامش أعمال المجلس التنفيذي لمنظمة الإيسيسكو المنعقد في دورته الـ45.
شهد الاجتماع، الذي جرى بمشاركة رفيعة المستوى من وزراء وخبراء وممثلين عن الدول الأعضاء والمنظمات الدولية، عقد جلسات لمناقشة أنجع السبل لحشد الموارد والتمويل المبتكر المستدام، وموائمة مشروعات الإيسيسكو مع المشهد العالمي لتعزيز التنمية بدولها الأعضاء.
واستهلت الجلسة الافتتاحية التي أدارها السيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية بالإيسيسكو، بكلمة للسيد نور الدين نوري، وزير التربية التونسي، رحب فيها بضيوف بلاده، مؤكدا أهمية استضافة الجمهورية التونسية لأعمال المجلس التشاوري للإيسيسكو، في إطار انتمائها للفضاء الإسلامي، والإسهام في تعزيز عمل المنظمة الرائد في مجالات التربية والعلوم والثقافة. مضيفا، أن هذه الدورة تكتسي بالغ الأهمية من خلال النتائج التي ستتوصل إليها والقرارات التي ستنبثق عنها، المعززة لآفاق عمل الإيسيسكو وإشعاعها بما يخدم قضايا التنمية الشاملة.
بدوره، أكد السيد ميشيل لوبيتشو، ممثل مكتب اليونيسيف في تونس، على أهمية حماية حق الأطفال في التعلم وضمان تمكينهم تعليميا، مشيرا إلى الدور المحوري الذي تلعبه اليونيسيف والإيسيسكو في تعزيز البرامج والمشاريع التربوية التي تستهدف الفئات الأكثر هشاشة. مشددا على ضرورة ابتكار آليات تمويل مستدامة لضمان استمرارية دعم حقوق الأطفال في التعليم.
وألقى الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، كلمة في الافتتاح، وجه بها خالص الشكر لفخامة الرئيس التونسي قيس سعيد، على رعايته الكريمة لاستضافة المجلس التشاوري الثالث والدورة الـ 45 للمجلس التنفيذي للإيسيسكو، منوها بحرص الجمهورية والجهات التونسية على الدفع قدما بجهود المنظمة في مجالات عملها.
وقال الدكتور المالك في كلمته، إن أهمية الاجتماع التشاوري تكمن في أهداف ثلاثة، يعد أولاها بناء علاقة وثيقة بين الإيسيسكو والدول الأعضاء، قائمة على التشاور والتعاون والمحبة. وثانيها، المشاركة الأمينة فيما تصبو إليه الإيسيسكو للاستفادة من آراء دولها الأعضاء في تحديث رؤيتها. أما ثالث الأهداف فيتمثل ببحث واستكشاف طرائق جديدة للتمويل، مبينا جهود الإيسيسكو في هذا الصدد، وعديد الأنشطة والبرامج التي استطاعت المنظمة تنفيذها اعتمادا على موارد من خارج موازنتها العامة.
عقب الافتتاح، تم عقد جلسة نقاش معمقة حول التربية الدامجة، بمشاركة خبراء ومتخصصين من الإيسيسكو ووزارة التربية التونسية ومنظمة اليونيسيف، شهدت تبادل التجارب حول سبل تعزيز الشمولية والعدالة في التعليم داخل الدول الأعضاء بالإيسيسكو، وتسليط الضوء على السياسات والاستراتيجيات المعتمدة لضمان إدماج جميع الأطفال في المنظومة التعليمية، إلى جانب عرض خطة اليونيسف التي بينت دور السياسات القائمة على الإنصاف والشمولية في تحسين جودة التعليم.
إلى ذلك، أدارت الدكتورة سالي مبروك، مديرة مكتب المدير العام للإيسيسكو، جلسة عنوانها “الابتكار في التمويل.. محرك للنمو الاقتصادي المستدام”، قدم خلالها السيد أنار كاريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي بالمنظمة، محاور الاجتماع التشاوري وأهدافه الساعية إلى مناقشة خمس استراتيجيات لتعزيز التمويل، واكتشاف مناهج مبتكرة لتنويع مصادر تمويل البرامج والأنشطة، وتنفيذها على أرض الواقع بنجاعة.
أيضا، قدم الدكتور أشرف العربي، الأمين العام للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، عرضا في الجلسة بعنوان “تعزيز التمويل المستدام: استكشاف آليات تمويل مبتكرة للنمو الاستراتيجي”، ألقى الضوء خلاله على أهمية تعزيز آليات التمويل المبتكرة لضمان استدامة التنمية والإسهام في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. مشيرا إلى التحديات التي تواجه التمويل، وضرورة رفع كفاءة الإنفاق العام، وتطوير البنيات التحتية التكنولوجية، من خلال التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاعين العام والخاص.
تلى ذلك مناقشة المشاركين، عبر خمس مجموعات، الاستراتيجيات الخمسة لتعزيز التمويل، والمتمثلة في التمويل الجماعي، وصناديق الوقف، وصندوق الاستثمار المؤثر، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والسندات الخضراء. وذلك بهدف طرح ومعالجة أفكار ومبادرات مبتكرة، لعرضها على لجنة تحكيم، ستعمل بدورها على تبني الأفكار الأفضل وتطويرها، وتوظيفها ضمن استراتيجية الإيسيسكو للابتكار.