تتواصل أعمال النسخة السادسة من المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات، التي تشارك منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في تنظيمها مع وزارة الثقافة الأذربيجانية ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ومنظمة اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة. وتشهد الدورة التي تستضيفها العاصمة الأذربيجانية باكو، خلال الفترة من 1 إلى 3 مايو 2024، مشاركة متميزة لوفد الإيسيسكو، الذي يترأسه المدير العام للمنظمة الدكتور سالم بن محمد المالك.
فخلال أعمال الدورة، التي تنعقد تحت شعار “الحوار من أجل السلام والأمن العالمي: التعاون والترابط”، قدم السفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري، مداخلة خلال جلسة تحت عنوان: “الثقة في حوار الأديان”، أبرز فيها عددا من الشواهد التي تستدعي تجديد آليات الحوار البيني، وضرورة تحديث خطابه والوثوق بأهميته، داعيا إلى إدراج مواد مقارنة الأديان في المناهج الدراسية، ليتسنى عبرها تكوين كفاءات علمية متمكنة في مجال حوار الأديان. واختتم مداخلته باستعراض الأدوار التي تنهض بها الإيسيسكو دعما للحوار بين الثقافات المختلفة.
وقدم الدكتور ويبر ندورو، مدير مركز الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، عرضا حول جهود المنظمة في حماية وصون التراث من التغيرات المناخية وأبرز مبادراتها بهذا الشأن. حيث أكد ضرورة إشراك المجتمعات في عملية حفظ وصون التراث لضمان استمرارية القيم الثقافية، مشيرا إلى أن الإيسيسكو تعتبر التراث الثقافي جانبا أساسيا من جوانب تعافي المجتمعات وقدرتها على الصمود.
فيما تناول الدكتور هشام العسكري، مستشار المدير العام للإيسيسكو، خلال مشاركته في جلسة بعنوان: “حماية ماضينا ومستقبلنا: التراث الثقافي في مواجهة تغير المناخ”، ما يشكله تغير المناخ من تهديد للتراث الثقافي والمواقع التاريخية. وحث على حماية التراث الثقافي من خلال تعزيز الحوار والتعاون الدولي، مشيرا إلى أن الحلول المبتكرة من علوم نظم الأرض وعلوم البيانات الضخمة وتبادل الممارسات الفضلى، يمكنها حشد العمل الجماعي نحو حماية التراث الثقافي ليظل صامدا ومتاحا للأجيال القادمة.
وعقدت الإيسيسكو جلسة نقاشية بعنوان: “جسر الآفاق: الديناميكيات الحديثة لطريق الحرير وتأثيرها العالمي”، أدارها السفير ناظم صمدوف، سفير أذربيجان لدى المغرب، بهدف التعريف بطريق الحرير باعتباره واحدا من طرق التجارة القديمة، وما لعبه هذا الطريق من دور محوري في تطور الحضارة، وتعزيز الحوار بين الشعوب.