قام الدكتور أحمد الفكاك، وزير الثقافة والسياحة والآثار في جمهورية العراق بزيارة إلى مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وكان في استقباله، الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، والذي رحب بالضيف والوفد المرافق له، واصطحبه في جولة بالمعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، حيث أعطيت له الشروحات عن مختلف أجنحة وأقسام المعرض.
وفي ختام الزيارة، التي حضرها الدكتور بوتان دزه يى، القائم بالأعمال في سفارة جمهورية العراق لدى المملكة المغربية، أعرب وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي عن إعجابه الشديد بهذا المشروع الحضاري الكبير، الذي يقدم السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بأسلوب علمي موثق وأساليب تربوية ميسرة وبأحدث وسائل التكنولوجيا، وأكد رغبة العراق استضافة نسخة من هذا المعرض والمتحف.
حضرت الزيارة من الإيسيسكو السيدة أميرة الفاضل، رئيسة قطاع الشراكات والتعاون الدولي.
استقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، حيث بحثا مستجدات التعاون بين المنظمتين ومقترحات تعزيز الشراكة بينهما عبر تنفيذ برامج ومشاريع عملية خلال المرحلة المقبلة.
وخلال اللقاء، الذي جرى اليوم الجمعة (25 نوفمبر 2022) في مقر الإيسيسكو بالرباط، بحضور السيد جمال الدين العلوة، الأمين العام للجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، والدكتور عبد الفتاح الحجمري، مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط، والدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، استعرض الدكتور المالك أبرز ما تنفذه الإيسيسكو من مبادرات وبرامج ومشاريع، في إطار الرؤية الجديدة والتوجهات الاستراتيجية للمنظمة، التي تتبنى دعم النساء وبناء قدرات الشباب، وتسليحهم بالمهارات اللازمة لمهن الغد، والتشجيع على الابتكار.
وأوضح أن الإيسيسكو لا تفرض برامج ومشاريع بعينها على الدول الأعضاء، لكن يتم تصميم ما يناسب كل دولة، حسب أولوياتها واحتياجاتها، بعد التنسيق مع الجهات المعنية بالدول من خلال اللجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة.
ومن جانبه استعرض الدكتور ولد أعمر أهم ما تقوم به منظمة الألكسو حاليا من عمل، وإعدادها لعقد عدد من المؤتمرات الوزارية، والتي سيكون أولها مؤتمر وزراء العرب المقرر انعقاده في العاصمة السعودية الرياض في شهر ديسمبر المقبل.
وتطرق اللقاء إلى مناقشة مقترحات التعاون بين الإيسيسكو والألكسو خلال المرحلة المقبلة، خصوصا في مجال اللغة العربية، والعمل على إيجاد منظومة مرجعية ونظام محكم للشهادات التي يتم منحها للدارسين، وتوحيد الجهود في تنفيذ البرامج والأنشطة بالدول الأعضاء في المنظمتين، لتجنب تكرارها.
وعقب اللقاء اصطحب الدكتور المالك الدكتور ولد أعمر ومرافقيه في جولة بالمعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، حيث تم تقديم شرح تفصيلي لما تتضمنه الأجنحة والأقسام المختلفة للمعرض.
وقد أشاد المدير العام للألكسو بما شاهده، مثمنا هذا الصرح الحضاري الذي يستضيفه مقر الإيسيسكو، ويأتي تتويجا للشراكة الاستراتيجية بين المنظمة، ورابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية.
يحتفي العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر كل عام باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتغتنم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) هذه المناسبة، للدعوة إلى تضافر الجهود للقضاء على جميع أنواع العنف الذي تواجهه النساء والفتيات، وتعزيز جهود الوقاية منه، وزيادة الوعي بتداعياته السلبية على الأفراد والمجتمعات، ومحاربة جميع أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وتأهيل النساء والحفاظ على مكتسباتهن.
وإذ يحتفي العالم باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 2022، تحت شعار: “اتحدوا.. النضال لإنهاء العنف ضد المرأة”، فإن منظمة الإيسيسكو تؤكد ضرورة إشراك المرأة في صنع القرار، وإفساح المجال لمشاركتها في التنمية الاجتماعية، كرافعة أساسية للتنمية المستدامة، وللتغلب على التحديات في المجالات التعليمية والصحية والعلمية والإنسانية والاجتماعية والثقافية.
وتنبه الإيسيسكو في هذا اليوم الدولي، الذي يشكل انطلاقة 16 يوما من الأنشطة في مجال مواجهة العنف ضد المرأة، إلى أنه على الرغم من الجهود الدولية المبذولة في مواجهة هذا النوع من العنف، فإن الأرقام التي أعلنتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة مقلقة، حيث تتعرض امرأة من بين كل ثلاث نساء للعنف القائم على النوع الاجتماعي، غير أن أقل من 40% من النساء اللواتي يتعرضن للعنف يطلبن المساعدة، كما تتفاقم ظاهرة العنف الرقمي ضد المرأة، مع تسارع التحول الرقمي أكثر من أي وقت مضى.
وتجدد الإيسيسكو التأكيد على دعمها جهود دولها الأعضاء في سبيل القضاء على العنف ضد المرأة، والتركيز على بناء القدرات الريادية النسائية، وتزويد الفتيات والنساء بالمهارات المهنية والاجتماعية، وسعيا إلى تحقيق نقلة نوعية ملموسة، أطلقت المنظمة برنامجها للمهنيين الشباب، حيث تتلقى عدد من الشابات تدريبا على أفضل الممارسات المهنية لبناء مهاراتهن القيادية، كما تستفيد أخريات من برنامج المنظمة للتدريب على القيادة من أجل السلام والأمن، الذي مكن في نسخته الأولى من تدريب 30 شابا وشابة أصبحوا سفراء الإيسيسكو للسلام، فيما سيستفيد 50 آخرون ينتمون إلى 45 دولة من البرنامج في نسخته الثانية.
عقب الافتتاح الرسمي للمعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الرباط، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ولي عهد المملكة المغربية، يفتح المعرض أبوابه للزيارة أمام الجمهور العام مجانا، اعتبارا من يوم الإثنين (28 نوفمبر 2022)، وذلك من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء، طوال أيام الأسبوع.
وسيقوم فريق مختص بتنظيم زيارات الجمهور إلى المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بمقر الإيسيسكو في الرباط، والذي يتوج الشراكة الاستراتيجية بين الإيسيسكو ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء، وسيتم تقديم شرح تفصيلي لما تتضمنه الأجنحة والأقسام المختلفة.
ويضم المعرض والمتحف ثلاثة مكونات رئيسية، الأول: “المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية”، الذي تشرف عليه رابطة العالم الإسلامي، ويتضمن عدة أقسام، أبرزها قسم النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه، وقسم روائع السنة النبوية وفنون الخط العربي، وقسم النبي صلى الله عليه وسلم كأنك معه، وقسم خاص بالتعريف بفضائل ومكانة آل البيت، وقسم الإصدارات والتحف والهدايا التذكارية، وقسم سينما لعرض الأفلام حول السيرة النبوية، وقسم “أعظم منبر”، ويضم نموذجا يحاكي منبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، تم تصميمه طبق الأصل وبنفس نوع الخشب، وكذلك نماذج للكعبة المشرفة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
والمكون الثاني: “بانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول”، لأول مرة في التاريخ بتقنيات ثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع الافتراضي، والتي تستند على مواد علمية مؤصلة وموسوعات محققة، وتمثل دعوة علمية عملية روحية إيمانية للدخول إلى أعماق الحياة النبوية والمسيرة المحمدية من داخل أعظم بيت لبشر، وأفضل حجرة وأجمل سكن لزوجين.
فيما المكون الثالث هو: “معرض صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف، جمال المحبة والوفاء”، الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، ويضم كنوزا تراثية مغربية، تتنوع ما بين مخطوطات تاريخية، ولوحات وعملات نادرة، ونماذج من العمارة والزخارف والنقوش المغربية، وأدوات تراثية.
عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سلسلة من الاجتماعات مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وجامعة السلطان قابوس للدراسات العليا والبحث العلمي، وممثلي عدد من الوزارات العمانية، على هامش ندوة ريادة الأعمال الرقمية، التي نظمتها الإيسيسكو بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية في مسقط يوم 22 نوفمبر 2022.
ومثل الإيسيسكو في الاجتماعات الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف الاستراتيجي، حيث استعرض رؤية وتوجهات المنظمة، وأبرز البرامج والمشاريع التي تنفذها لفائدة دولها الأعضاء في مجالات اختصاصها، وكذا مبادرات مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي، التي تهدف إلى نشر ثقافة الاستباق والاستشراف.
وكانت اللقاءات مع كل من السيدة آمنة بنت سالم البلوشية، أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، واللقاء الثاني مع الدكتور عامر بن سيف الهنائي، نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات، والدكتور سيف بن عبد الله الهدابي، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار، والسيد سالم بن مسلم البوسعيدي، وكيل وزارة العمل بسلطنة عمان.
وتضمنت الاجتماعات بحث سبل تعزيز التعاون بين الإيسيسكو وهذه الجهات، عبر تطوير برامج ومشاريع مشتركة، وقد أعرب المسؤولون العمانيون خلال الاجتماعات عن حرص السلطنة على التعاون مع الإيسيسكو في هذا الشأن.
أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، رسميا دورة 2022 من برنامج الإيسيسكو لتدريب الشباب والنساء على القيادة من أجل السلام والأمن، وورشة العمل الدولية لحاضنة مشاريع الشباب من أجل السلام، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، بهدف تدريب الشباب وحشدهم للمساهمة في بناء السلام وترسيخ التماسك الاجتماعي، وذلك في حفل دولي كبير تم تنظيمه بمدينة طنجة اليوم الخميس (24 نوفمبر 2022).
وقد شهد إطلاق الدورة حضورا رفيع المستوى لوزراء وخبراء وممثلين عن مؤسسات إقليمية ودولية متخصصة، حيث شكل الحدث فرصة للشباب الـ50 الذين تم اختيارهم من 45 دولة للاستفادة من الدورة الجديدة للبرنامج، للتواصل مع صناع القرار والقادة الملهمين، ليصبحوا عقب تخرجهم من البرنامج سفراء الإيسيسكو من أجل السلام.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية، أكدت السيدة راماتا ألمامي مباي، مديرة قطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية في الإيسيسكو، الاهتمام المتزايد للمنظمة بالشباب الذي يتجلى في إطلاق برامج تضعهم في صلب عملية بناء السلام، فيما أشاد فخامة السيد غزالي عثماني، رئيس جمهورية القمر، باختيار قيم السلام والأمن والتماسك الاجتماعي مضامين لهذا البرنامج، مما يثبت تعزيز الإيسيسكو لهذه المبادئ في العالم الإسلامي.
وفي كلمته عبر الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، عن سعادته باللقاء مع قادة المستقبل، مشيدا بمظاهر الحيوية الشابة الموجودة في مدينة طنجة، حيث يشكل إطلاق دورة 2022 من البرنامج فرصة للارتقاء بمفاهيم الشراكة المنجزة في مضمار الشباب.
وأشار إلى أن برنامج الإيسيسكو للتدريب على القيادة من أجل السلام والأمن أصبح برنامجا رائدا يعزز رؤية الإيسيسكو في مجال بناء السلام، ويدعم مقاربة المنظمة “360 درجة للسلام”.
من جانبه أكد السيد مصطفي مسعودي، الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الشباب- بالمملكة المغربية، دعم الوزارة للإيسيسكو في برامجها المتعلقة بالشباب وبناء السلام، فيما نوه السيد يايي بوني، الرئيس السابق لجمهورية بنين، بمجهودات الإيسيسكو وبرامجها المتميزة في مجال الأمن والسلام، والذي يأتي من خلال بعثها لسفراء يمثلونها لإحلال السلام داخل دول العالم الإسلامي وخارجها.
وأكد السيد أبو الكلام عبد المؤمن، وزير خارجية جمهورية بنغلاديش، أن بناء الأمن يعني التناغم والتماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمعات، مشيرا إلى ما تقوم به بلاده من مبادرات وأنشطة تدعم سياسات النهوض بفئة الشباب باعتبارهم قيادات المستقبل.
وفي كلمته، أكد السيد باكاراي واي بادجي، وزير الشباب والرياضة بجمهورية غامبيا، ضرورة تطوير برامج تسعى إلى تحقيق الأمن والسلام في دول العالم، فيما قال السيد إيك بوج إيك إيموكود، مؤسس ورئيس مؤسسة “أجي إيموخويدي” بنيجيريا، إن دور سفراء الإيسيسكو من أجل السلام يتجلى في نقل المبادئ والتعاليم التي يتلقونها في البرنامج التدريبي إلى مجتمعاتهم.
واختتمت الجلسة الافتتاحية، برسالة بعثها ممثل سفراء الإيسيسكو الشباب من أجل السلام لدورة 2022، ارتكزت على أهمية الشباب ودورهم في ترسيخ السلام واستتباب الأمن، لما يتمتعون به من طاقات وطموحات في صنع واقع ومستقبل أفضل.
وعقب ذلك، توالت جلسات اليوم من إطلاق البرنامج، الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، حيث تنوعت ما بين جلسات نقاشية حول استكشاف الأبعاد المختلفة للسلام 360 درجة، والحوار بين الأجيال، وورش تدريبية حول كيفية تصميم وتنفيذ مشاريع ومبادرات للسلام.
شارك قطاع التربية بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في أعمال المؤتمر التاسع حول المساعدة الإنمائية الرسمية التي تقدمها الحكومة الكورية إلى الدول النامية في مجال التعليم، والذي استضافته وزارة التعليم بجمهورية كوريا، ونظمته المؤسسة الوطنية الكورية للبحوث وجامعة كونيانج، بالتعاون مع منظمة الشراكة العالمية من أجل التعليم، ومنظمة أنقذوا الأطفال.
وهدف المؤتمر، الذي انعقد اليوم الأربعاء (23 نوفمبر 2022) حضوريا وعبر تقنية الاتصال المرئي، إلى تعزيز الابتكار الرقمي وبناء الشراكات الدولية وتبادل الخبرات في مجال التربية والتعليم والمساعدة الإنمائية الرسمية، وحضره وزير التعليم الكوري، وعدد من ممثلي المؤسسات الأكاديمية والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية المختصة في مجال التعليم.
مثل الإيسيسكو في المؤتمر الدكتور سانغبونغ كيم، خبير بقطاع التربية، حيث استعرض في مداخلته رؤية الإيسيسكو واستراتيجية عملها وجهودها لدعم التعليم الرقمي بدولها الأعضاء، مشيرا إلى مبادرات المنظمة وأنشطتها في مجال التعليم، والتي تركز على تضمين الابتكار الرقمي في مجال التعليم، داعيا المشاركين إلى التعاون مع الإيسيسكو في تعزيز المنظومات التعليمية في الدول الأكثر احتياجا.
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن بناء السلام مسؤولية مشتركة بين الجميع، ومن الضروري مساهمة كل فرد من أفراد المجتمع لتحقيق هذه الغاية، وأن العمل متعدد الأطراف يلعب دورا محوريا في التعاون الإيجابي وتبادل المعارف بين الحضارات، لبناء ثقافة السلام والتسامح والتعايش، من أجل تحقيق التنمية الشاملة والتطور المنشود.
جاء ذلك في كلمته اليوم الأربعاء (23 نوفمبر 2022)، خلال الجلسة حول إعطاء زخم جديد للعمل متعدد الأطراف من خلال ثقافة السلام، ضمن أعمال المنتدى العالمي التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي يختتم أعماله اليوم في مدينة فاس بالمملكة المغربية. وقد تحدث في الجلسة أيضا كل من السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، والدكتور أنار كريموف، وزير الثقافة بجمهورية أذربيجان.
واستهل المدير العام للإيسيسكو كلمته بالإشادة بموضوع الجلسة، حيث يرتبط بشكل وثيق بواقعنا المتسم بتنامي مظاهر العولمة وتعددية الأطراف، مشيرا إلى أنه من الضروري التمعن في ثقافة وممارسات العمل متعدد الأطراف، من أجل بناء مجتمعات آمنة ومندمجة.
وأضاف أن جائحة كوفيد 19 أدت إلى اتساع الفروق الطبقية حول العالم، وجعلت مجتمعاتنا أكثر انعزالية، مما ساهم في تزايد النزاعات بين الدول، وهذه الجلسة تحثنا على تعزيز الشراكات وبلورة سياسات لبناء السلام بمجتمعاتنا لتجاوز الأزمات وتحقيق التنمية المستدامة.
واستعرض الدكتور المالك برامج الإيسيسكو المتعلقة بتعزيز ثقافة السلام، ومنها برنامج تدريب الشباب والنساء على القيادة من أجل السلام والأمن، وبرنامج دمج مقاربة الإيسيسكو “360 درجة للسلام” في الأوساط الأكاديمية، الذي يهدف إلى تعزيز البرامج التعليمية في مجال بناء السلام والأمن في الدول الأعضاء بالمنظمة، وبرنامج الإيسيسكو للمهنيين الشباب، وحاضنة القيادات، اللذان يهدفان إلى تنمية قدرات الشباب الريادية والمهنية، بالإضافة إلى عقد عدد من الدورات التدريبية وورش العمل، وتوفير المنح الدراسية لشباب الدول الأعضاء في عدد من الجامعات المرموقة حول العالم.
ضمن مشاركة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في المنتدى العالمي التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات في مدينة فاس بالمملكة المغربية، شاركت السيدة راماتا ألمامي مباي، رئيسة قطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية بالإيسيسكو، في جلسة تحت عنوان “التربية على المواطنة العالمية: تشكيل مواطنين عالميين من خلال التعليم التحويلي”.
وخلال الجلسة التي عقدت عقب افتتاح المنتدى يوم الثلاثاء (22 نوفمبر 2022)، استعرضت السيدة مباي جهود منظمة الإيسيسكو في مجال التربية وبناء قدرات الأطفال والشباب، مؤكدة أنه لا يمكن للمواطنة العالمية أن تكون تعبيرا عن قيم ثقافة واحدة مهيمنة، بل يجب أن تتمحور حول مجموع القيم العالمية المشتركة.
وأبرزت أن هناك حاجة للتعليم والتعلم التحوليين، اللذين يغذيان القيم المشتركة واحترام التنوع والإنصاف والإدماج، مشيرة إلى أنه في هذا الإطار تسلط منظمة الإيسيسكو الضوء على أهمية المعرفة كأداة لصناعة تحول إيجابي في مجتمعاتنا، وذلك عبر مبادرات جديدة ومبتكرة من قبيل مختبر الإيسيسكو الدولي “الثقافة من أجل إعادة التفكير في العالم”، ومبادرة المجتمعات التي نريد، وبرنامج الإيسيسكو للتدريب على القيادة من أجل السلام والأمن، والتي تعد سبلا شاملة لبناء السلام وتنمية الشباب.
قال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إن تحالف الحضارات ليس ترفا أو شأنا نخبويا، بل هو حاجة إنسانية تقتضينا النظر الشجاع إلى مكامن العلل والثغرات لنعالجها، معتبرا أن نذر النزاع العالمي اليوم إنما هي إشارات نوازع حضارية أكثر من كونها شواهد على تضارب المصالح الاقتصادية والتنافس على الموارد الطبيعية، وأن فكرة التحالف الحضاري منظومة متكاملة تتشكل من قيم الناس جميعا.
جاء ذلك في كلمته أمام المنتدى العالمي التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، عقب انطلاق أعماله اليوم الثلاثاء (22 نوفمبر 2022) في مدينة فاس بالمملكة المغربية، تحت شعار: “نحو تحالف من أجل السلام.. لنتعايش جميعا كإنسانية واحدة”، والتي استهلت بتلاوة الرسالة الملكية، التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، إلى المشاركين في المنتدى، الذي شهد حضورا رفيع المستوى من مسؤولين دوليين، في مقدمتهم السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، والسيد ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، ووزراء خارجية وثقافة عدد كبير من دول العالم، ويهدف إلى تعزيز الحوار ومد جسور السلام بين الشعوب.
وأشار المدير العام للإيسيسكو في كلمته إلى أن التحدي الأساس أمام منظمة تحالف الحضارات اليوم يكمن في القدرة على مخاطبة مجتمع إنساني قابل للتفاهم والتحالف، مبرزا أن الإنسانية أمام رهان إنساني تاريخي، يتطلب فتح الطريق أمام ثلاثي: العدالة والإخاء والمساواة، وقطع الطريق أمام ثلاثي الجوع والجهل والمرض.
ونبه إلى أنه من الضروري الانتباه إلى ما ينطوي عليه تطور العالم الافتراضي من جرائم الاتجار غير الشرعي في الممتلكات الثقافية ونشر لخطاب الكراهية، داعيا إلى العمل على تسخير هذا التطور بشكل قانوني مثالي، مؤكدا أن شبابنا هم مادة التحالف الحضاري المستشرف للمستقبل، فإن أفلحنا في منحهم مفاتيح المستقبل، أفلحنا في ضمان استدامة وتجدد تحالف الحضارات.
ودعا الدكتور المالك إلى تنشئة الأجيال المستقبلية على قيم تحالف الحضارات والتسامح، وتضمين المناهج الدراسية معاني التواصل الحضاري والإخاء الإنساني، مؤكدا أن منظمة الإيسيسكو تعتد بهذه القيم في رؤيتها واستراتيجية عملها، حيث أنشأت مركز الحوار الحضاري ومركز الاستشراف الاستراتيجي، وحاضنات لتحفيز إبداعات الشباب.
واختتم كلمته بدعوة المشاركين في المنتدى إلى زيارة المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامي بمقر منظمة الإيسيسكو في الرباط.
يُذكر أن الإيسيسكو تشارك في أعمال وجلسات المنتدى العالمي لتحالف الحضارات بمدينة فاس، بوفد رفيع المستوى يترأسه الدكتور المالك، ويضم الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام، وعددا من رؤساء القطاعات ومديري الإدارات والمراكز بالمنظمة.