أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ميثاق الرياض لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي للعالم الإسلامي، الذي يهدف إلى وضع إطار شامل لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم الأخلاقية ومبادئ العالم الإسلامي، وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة والتعاون الدولي في المجال.
وقد أعلن الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إطلاق الميثاق اليوم الأربعاء (11 سبتمبر 2024)، خلال أعمال النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي تعقدها “سدايا”، في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة السعودية الرياض، وتشهد حضورا رفيع المستوى لعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين الدوليين وقادة الفكر ورؤساء كبريات شركات التقنية والذكاء الاصطناعي من 100 دولة حول العالم.
واستهل الدكتور المالك الإعلان بالتأكيد على أن ميثاق الرياض لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي للعالم الإسلامي شاهد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين الإيسيسكو و”سدايا”، وإعلانه يمثل لحظة تاريخية، معربا عن عميق الشكر والامتنان لجميع الشركاء الذين أسهموا في تجويد وإخراج هذا الميثاق، عبر عقد مجموعة من ورش العمل المتخصصة، وفي مقدمتهم جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بسلطنة عمان، التي تحتضن كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالمملكة المغربية، واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، إلى جانب الخبراء والباحثين من مختلف الدول الأعضاء في الإيسيسكو.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح فرصا هائلة وحلولا للمشاكل الأكثر إلحاحا في مجتمعاتنا، لكنه يطرح أيضا تحديات حول انعكاساته على الإبداع البشري وأصالة البحوث العلمية، مبرزا أن ميثاق الرياض يحمل في طياته مبدأي: الحقيقة والأصالة، ويقدم إطارا شاملا يتوافق فيه استخدام الذكاء الاصطناعي مع القيم الأخلاقية، بما يشمل الخصوصية، وكرامة الإنسان، والإنصاف، والتضامن.
وأضاف المدير العام للإيسيسكو أن الميثاق يسعى إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مجتمعات العالم الإسلامي بطريقة تحافظ على القيم وعلى الدور المحوري للأسرة، ويقدم مقترحات تكفل تطوير الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها إنشاء لجنة لمراقبة الذكاء الاصطناعي، مكلفة بالإشراف على التقدم في هذا المجال، وتعنى بتقديم توجيهات استراتيجية لصانعي السياسات، اعتمادا على رؤى متعددة التخصصات من الخبراء الأكفاء، وأن تقوم الإيسيسكو بقيادة اتحاد من المنظمات والمؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية، لدعم دولها الأعضاء في بناء البنيات التحتية التي تحتاجها للتطور في مجال الاقتصاد الرقمي، إلى جانب التعاون مع “سدايا” في إطلاق مبادرة تهدف إلى تدريب 25 ألف شاب بالعالم الإسلامي في علوم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
واختتم الدكتور المالك كلمته بالتأكيد على أن ميثاق الرياض لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ينبع من حرص الإيسيسكو والتزامها بالقيم المميزة لحضارة العالم الإسلامي.