انطلقت اليوم الثلاثاء (2 يوليو 2024) في العاصمة العمانية مسقط، ورشة العمل الإقليمية لميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي في منطقتي آسيا والشرق الأوسط، التي تعقدها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بشراكة مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بسلطنة عمان، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وتحت رعاية وبحضور الدكتور خميس بن سيف بن حمود الجابري، رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وبمشاركة رفيعة المستوى لمسؤولين وخبراء وباحثين من 23 دولة.
تأتي الورشة في إطار أنشطة كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في سلطنة عمان، وضمن الإعداد لميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي، الذي تعمل منظمة الإيسيسكو على صياغته.
وقد بدأت أعمال الورشة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ترحيبية للدكتور سعيد بن حمد الربيعي، رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، أشار فيها إلى أن الجامعة ومنظمة الإيسيسكو تركزان على أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، وينعكس ذلك على الخطط والمبادرات المشتركة بينهما، وفي مقدمتها كرسي الإيسيسكو لأبحاث الذكاء الاصطناعي، الذي تأسس في الجامعة هذا العام، للمساهمة في معالجة القضايا الأخلاقية التي نشأت مع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
واستهل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، كلمته بأبيات شعرية نظمها تحية لسلطنة عمان وأهلها، وأشار إلى أن علماء العالم الإسلامي كانوا في طليعة المساهمين بتقدم وتطور الإنسانية.
وأوضح أن سوق الذكاء الاصطناعي العالمي ينمو بنسبة 33% سنويا، وأنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن يقود النمو الاقتصادي العالمي بنسبة تبلغ 14%، وأن ينمو حجم سوق الذكاء الاصطناعي بنسبة 120% على الأقل على أساس سنوي. كما تم دمج الذكاء الاصطناعي في 77% من الأجهزة التكنولوجية التي نستخدمها حاليا.
واستعرض المدير العام للإيسيسكو الأهمية التي توليها المنظمة للذكاء الاصطناعي، وتتجلى في استراتيجيتها الاستشرافية الشاملة للمجال، خصوصا فيما يتعلق بالحوكمة الاستراتيجية والأبعاد الأخلاقية، وهو ما جعل الدول الأعضاء تكلف الإدارة العامة للإيسيسكو بإعداد ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي.
واختتم الدكتور المالك كلمته بتوجيه الشكر إلى سلطنة عمان والدكتور الجابري وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات واللجنة الوطنية العمانية، على الجهود الكبيرة لعقد الورشة، التي ستساهم في فتح آفاق جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
واستعرض الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف والذكاء الاصطناعي، الإطار الاستراتيجي والمنهجي لميثاق الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، مؤكدا أن الميثاق يمثل علامة فارقة نحو مستقبل تكنولوجي مزدهر ومستدام للعالم الإسلامي، يتوافق مع قيمه ويعزز مكانته في المشهد العالمي.
فيما قدم السيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية بالإيسيسكو، عرضا حول المؤشرات المستخدمة في قياس جاهزية الدول للذكاء الاصطناعي، ومن بينها “الحوكمة والأخلاقيات”، موضحا أن الفوارق في جاهزية الدول يدفع المنظمة للعمل بشكل أكبر على مشاركة الخبرات بين دولها الأعضاء للاستفادة من التجارب الرائدة.
وتحدث الدكتور سعيد بن سالم جعبوب، نائب رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية للدراسات العليا والبحث العلمي والابتكار، عن آفاق التطور الذي يشهده الذكاء الاصطناعي ومنافسته للبشر، وضرورة مواكبة ضبط البحث في هذا المجال، خصوصا فيما يتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم تكريم المشاركين في أعمال الورشة من الباحثين والخبراء، وتبادل الدروع التكريمية بين رؤساء الجهات المنظمة وراعي الحفل، والتقاط صورة جماعية.
ويتضمن جدول أعمال الورشة، على مدى يومي انعقادها، عدة جلسات وحلقات نقاشية تفاعلية، وعروضا، وتشكيل مجموعات عمل، بهدف تبادل الرؤى ووجهات النظر حول الذكاء الاصطناعي في آسيا والشرق الأوسط، ومناقشة الجوانب الأخلاقية المتعلقة بأبعاد تطبيقاته في العالم الإسلامي.