Disclaimer: You are using Google Translate. The ICESCO is not responsible for the accuracy of the information in the translated language .

رأيك

تعليقات المستخدمين

بشكل عام، ما مدى رضاك ​​عن الموقع؟

    غير راض للغاية راض لأقصى درجة

    المجلس التنفيذي للإيسيسكو يعتمد إنشاء وقف تنموي للمنظمة ويؤكد دعمه بقوة

    وافق المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، خلال دورته الـ40 المنعقدة حاليا في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي يتمتع فيها بصلاحيات المؤتمر العام للمنظمة، على إنشاء وقف تنموي للإيسيسكو، وهو المشروع الذي قدمته الإدارة العامة للمنظمة إلى المجلس، لضمان توفير تمويل مستدام لبرامج المنظمة التي تقدمها في مجالات عملها لفائدة الدول الأعضاء، وأكد أعضاء المجلس دعمهم الشديد لهذا الوقف، مشيدين بالفكرة.

    وكان الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، قد أكد في بداية جلسة المجلس اليوم، أن تأسيس وقف خاص بالمنظمة، هو أحد الحلول لمواجهة التحديات المتنامية التي تواجهها، وللتغلب على محدودية الميزانية، ولتلبية متطلبات الرؤية الجديدة.

    وأشار إلى أنه لمس استعدادا كبيرا من عدة جهات للتبرع لوقف الإيسيسكو لتحقيق أهدافه، موضحا أن الأصول الثابتة للوقف سيتم استثمارها لصالح مشاريع وبرامج لفائدة الدول المتبرعة.

    وشدد الدكتور المالك على أن وقف الإيسيسكو سيتمتع باستقلالية كبيرة، حيث ستديره هيئة نظارة خاصة به، والمدير العام للمنظمة سيكون فقط عضوا في المجلس.

    ودعا المدير العام للإيسيسكو أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة إلى دعم الوقف، وأن يعتبر كل منهم نفسه عضوا في الوقف ويساهم في تحقيق الوقف لأهدافه.

    وتتمحور رؤية المشروع حول أن تصبح الإيسيسكو منظمة ذات إنجازات تنموية مستدامة في مجالات اختصاصاتها، ومؤثرة في توجهات وخيارات الدول الأعضاء، ومستجيبة لحاجياتها الميدانية وأولوياتها القطاعية، وتهدف المنظمة من خلال إنشاء الوقف إلى تحقيق استدامة الموارد المخصصة لبرامج التربية والعلوم والثقافة والمجالات الأخرى ذات الصلة، وتحقيق الاستقلالية المالية النسبية للمنظمة، لضمان تمويل عدد من البرامج والمشاريع بصفة منتظمة.

    كما تستهدف المنظمة تعزيز قدرتها على منافسة الأجهزة الدولية المتخصصة في مجالات التربية والعلوم والثقافة، من خلال مشاريع وبرامج نوعية ومستدامة، ورفع قدرتها على توظيف الكفاءات والخبرات المتميزة من الدول الأعضاء في البرامج والمشاريع الممولة من الوقف.

    وأكدت الإدارة العامة للإيسيسكو أنها تضمن الاستقلالية الكاملة للوقف، وذلك في تسييره وتنظيمه، وتأمل الإدارة إلى أن يصل رصيد الوقف إلى 500 مليون دولار بحلول عام 2025، حيث ستكون مصادر التمويل المتوقعة من أصول ثابتة وغير ثابتة، ومن التبرعات والهبات المقدمة من ملوك ورؤساء وأمراء الدول الأعضاء، والجهات الحكومية، ومن القطاع الخاص ورجال الأعمال والمؤسسات الخيرية.

    وتمت الموافقة على أن تكون مؤسسة وقف سليمان الراجحي بالمملكة العربية السعودية هي المؤسسة الداعمة لتأسيس الوقف.

    يذكر أن الأوقاف أحد أهم أساليب التكافل الاجتماعي، ومن أبرز مصادر التمويل التنموي في العالم، وقد شهد قطاع الوقف نموا متزايدا، سواء من حيث حجم الاستثمارات المخصصة له، أو من حيث عدد الجهات والمؤسسات التي أصبحت تعتمد عليه كدعامة لتمويل مشاريعها، خصوصا في مجالات حيوية مثل التعليم والصحة والبيئة وغيرها.

    اعتماد الهيكل التنظيمي الجديد لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة

    اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، خلال دورته الـ40 المنعقدة حاليا في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، الهيكل التنظيمي الجديد للمنظمة، الذي قدمته الإدارة العامة للإيسيسكو إلى المجلس، ليلبي متطلبات الرؤية الجديدة للمنظمة وخطة عملها المستقبلية، حيث يتمتع المجلس في دورته الحالية بصلاحيات المؤتمر العام للإيسيسكو.

    وقد تم اعتماد الهيكل، مع الأخذ بالملاحظات التي أبداها بعض أعضاء المجلس التنفيذي للإيسيسكو خلال مناقشته، بعد عرض قدمته الإدارة العامة للمنظمة حول الأسباب التي استدعت تغيير الهيكل القديم، ومن بينها التداخل في الاختصاصات بين بعض المديريات، وعدم مناسبة حجم بعضها مع ما تقوم به من أدوار، ولتحديد المسئوليات بشكل أكثر دقة، بما يضمن أفضل أداء للمنظمة، في ظل رؤيتها التي تتبنى الانفتاح ومزيدا من التواصل مع الدول الأعضاء والعالم والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجالات التربية والعلوم والثقافة.

    وأشارت الإدار العامة للإيسيسكو إلى أنه تمت الاستعانة بمعهد الإدارة العامة للبحوث والاستشارات بالمملكة العربية السعودية لدراسة الهيكل التظيمي للإيسيسكو، وتقديم مقترح هيكل جديد بناء على متطلبات عمل المنظمة خلال المرحلة المقبلة، حيث تم تشكيل فريق استشاري من أعضاء هيئة التدريب بالمعهد من ذوي التخصصات ذات العلاقة، وقام الفريق بدراسة الهيكل القديم والاجتماع بجميع المدراء ومسؤولي المنظمة كل على حدة، للتعرف على طبيعة عمل المديريات والمراكز المختلفة، وتم اقتراح الهيكل الجديد والتعديل عليه بناء على ملاحظات العاملين بالإيسيسكو.

    ومن أبرز ما يتضمنه الهيكل الجديد للمنظمة استحداث منصبي نائب المدير العام، ومساعد المدير العام للمنظمة، ليكون الأول مسؤولا عن قطاعات عمل المنظمة الرئيسية (التربية – الثقافة والاتصال – العلوم الاجتماعية والإنسانية – العلوم والتقنية)، فيما يشرف الثاني على الخدمات المشتركة، ومنها إدارات (الخدمات المساندة – تقنية المعلومات – الطباعة والنشر) بالإضافة إلى مركز الترجمة، فيما تتبع الإدارات الأخرى المدير العام بشكل مباشر، ومنها: (مكتب المدير العام – إدارة الشؤون القانونية – الأمانة العامة والمؤتمرات – المراقب المالي – إدارة الإعلام والتواصل المؤسسي – إدارة العلاقات العامة والمراسم – إدارة المراسم ومبادرات التميز – مكتب سفراء النوايا الحسنة).

    بالإجماع.. المجلس التنفيذي للإيسيسكو يعتمد تغيير اسم المنظمة

    **المالك: الاسم الجديد يفتح آفاقا أوسع لحضور المنظمة على الصعيد الدولي

    اعتمد المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في دورته الأربعين، التي انطلقت أعمالها اليوم الأربعاء في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة تغيير اسم المنظمة إلى: منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

    وقال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إن تغيير اسم المنظمة يهدف إلى رفع الالتباس الشائع بشأن طبيعة مهامها غير الدعوية، وفتح آفاق أوسع لحضورها على الصعيد الدولي.

    وأوضح أن الاسم الجديد يعبر تعبيرا دقيقا عن طبيعة الرسالة الحضارية، التي تنهض بها المنظمة، في مجالات عملها بالتربية والعلوم والثقافة والاتصال، وعن الغايات والأهداف التي تعمل على تحقيقها.

    وفي وثيقة مشروع تغيير الاسم أشارت الإدارة العامة للإيسيسكو إلى أن المقصود من «العالم الإسلامي» في الاسم المقترح، هو ذلك الفضاء الحضاري الذي يأخذ بعين الاعتبار البعد العالمي في كل المناطق التي يوجد فيها مسلمون أو أقليات مسلمة، أو مناطق ساهمت بشكل أو
    بآخر، في بناء أو إغناء الرصيد الحضاري المشترك لهذه المناطق. وهو بذلك ليس مفهوما ثابتا وجامدا، بل هو مفهوم مرن ومندمج وقابل للانفتاح والتمدد، خاصة أن هناك دولا غير أعضاء في الإيسيسكو، عدد المسلمين فيها أكبر مما في بعض الدول الأعضاء، ومسمى منظمة العالم الإسلامي يتيح للمنظمة التعاون مع هذه الدول، وتنظيم برامج وأنشطة للمسلمين بها في إطار مؤسسي ورسمي.
     
    وأكدت الإدارة العامة للمنظمة أن تغيير هذا الاسم سيفتح آفاقا رحبة لتوسيع أسس الشراكة والتعاون داخل الدول الأعضاء ومع الدول غير الأعضاء كذلك، وأيضا مع عدد مهم من المؤسسات الإقليمية والدولية والحكومية التي لم تكن على دراية كاملة بطبيعة مهام المنظمة ومجالات عملها ورقعة المستفيدين من خدماتها، ومدى المشتركات الاستراتيجية والأولويات التنموية بينها وبين المنظمة.

    يذكر أن المجلس التنفيذي للإيسيسكو في هذه الدورة يتمتع بصلاحيات المؤتمر العام للمنظمة، أعلى سلطة تمثل الدول الـ54 الأعضاء في الإشراف على عمل المنظمة وسياساتها العامة، بناء على التفويض الذى منحه المؤتمر العام في دورته الاستثنائية، التي انعقدت بمنطقة مكة المكرمة في 9 مايو 2019 م، والتي فوضت المجلس التنفيذي لدراسة واعتماد التعديلات التي يقترح المدير العام إدخالها على أنظمة الإيسيسكو وخططها وآليات عملها.

    انطلاق أعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للإيسيسكو في أبو ظبي

    انطلقت اليوم الأربعاء في أبو ظبي أعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والتي تستعرض على مدى يومين رؤية المنظمة الجديدة وخطة عملها لعامي 2020 و2021، والخطة الاستراتيجية الجديدة متوسطة المدى للإيسيسكو للأعوام 2020 إلى 2030، وعدة أمور تنظيمية تقدمها الإدارة العامة للمجلس.

    وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للمجلس التنفيذي للإيسيسكو بكلمة السيدة  نورة بنت محمـد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، رحبت خلالها بانعقاد المجلس في أبو ظبي، متمنية أن تحقق الاجتماعات النتائج المرجوة بما يصب في خدمة شعوب دول العالم الإسلامي، ووجهت الشكر إلى الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للإيسيسكو، على جهوده ورؤيته التي تستهدف تطوير أجهزة المنظمة، وتعزيز التنسيق الفعال مع الدول الأعضاء.

    وقالت إن التحولات التاريخية، التي يمر بها العالم الإسلامي في شتى مناحي الحياة، تفرض علينا مواكبة المتغيرات، وتبني حلولا مبتكرة تستشرف المستقبل، وتلبي احتياجات مجتمعاتنا، وتصنع مستقبلا أفضل لأجيالنا القادمة.

    وأكدت في ختام كلمتها التزام دولة الإمارات بدعم الرؤية والاستراتيجية الجديدة للإيسيسكو لترسخ مكانة المنظمة منارة حضارية، ومنصة فعالة للعمل الإسلامي المشترك في المجالات الثقافية والعلمية والتربوية.

    وفي كلمته قدم الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للإيسيسكو، الشكر لأعضاء المجلس التنفيذي على حضورهم أعمال الدورة الـ40، كما قدم الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة أبو ظبي، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي العهد رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على ما حظي به المجلس وأعضاؤه وضيوفه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وشكر السيدة نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وفريق عمل الوزارة، ورحب بالسيدة للا مليكة إيسوفو، السيدة الأولى في جمهورية النيجر، ضيف شرف المجلس في دورته الحالية.

    واستعرض المدير العام للإيسيسكو في كلمته الرؤية الجديدة للمنظمة، مشيرا إلى أن المنظمة تبنت رؤية استشرافية ستنتقل بها من الأماني المثالية إلى الإنجازات الواقعية، وتبوئ الإيسيسكو مكانة ريادية، لتصبح منارة إشعاع دولي في مجالات اختصاصاتها، وتطور آليات عمل مواكبة لتطلعات الدول الأعضاء وشعوبها إلى مستقبل أفضل.

    وقدم الدكتور المالك خلال كلمته أمام أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة عددا من المبادرات، مؤكدا ثقته في أن المجلس التنفيذي للإيسيسكو سيسهم في دعم هذه التوجهات وإغناء مضامينها وتعزيز مقتضياتها، لبناء إيسيسكو المستقبل وعالم الغد.

    وفي كلمته أشاد الدكتور أبو بكر دوكوري، رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو، بما تشهده المنظمة من حركية وروح التجديد، التي أحرزت نتائج مبهرة منذ تولي الدكتور المالك منصب المدير العام، وعاهده باسم المجلس التنفيذي أن يكون معه مساندا لتطبيق الرؤية الجديدة، التي تجعل من المنظمة منارة إشعاع لفائدة الدول الأعضاء.

    من جانبه قال الدكتور علي زيدان أبو زهري، رئيس المؤتمر العام للإيسيسكو، إنه من دواعي سروره واعتزازه حضور الدورة الأربعين للمجلس في دولة الإمارات، وهو المحفل التربوي والثقافي والعلمي السنوي، لتطوير عمل المنظمة.

    وطالب الدكتور أبو زهري المجلس باستثمار اللقاء لإثراء النقاش للنهوض بالعديد من الأمور المتعلقة بالمنظمة، لتمكينها من تعزيز انفتاحها على العالم، متمنيا النجاح والتوفيق للدورة.

    وفي كلمتها ثمنت السيدة للا مليكة إيسوفو، السيدة الأولى في جمهورية النيجر، دور المنظمة في مجال دعم التعليم، مشيرة إلى أن التعليم هو مفتاح الحياة، وهناك العديد من الدول التي تعاني فيها الفتيات من التهميش، وضربت مثالا بالنيجر، حيث إن 5 فتيات فقط يصلن إلى مرحلة التعليم الثانوي، من بين كل 100 فتاة يلتحقن بالتعليم الإبتدائي.

     ونقلت للمجلس تحية خاصة من فخامة رئيس النيجر محمدو إيسوفو، وتأكيده على دعم الإيسيسكو وتطوير التعاون معها في مجالات عملها.

    وفي ختام الجلسة سلم المدير العام للإيسيسكو ووزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية جوائز الإيسيسكو، ومنها جائزة محو الأمية، والتي فاز بها مركز عرفة في جمهورية تشاد، وتسلمها الدكتور محمد على قمر، ممثل جمهورية تشاد في المجلس التنفيذي.

    وجائزة الإيسيسكو للمواد الرقمية المفتوحة لعام 2018، وفازت بها وزارة التعليم البحرينية، ووزارة التربية الوطنية في السنغال، عن مبادرتها الموارد الرقمية للجميع.

    وفازت منصة ينبع الرقمية لمراكز مصادر التعليم بالجائزة لعام 2019.

    المالك أمام المجلس التنفيذي للإيسيسكو: العالم الإسلامي يواجه تحديات تتطلب اتخاذ مبادرات بناءة وإصلاحات جديدة

    ** الرؤية الاستشرافية للمنظمة تنتقل بها من الأماني المثالية إلى الإنجازات الواقعية

    أكد الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن المنظمة تبنت رؤية استشرافية ستنتقل بها من الأماني المثالية إلى الإنجازات الواقعية، وتبوئ الإيسيسكو مكانة ريادية، لتصبح منارة إشعاع دولي في مجالات اختصاصاتها، وتطور آليات عمل مواكبة لتطلعات الدول الأعضاء وشعوبها إلى مستقبل أفضل.

    وأضاف، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للمنظمة، التي انطلقت أعمالها اليوم الأربعاء في أبو ظبي، أن الإيسيسكو حققت منذ نشأتها بدعم من الدول الأعضاء مكاسب بارزة أكدت أهمية الأدوار التي أوكلت إليها لتنسيق العمل الإسلامي المشترك في مجالات اختصاصها، مشددا على أن الطريق لا يزال طويلا، بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه دول العالم الإسلامي، وهو ما يتطلب اتخاذ مبادرات بناءة وإصلاحات جديدة ترتقى إلى مستوى الآمال فتحقق الأهداف وتستجيب للتطلعات.

    وقال الدكتور المالك: “في إطار هذه الرؤية الجديدة، نريد أن تكون الإيسيسكو منظمةً حديثةً مرتبطة بالأصل ومنفتحة على العصر، مشعة إقليميا ومؤثرة دوليا. منظمة تشخص النقائص وتلبي الاحتياجات، وتعايش واقع الدول الأعضاء وشعوبها والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء”.

    وتابع: “لقد توخينا منهج استقطاب جديدا جذابا للكفاءات وصانعا للقيادات، وأخذنا على عاتقنا تعزيز الثوابت والأركان التي عليها قام عالمنا الإسلامي، فكرا وثقافةً وحضارةً، متجنبين الخوض في ما لا يدخل في اختصاصاتنا من قضايا دعوِية أو سياسية”.

    واستعرض المدير العام للإيسيسكو خلال كلمته أمام أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة عددا من المبادرات النابعة من الرؤية الاستشرافية الجديدة، هي:
    1ـ تعزيز أدوارِ اللجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وتقديم مزيد من الدعم لأمنائها وموظفيها، والاستعانة بها في التحديد الدقيق لاحتياجات الدول الأعضاء وفي تخطيط البرامجِ الأكثر استجابة لأولوياتها.
    2ـ مشروع تغيير الاسم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، لرفعِ الالتباس الشائعِ بشأن طبيعة مهامها غير الدعوية وفتحِ آفاق أوسع لحضورِها على الصعيد الدولي.
    3ـ مشروع تعديل ميثاق الإيسيسكو وأنظمتها وهيكلتها التنظيمية، في إطارِ التناغم مع رؤية الإيسيسكو الجديدة؛ مع إحداث إدارة قانونية تتولى ضبط إجراءات عمل المنظمة في إطارِ مقاربة حقوقية ومؤسسية.
    4ـ مشروع إنشاء وقف الإيسيسكو الذي سيساهم في تنويعِ مصادرِ التمويل، ويضمن ديمومة عمل المنظمة.
    5ـ مشروع المجلس الاستشارِي الدولي الذي يؤمل منه أن يحقق للمنظمة انفتاحا أوسع على المحيط الدولي وقدرة أكبر على الوصول إلى أصحاب القرار.
    6ـ إنشاء مركزِ الاستشراف الاستراتيجي لينهض بأدوارِ استباق المتغيرات الممكنة والتوليد الإبداعي للأفكارِ وإعداد الدراسات المواكبة لحاضر العالم الإسلامي ومستقبله.
    7ـ إنشاء مركزِ الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرِها من أجل توطين الخبرات التربوية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرِها، وتشجيعِ كتابة لغاتِ الشعوبِ الإسلامية بالحرف العربي المنمط.
    8ـ إنشاء مركزِ الإيسيسكو للتراث الإسلامي الذي سينهض بمسؤولية التوثيق الشامل للمواقعِ التراثية في العالم الإسلامي، وبناء القدرات ذات الصلة، ويواصل ما تم تحقيقه من تسجيل لـ132 موقعا على قائمة التراث للعالم الإسلامي.
    9ـ تنظيم ملتقى الإيسيسكو الثقافي الشهري، الذي صار يشكل منصةً معرِفيةً للارتقاء بالعملِ الثقافي في العالم الإسلامي وخارِجه.
    10ـ رقمنة الوثائق والإجراءات في جميعِ مؤتمرات الإيسيسكو، تطويرا لمنهجية العمل وانتقالا بالإيسيسكو إلى منظمة صديقة للبيئة.
    11ـ تحقيق انفتاحٍ أوسع وأعمق على الشركاءِ الدوليين الكبارِ في مجالات عمل المنظمة، مِن خلال إعادة فتح مكتب الإيسيسكو لدى اليونسكو وتكليفه بتعزيزِ علاقات الشراكة مع منظومتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرِهما.

    واختتم الدكتور المالك كلمته بالتأكيد على ثقته في أن المجلس التنفيذي للإيسيسكو سيسهم في دعم هذه التوجهات وإغناء مضامينها وتعزيز مقتضياتها، لبناء إيسيسكو المستقبل وعالم الغد.

    استشراف للمستقبل.. مبادرات بناءة.. هيكلة جديدة: الإيسيسكو نحو مرحلة جديدة

    **الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للإيسيسكو تنطلق بعد غد في أبو ظبي

    **المالك: الدورة محورية لتطبيق الرؤية الجديدة للمنظمة واستراتيجيتها المستقبلية

    تنطلق أعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بعد غد الأربعاء 29 يناير 2020 في أبو ظبي، وتكتسب هذه الدورة أهمية بالغة، حيث يتمتع المجلس خلالها بصلاحيات المؤتمر العام، أعلى سلطة تمثل الدول الـ54 الأعضاء في الإشراف على عمل المنظمة وسياساتها العامة.

    وقد أكد الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أنها دورة محورية في تاريخ المنظمة، حيث سيتم عرض رؤيتها الجديدة على الدول الأعضاء، في صورة قرارات وتوجهات للعمل خلال المرحلة القادمة، تتبنى مزيدا من الانفتاح والتعاون مع الدول الأعضاء، باعتبار الإيسيسكو بيت خبرة لدول العالم الإسلامي، وبما يجعل منها منارة إشعاع حضارية تعزز العمل الإسلامي المشترك، ولهذا دشنت المنظمة مركزها للاستشراف الاستراتيجي.

    وقدم الدكتور المالك الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في وزارة الثقافة والمعرفة، على استضافتها للدورة الأربعين للمجلس التنفيذي للإيسيسكو، والتي تستمر على مدى يومين، مشيدا بما لمسه من استعداد كبير وتسهيلات لاستضافة هذا الحدث الكبير.

    ويتضمن جدول أعمال المجلس عرض مشاريع استراتيجية وخطط عمل الإيسيسكو المستقبلية، ومنها الرؤية الاستراتيجية الجديدة للمنظمة، وخطط هيكلة المنظمة، وخطة عمل المنظمة لعامي 2020 و2021، والخطة الاستراتيجية الجديدة متوسطة المدى للإيسيسكو للأعوام 2020 إلى 2030.

    كما سيتم استعراض تقارير عمل الإيسيسكو خلال السنوات الماضية، والتقرير المالي، وتقرير مساهمات الدول الأعضاء في موازنة المنظمة، ومقترحات حول تسديد متأخرات الدول الأعضاء في موازنة الإيسيسكو.

    ومن المقرر أن يناقش المجلس التنفيذي في دورته بأبو ظبي عدة أمور تنظيمية مهمة للمنظمة، منها مشروع الهيكل التنظيمي الجديد للإيسيسكو، ومشروع إنشاء وقف تنموي للإيسيسكو، ومشروع إنشاء المجلس الاستشاري الدولي للإيسيسكو.

    وسيتم خلال الدورة أيضا انتخاب أعضاء لجنة المراقبة المالية، واعتماد شركة تدقيق الحسابات الجديدة، وتحديد مكان انعقاد الدورة 41 للمجلس وزمانها.

    المالك يؤكد التزام الإيسيسكو بدعم الدول الأعضاء للتغلب على التحديات التربوية

    أكد الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التزام المنظمة بتقديم الدعم والمقترحات للدول الأعضاء فيما يخص الأدوات والمناهج من أجل تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، لا سيما من خلال شراكتها مع مؤسسة الإغاثة التعليمية، حيث تعتبر الإيسيسكو نهجَ المؤسسة فرصة لإطلاق طاقات الملايين من الفتيات والفتيان من أجل تأمين مستقبل آمن ومزدهر وعادل ومرن للجميع، وذلك بفضل التعليم المتوازن والشامل.

    جاء ذلك في كلمته بالدورة الثالثة لمنتدى التعليم المتوازن والشامل، والتي انطلقت أعمالها في جيبوتي اليوم الاثنين وتنظمها مؤسسة الإغاثة التعليمية بالتعاون مع جمهورية جيبوتي، والتي ألقتها نيابة عنه السيدة ياسمينة الصغروني، الخبيرة بمديرية العلاقات الخارجية والتعاون بالإيسيسكو.

    وأشار الدكتور المالك إلى أن المنتدى مناسبة للاحتفال بمخرجات المسار التشاوري والتشاركي الذي انخرط فيه كبار المفكرين والممارسين وصانعي القرار والأطر التقنية في مجال التعليم، بُغية وضع نهج تربوي مؤثر وفعال تهتدي به الأجيال الحالية والصاعدة في قارة متغيرة وعالم متحول.

    وأوضح أن الإيسيسكو تدرك، كما هو متضمن في رؤيتها الاستراتيجية الجديدة، أن مستقبل التربية متنوع التخصصات يراعي التعقيدات وتعدد الثقافات، والأهم من هذا أنه حيوي لتعزيز قدرة الدول الأعضاء على التكيف والمساهمة في تحقيق مستقبل مستدام للجميع.

    وشدد على أنه لا يغفل عن الإيسيسكو مقدار التعقيد الذي تتسم به التحديات التربوية التي تواجهها دولها الأعضاء في عالم تداعت فيه الحدود أمام تدفق المعارف والتواصل الافتراضي والتعددية اللغوية من جهة، وانتشار الصراعات، وما نتج عنها من عدم الاستقرار والتزايد المقلق للتدفقات البشرية والمهاجرين، من جهة أخرى.

    وحذر المدير العام للإيسيسكو من أن المنطقة العربية وحدها تأوى 32% من السكان اللاجئين و38% من النازحين داخلياً في العالم بفعل الصراعات، ومن بين 59 مليون طفل متسرب من المدرسة يعيش 32 مليونا في دول إفريقيا جنوب الصحراء، وفي إفريقيا الشمالية وجنوب الصحراء وآسيا الغربية، تُحرم الفتيات في سن الدراسة من حقهن في التعليم.

    وتابع: تضم الإيسيسكو في عضويتها دولاً وأقاليم يتعرض فيها المواطنون ولاسيما الأطفال منهم للفقر متعدد الأبعاد والكوارث والنزوح بسبب التغير المناخي، والهجرة فرارا من الصراعات بالرغم من أنها تحتضن أعرق المدارس والجامعات وأقطاب المعرفة في العالم. وقد آن لهذه الدول والأقاليم أن تدخل غمار التحول المجتمعي، نظرا للضغوط التي تمارسها عليها تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتنامي هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت صانع قرار افتراضي يحقق التماسك ويخلق فضاءات للحوار، كما يبث الفرقة ويذكي نيران البغضاء.

    واختتم الدكتور المالك كلمته بأنه مع ذلك، وانطلاقا من هذا الواقع القاتم يتولد الابتكار والإبداع وتنبع الحلول الكفيلة على مواجهة التحديات وتمكين الطلاب والمدرسين وصناع القرار من الحصول على تعليم متوازن وشامل.

    ‎المدير العام للإيسيسكو يلتقي وزير التعليم العالي ووزير التربية الوطنية في جيبوتي

    بحث الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، مع السيد نبيل أحمد، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في جيبوتي، والسيد مصطفى محمد محمود، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، تطوير التعاون بين المنظمة وجمهورية جيبوتي.

    يأتي اللقاء، الذي تم اليوم الأحد في جيبوتي، التي يزورها الدكتور المالك للمشاركة في الدورة الثالثة لمنتدى التعليم المتوازن والشامل، التي تنظمها مؤسسة الإغاثة التعليمية وتنطلق أعمالها غدا، في إطار الرؤية الجديدة للإيسيسكو، التي تتبني الانفتاح والمزيد من الشراكة مع الدول الأعضاء بالمنظمة.

    وخلال اللقاء بحث المدير العام للإيسيسكو مع الوزيرين مجالات التعاون بين المنظمة ووزارتيهما، حيث أبديا الرغبة في أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التواص بين الجانبين، واستعرض الوزيران أهم البرامج والنشاطات التي تحتاجها جيبوتي حاليا وتود أن تقوم الإيسيسكو بالتعاون في تنفيذها هناك.

    وتطرق الحديث إلى أهمية إنشاء مركز للغة العربية في جيبوتي، وأيضا إقامة بعض المنتديات والمؤتمرات، التي تصب في صالح التعليم والتدريب في جيبوتي.

    كما تمت مناقشة المتأخرات من مساهمة جيبوتي في ميزانية الإيسيسكو، وأنها ستعود في شكل برامج وأنشطة لفائدة المواطنين في جيبوتي.

    حضر اللقاء من الجانب الجيبوتي السيد محمد موسى يابا، المستشار الفني لوزير التعليم الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، ومن الإيسيسكو السيدة ياسمينة الصغروني، الخبيرة بمديرية العلاقات الخارجية والتعاون.

    المدير العام للإيسيسكو يشارك في منتدى التعليم المتوازن والشامل بجيبوتي

    يشارك الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في الدورة الثالثة لمنتدى التعليم المتوازن والشامل، والتي تنظمها مؤسسة الإغاثة التعليمية (Education Relief Foundation) خلال الفترة من 27 إلى 29 يناير 2020 في جيبوتي.

    يهدف المنتدى إلى تعزيز التعليم الشامل والمتوازن في ظل العولمة، ويشارك في دورته الجديدة بمدينة جيبوتي وزراء التعليم في عدد من الدول الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية والدول الآسيوية، وممثلون عن المنظمات الدولية المعنية بمجال التعليم، ومؤسسات المجتمع المدني، وكانت الدورة السابقة قد انعقدت بالعاصمة المكسيكية مكسيكو في الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر 2018.

    تأتي مشاركة الدكتور المالك بمنتدى التعليم الشامل والمتوازن في إطار التعاون بين الإيسيسكو ومؤسسة الإغاثة التعليمية في التربية والتعليم، بهدف تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في نشر وتعزيز قيم التعليم المتوازن الذي يشمل الجميع.

    يذكر أن مؤسسة الإغاثة التعليمية (ERF)، مؤسسة غير هادفة للربح، تعمل على تطوير وتعزيز نهج عالمي جديد في التعليم يركز على أهمية التوازن والشمولية في المناهج الدراسية المقدمة للطلاب، استنادا إلى البحوث والدراسات الميدانية في مناطق العالم المختلفة، لتحقيق الاندماج والتعاون العالمي وعدم التمييز، بما يعكس مساهمة الثقافات والحضارات المتنوعة في عالمنا الحديث.

    حضور مميز وتفاعل كبير خلال مناقشة مستقبل الإعلام في ملتقى الإيسيسكو الثقافي

    خالد المالك: موت الصحافة الورقية موت للأدوات وليس للمحتوى

    معنينو: الصحافة الورقية تخوض حرب وجود لفرض ذاتها

    استضاف مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مساء أمس الثلاثاء اللقاء الثالث من “ملتقى الإيسيسكو الثقافي”، الذي أطلقته الإدارة العامة للمنظمة، ويستضيف قادة الفكر من داخل العالم الإسلامي أو خارجه لطرح أبرز القضايا الفكرية والثقافية.

             عقد اللقاء تحت عنوان: “مستقبل الإعلام: من الصحافة الورقية إلى الصحافة الرقمية”، وتمحور حول البحث في صحة القول بنهاية الإعلام التقليدي، وما إذا كان يمكن للصحافة الورقية أن تعيش في العصر الرقمي.

    واستضاف الملتقى كلا من: الأستاذ خالد المالك، رئيس تحرير جريدة الجزيرة السعودية رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين رئيس اتحاد الصحافة الخليجية؛ والأستاذ محمد الصديق معنينو، الكاتب والإعلامي المرموق من المغرب والذي تقلَّد عدة مناصب وكان مديراً للتلفزة الوطنية وكاتباً عاما لوزارة الاتصال سابقاً.

    أدار اللقاء الدكتور عبد الإله بنعرفة، المستشار الثقافي للمدير العام للإيسيسكو، وحضره الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة، وعدد من السفراء والدبلوماسيين والمسؤولين وكبار الصحفيين والإعلاميين بالمغرب وجمع من المتخصصين والطلاب المهتمين بموضوع اللقاء.

    بدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة ترحيبية بالضيوف، نوه خلالها بأهمية موضوع اللقاء، وثمن حضور الضيفين، مؤكدا أن الأزمة التي تمر بها مهنة الصحافة لا تقتصر على الجانب الأخلاقي والقضايا المجتمعية، ولكن التحولات التقنية الجديدة، كشفت عن هشاشة مهنية أثرت سلبا عليها، وهو ما أصبح يتحتم معه إعادة هيكلة نظم عملها.

             وأضاف المالك أن مجتمع المعرفة والاتصال شهد تحولات رقمية مذهلة، أضحت معها المعلومات في قلب جميع الاستراتيجيات، وتعرض الصحافيون والصحافة والجهات الممولة لها لانتقادات واسعة، وكثر الحديث عن مناورات بعض وسائل الإعلام وتلاعبها بالرأي العام، ما أثر على السلطة المعنوية التي كانت الصحافة تتمتع بها. واختتم كلمته بدعوة الحضور لالتماس الإجابة عن العديد من الأسئلة المصيرية التي باتت تواجه مهنة الصحافة في محاضرة ضيفي المتلقي.

    ثم ألقى الأستاذ خالد المالك، محاضرته التي استهلها بالتأكيد على أن موضوع “المنافسة” بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية ما زال محل جدل ونقاش بين المهنيين والمتخصصين في جميع أنحاء العالم. وأشار المالك إلى أن تجربته في رئاسة تحرير صحيفة الجزيرة السعودية لنحو 40 عاما سبقتها سنوات من العمل الصحفية شهدت تطورات متسارعة خلال السنوات الأخيرة، ورغم الحرص على مواكبتها، إذ كانت الجزيرة أول صحيفة سعودية تتيح نسخة إليكترونية لمحتوى إصدارها الورقي اليومي في العام 1997م، إلا أن تسارع التطور التقني الهائل منذ ذلك الحين أسفر عن تسيد موقع التواصل الاجتماعي تويتر لساحة بث المحتوى الصحفي الفوري.

    وأضاف أنه مع ظهور التطبيقات الرقمية مثل تويتر لنشر المحتوى الصحفي، أصبح هذا التطبيق نقطة الجذب الأولى إعلاميا، حيث أصبحنا الآن أمام حالة متفردة من صناعة المحتوى المسموع والمشاهد، فالإعلام بات يتغير وفقا لسلوك المصادر والمتلقين.

    وأكد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية أن المعضلة الأكبر التي واجهت الصحافة الورقية تمثلت في اتجاه نحو 99% من المصادر لبث أخبارها فور حدوثها، أو حتى أثناء أو قبل حدوثها على حساباتها الموثقة على موقع تويتر، وأصبحت سرعة نقل الخبر في متناول الأشخاص العاديين، ما جعلنا أمام صيغة جديدة للإعلام الذي أصبح يعمل عبر الشبكة العنكبوتية على مدار الساعة، وبرز مصطلح “صحافة المواطن” وأصبح للشخص العادي دور لا يمكن إغفاله في صناعة الإعلام الجديد، وبات بوسع أي شخص أن يصبح صحفيا أو حتى رئيس تحرير، وباتت التقنية هي التي  تحدد المسار والطريق لإعلام الغد.

    واستطرد قائلا إننا الآن أمام مشهد إعلامي غير عادي، فالحكومات لن يكون بإمكانها التحكم بمفاصل الإعلام في المستقبل. ومع الإعلام الجديد، أصبح للجميع إمكانية أن يصبحوا صحفيين وفنيين عن طريق الأجهزة الذكية، غير أن هذا النوع من الإعلام الجديد يعاني من عدة مشاكل كركاكة الأسلوب أو التعرض للمساءلة القانونية لما ينشره من محتوى يتجاوز القواعد المهنية والقانونية التي تحكم عمل الصحافة الورقية. فنحن أمام إعلام حر بامتياز، فشبكة الإنترنت متاحة للجميع للتعبير عن آرائهم، ولهم فرصة ليكونوا إعلاميين، لكن يجب على الصحف الإلكترونية أن تعتمد على مؤسسات لمراقبة المحتوى.

    وأشار إلى أن هناك من يرى أن الصحافة الإلكترونية هي البديل للصحافة الورقية، حيث إن هناك حاجة لتعليم الأساليب والصيغ التي تقدم من خلالها الأخبار للجمهور، وأكد أنه على الإعلام الجديد الاعتماد على مؤسسات صحفية متخصصة، وليس على هواة.

    وقال الأستاذ خالد المالك إن ما يثار عن مسألة “موت الصحافة الورقية” هو موت للأدوات وليس موتا للمحتوى، مؤكدا أن الصحافة المطبوعة سوف تستمر ما يفتح الباب للإعلاميين لنشر محتوى يستجيب للقراء. وأكد أن الصحافة الرقمية ذاتها باتت تواجه تحديا كبيرا تمثل في انصراف القراء عنها نتيجة “طغيان مواقع التواصل الاجتماعي. وأن على كليات الإعلام القيام بـ “غربلة” مناهجها، بل وأساتذتها لمواكبة التطور.

    واختتم محاضرته قائلا إن الصحافة الورقية قد تختفي، ولكن الصحافة المطبوعة لن تنقرض، وإنما ستتحول من الهيئة الورقية إلى هيئات إلكترونية أو تفاعلية، مؤكدا أن الصحافة الرقمية لازالت في طور التشكل، وإن إعادة النظر في محتوى الصحافة المطبوعة هو السبيل لبقائها، إلى جانب مواكبة التطور التقني، وإن حل المعضلة التي تواجه الصحافة المطبوعة -في وجهة نظره- يكمن في الوصول إلى صيغة للتكامل بين الإعلام المطبوع والإعلام الرقمي، وإعلام التواصل الاجتماعي.

             ثم تحدث الأستاذ محمد الصديق معنينو، والذي استهل محاضرته بتوجيه الشكر للإيسيسكو ومديرها العام على اختيار موضوع اللقاء الثالث لملتقى الإيسيسكو الثقافي، مشيدا بمحاضرة الأستاذ خالد المالك، وبين معنينو أن محاضرته ستعتمد رصد التجربة المغربية مدخلا للحديث عن الموضوع، ومن ثم شرع في استعراض تاريخ الصحافة المغربية مشيرا أنها ظهرت للوجود في مدينة طنجة في الشمال المغربي، في مطلع القرن الماضي، مرورا بظهور الصحف المغربية الأولى التي استمرت في عملها تحت الحماية الفرنسية، وتواصل وجود بعضها بعد استقلال المغرب.

             وأكد معنينو أن شراء الصحف اليومية المغربية تحت الحماية كان ينظر إليه كعمل وطني، ودعما مباشرا للحركة الوطنية، وهو ما ساهم كثيرا في ارتفاع مبيعات الصحف خلال تلك الفترة، وصنع حيوية إعلامية. وقال معنينو إنه مع الوصول لفترة السبعينات أصبحت هناك 6 أو 7 صحف يومية فقط في المغرب، بعضها باللغة العربية، وبعضها باللغة الفرنسية، مشيرا إلى أن جهود التعريب التي نادت بها الحركة الوطنية في المغرب عقب إعلان الاستقلال كانت تستهدف تعريب القضاء والتعليم والصحافة، وأنها نجحت في تعريب القضاء، فيما فشلت في تحقيق الشيء نفسه بالنسبة للتعليم والصحافة.

             وانتقل معنينو بعد ذلك إلى الحديث عن فترة الثمانينات التي شهدت رواجا كبيرا في الصحافة المطبوعة، وصل معه عدد النسخ المباعة من الصحف اليومية نحو نصف مليون نسخة يوميا، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الصحافة المطبوعة في المغرب، وأشار إلى أنه مع بداية التسعينات بدأت أزمة عنيفة تضرب الصحافة المغربية مع ارتفاع كبير في تكاليف الورق والطباعة، تزامن مع عزوف من القراء، ساهم فيه بشكل كبير دخول أطباق الاستقبال الفضائية للمغرب، واهتمام المغاربة بمتابعة الوافد الجديد الذي مثل نمطا إعلاميا جديدا وغير تقليدي في حينه، ما دفع الملك الحسن الثاني -رحمه الله- لدعم الصحافة الحزبية والأحزاب نفسها، فانتعشت الصحافة المطبوعة إلا أن الأعداد المباعة من نسخها لم تكد تصل لنصف ما كان يباع في حقبة الثمانينات.

    وتساءل كيف يمكن أن تعيش الجرائد المطبوعة اليوم في حين أن القارئ العربي بات يقرأ ما إجماليه ست دقائق سنويا وفق إحصاءات متداولة، مشيرا إلى أن مشاكل الصحافة المطبوعة شهدت في آواخر تسعينات القرن الماضي تفاقما، مع ظهور الهواتف المحمولة، لم يعد معها الدعم المادي كافيا وحده لإنقاذها.

    وقال معنينو إن الهاتف المحمول فتح المجال أمام كل المواطنين ليعبروا عن آرائهم، لكن ظهرت له سلبيات تتعارض مع أخلاق المهنة، واختتم معنينو محاضرته قائلا إننا نعيش اليوم حربا إعلامية مفتوحة وعنيفة، فالصحافة الورقية في حرب وجود لفرض ذاتها في ظل مبيعات هزيلة تكاد تصل لنحو 120 ألف نسخة صحفية مباعة يوميا في المغرب، التي بات عدد سكانها يتخطى 36 مليون مواطن، مؤكدا أن الصحافة الورقية يجب أن تتغير وأن تواكب الانفتاح الرقمي.

             وعقب انتهاء محاضرة الأستاذ معنيو تم فتح باب النقاش حول موضوع اللقاء، وشهد النقاش مداخلات عدة من الحضور ما بين متخصصين وصحفيين ودبلوماسيين، رد عليها ضيفا الملتقى.

    وعقب انتهاء مداخلات الحضور والرد عليها، قام الدكتور سالم المالك المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بتكريم ضيفا اللقاء الثالث لملتقى الإيسيسكو الثقافي، حيث قام بتسليم درع المنظمة، وشهادة شكر وتقدير لكل من الأستاذ خالد المالك، والأستاذ محمد الصديق معنينو، وسط إشادة من الحضور بالضيفين ومحتوى اللقاء.

    تجدر الإشارة أن اللقاءين الأول والثاني من ملتقى الإيسيسكو الثقافي حظيا بتغطية إعلامية كبيرة، دوليا وداخل دولة المقر، كما عرفا إقبالا كبيراً وحضوراً وازناً ومتنوعاً من الشخصيات الفكرية والسياسية والوطنية وأسرة الإعلام وهيئات المجتمع المدني والأساتذة والباحثين والطلبة. وقد نشرت الإيسيسكو وقائع اللقاءين السابقين في سلسلة كتيبات خاصة بالملتقى.