قال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إن العالم يعيش مخاضا علميا تكنولوجيا وبحثيا كبيرا، تحدد مسارنا فيه التقنيات الحديثة والبيانات الكبيرة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فالحياة أصبحت متغيرة وسريعة التحولات، وتحديات المستقبل كثيرة، وما جائحة كوفيد 19 إلا ناقوس تحذير ومنحنى تغيير.
جاء ذلك خلال كلمته في حفل تكريم الطلاب اليمنيين الخريجين من الجامعات المغربية، الذي نظمته اليوم السبت السفارة اليمنية بالرباط بالتعاون مع وزارة التعليم العالي بالجمهورية اليمنية، عبر تقنية الاتصال المرئي، وشارك فيه الدكتور إدريس أعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي بالمملكة المغربية، والدكتور حسين عبد الرحمن باسلامه، وزير التعليم العالي بالجمهورية اليمنية، والسفير عز الدين الأصبحي، سفير اليمن بالمغرب، والسفير محمد مثقال، مدير عام الوكالة المغربية للتعاون الدولي، وعدد من رؤساء الجامعات، والباحثين والباحثات اليمنيين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراة من المملكة المغربية خلال العام (2019-2020).
وطالب الدكتور المالك في كلمته الخريجين بأن يعيدوا إلى اليمن مجده وإشعاعه وحيويته وإشراقه في محيطه العربي والإسلامي ومداه العالمي، وأن يواكبوا المستقبل ومتغيراته، ويكونوا صناع تقنية في مجالا تخصصاتهم، لا مستهلكين لها، مشيرا إلى أن ذلك يتواءم مع نهج منظمة الإيسيسكو، ورؤيتها الانفتاحية الجديدة، وأهدافها العملية المحددة لمواكبة الحاضر ومتغيراته، وتستشرف المستقبل وتحدياته، ولذلك أنشأت المنظمة مركزا للاستشراف الاسترتيجي، لاستشراف المستقبل من خلال دراسات واقعية وفرضيات استباقية، وأنشأت أيضا مركزا للذكاء الاصطناعي.
وقدم المدير العام للإيسيسكو أربع نصائح مهمة للخريجين، منها أن يجعلوا من المستحيل أمرا ممكنا، ولا ينحنوا أمام الصعاب، وأن يحدد كل منهم مسار حياته بنفسه ويبذل ما في وسعه لتحقيق مراده، وأن يفخر بهوية وطنه ودينه وعروبته، وأن يجتهد في صقل مهاراته وتنمية مواهبه، لأن المستقبل لن يحتفي بالشهادات وحدها، فتحولاته وتبدلاته باتت تقتضي مهارات ومواهب وقدرات إبداعية تتوافق وحجم التحولات.
وعقب تقديم التهنئة للخريجين والشكر للمملكة المغربية على جزيل عطائها وكرم ضيافتها، ولسفارة الجمهورية اليمنية في الرباط على تنظيم الحفل، اختتم الدكتور المالك كلمته ببيتين من الشعر قال فيهما:
وإن يمني السعيدُ بدا ضعيفا
سيورق غصنُه ظِلاًّ وريفاً
يعود كدرةٍ ويصيرُ بدراً
أبياّ باسـقاً أبداً منيــــفاً