يحتفي العالم في الثلاثين من سبتمبر كل عام باليوم العالمي للترجمة، الذي قررت الأمم المتحدة الاحتفاء به في هذا اليوم بموجب قرارها رقم 28871 الصادر في 24 مايو 2017، استجابة لطلب الاتحاد الدولي للمترجمين، الذي كان يحتفل به منذ عام 1991، وتغتنم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) هذه المناسبة للإشادة بالدور المحوري الذي يلعبه المترجمون لتيسير الحوار الحضاري والتفاهم والتعاون بين الأمم، وتبادل المعارف بين شعوب العالم، بما يخدم التنمية والازدهار المشترك، ويعزز السلام والأمن.
وتنبه الإيسيسكو في اليوم العالمي للترجمة، الذي يتم الاحتفاء به هذا العام تحت شعار: “الترجمة فن يستحق الحماية”، إلى الحاجة الملحة للعمل المشترك والتضامن لحماية هذا الفن الإنساني الرفيع، الذي ظل على الدوام وسيلة للتقارب بين الشعوب، عبر نقل المنتج الفكري الإنساني للمبدعين في جميع المجالات من لغاتهم الأصلية إلى آفاق لغات أخرى.
ورغم أن الإيسيسكو، منذ إنشائها عام 1982، اعتمدت اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية لغات رسمية لعملها، إلا أنها لم تغفل الانفتاح على اللغات الأخرى، وكانت الترجمة وسيلتها الأساسية لتبليغ رسالتها الحضارية إلى العالم أجمع، وظل قسم الترجمة بالمنظمة جهازا خدميا يقدم خدمات الترجمة لمختلف قطاعات الإيسيسكو وإداراتها، وتمكن على مدى العقود الأربعة الماضية من ترجمة وإصدار الآلاف من الوثائق والدراسات والبحوث والمؤلفات في جميع مجالات عملها.
واستجابة للتطورات المتسارعة، التي يشهدها قطاع الترجمة خلال السنوات الأخيرة، بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي ما فتئت تكتسح مجال اللغات التطبيقية وتقدم كل يوم خدمات ترجمية مبهرة، وانسجاما مع الرؤية الجديدة والتوجهات الاستراتيجية للإيسيسكو، شهدت المنظمة عملية تطوير كبيرة، وتمت إعادة هيكلة قسم الترجمة لتوسيع وظائفه واختصاصاته، حيث جرى إنشاء مركز الترجمة والنشر، ليصبح جهازا برامجيا على غرار الإدارات والقطاعات البرامجية الأخرى؛ يتولى مهام ترجمة الكتب والوثائق وإصدار المؤلفات ذات الصلة بمجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال، وكذا تنظيم ملتقيات علمية في مجال الترجمة؛ وإثراء المحتوى العلمي والثقافي من خلال نشر الأعمال العلمية والتخصصية، وتعزيز التعاون وتنسيق الجهود مع دور النشر العالمية.