على هامش اجتماع المجلس التنفيذي الـ45 للإيسيسكو المنعقد في تونس، وفي إطار جهودها الرامية إلى تعزيز التنمية المستدامة، وقّعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الأربعاء 26 فبراير 2025، مذكرتي تفاهم مع كل من الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، والمركز الوطني للتكنولوجيات في التربية بتونس، بهدف تعزيز التمويلات المبتكرة والتحول الرقمي في التعليم.
وقع مذكرة التفاهم الأولى، الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، والدكتور أشرف العربي، الأمين العام للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، والتي تهدف إلى تعزيز البحث عن آليات تمويل مبتكرة لدعم المشاريع التنموية، والتعاون البحثي والاستشاري في ذلك، وتنظيم اجتماعات سنوية، وإعداد خطط عمل مستدامة، وإنشاء منصات لتبادل المعرفة، بما يسهم في دعم الدول الأعضاء لتحقيق تنمية اقتصادية قائمة على المعرفة.
أما المذكرة الثانية، فقد وقعها عن الإيسيسكو، السيد أنار كريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي، والسيد إسكندر غنية، المدير العام للمركز الوطني للتكنولوجيات في التربية بتونس. وتركز على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، كما تشمل تنفيذ دراسات بحثية حول تأثير التكنولوجيا في التعليم، وتنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية، وإطلاق مشاريع تجريبية في المؤسسات التعليمية التونسية لتقييم أثر التحول الرقمي على جودة التعليم.
يأتي توقيع الاتفاقيتين في إطار جهود الإيسيسكو لتطوير آليات تمويل مبتكرة وتعزيز التحول الرقمي في التعليم، والتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية لدعم الابتكار والاستثمار في مستقبل الأجيال القادمة.
انطلقت الأربعاء 26 فبراير 2025، أعمال الدورة الخامسة والأربعين للمجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التي تستضيفها الجمهورية التونسية، ممثلة في وزارة التربية، تحت رعاية فخامة الرئيس التونسي قيس سعيد، وبمشاركة ممثلي الدول الأعضاء بالمنظمة ووزراء وسفراء ومسؤولين وممثلين عن منظمات وهيئات إقليمية ودولية.
استهلت أعمال الدورة التي أدار جلستها الافتتاحية، الدكتور سالم الحبسي، مدير الأمانة العامة للجان الوطنية والمؤتمرات بالإيسيسكو، بكلمة السيد نور الدين النوري، وزير التربية التونسي، جدد خلالها الشكر والتقدير لمنظمة الإيسيسكو لعقد مجلسها التنفيذي بتونس انسجاما مع دورها الهام في توثيق الروابط بين الدول الأعضاء، مؤكدا استعداد الجمهورية الكامل لمساندة جهود الإيسيسكو في برمجة وتنفيذ مختلف الأنشطة والمشاريع والمقترحات التي ستطرح في مجالات اشتغال الإيسيسكو التربوية والعلمية والثقافية.
عقب ذلك ألقى الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري رئيس المؤتمر العام الـ 14 للإيسيسكو، كلمة استعرض فيها ضرورة توحيد الجهود قيادة وشعوبا بالعالم الإسلامي، في ظل حجم التحديات التي تواجه المنطقة، قائلا: “وحدتنا ليست وحدة معتقد وثقافة فحسب، لكنها وحدة التاريخ والمصير أيضا”، مؤكدا أن الإيسيسكو تدرك جيدا أن تنسيق الجهود في مجالات عملها يهدف إلى بناء أجيال من الشباب والمبتكرين والعلماء، المدركين جيدا لملامح الحاضر ومفاتيح النجاح للعبور إلى المستقبل.
من جانبه أكد الدكتور دواس تيسير دواس، رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، أن المجلس التنفيذي فضاء التقاء الفكر بالعمل، والتخطيط بالتنفيذ، في سبيل تحقيق نهضة شاملة، ويشكل الدعامة الأساسية لتوجيه سياسات الإيسيسكو ورسم أولوياتها، وهو ما يتطلب العمل بروح الفريق الواحد، والتعاون البناء، وتقديم الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن ترفع من كفاءة أداء المنظمة وتحقق أهدافها النبيلة.
وألقى الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، كلمة قدم فيها الشكر لجمهورية تونس رئيسا وشعبا وحكومة، على الاحتضان المشرّف لأعمال المجلس التنفيذي، مشيرا إلى أن اللقاء يضم في طياته ثلاثة أهداف، أوضحها قائلا: “الأول، تأكيد عهدنا جميعا بأننا نعي قيمة الشراكة وقيمها، من خلال رؤية متحدة وخطى متسقة. أما الثاني، فوقفة مجيدة نتداول فيها النظرات إلى الحصاد، ويقتضي عيونا فاحصة، ونقدا بناء. والهدف الثالث رؤية واثقة صوب المستقبل، نستجلي حدوده، ونرسم أبعاده”. مضيفا، أن الإيسيسكو حملت رؤى دولها الأعضاء محمل الأمانة والجد، فحصدت صرحا عالميا ذا حضور وذا عطاء، وأنها أنشأت للمستقبل آلياته الاستشرافية المؤسسية، وتُعِد له أجياله الشابة، وتبتكر له مفاهيمه الحضارية الواعدة بالحلول والمعالجات.
الجلسة الافتتاحية شهدت كذلك مجموعة كلمات لضيوف الشرف، إذ أكد الدكتور سعود الحربي، المدير العام السابق للألكسو، ووزير التربية، ووزير التعليم العالي الكويتي الأسبق، على العزيمة والريادة التي اتصف بهما الدكتور سالم المالك وكوادر الإيسيسكو، منوها بإرادة التغيير التي التزمت بها المنظمة، وضخها دماء جديدة، وتحقيقها العديد من الإنجازات.
فيما ثمن الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير خارجية السودان الأسبق، في كلمة مسجلة، ما لمسه من تطورات شهدتها المنظمة من خلال تبنيها نهج الانفتاح، والاعتماد على عنصري الشباب والمرأة، وبيئة عمل تقوم على الإبداع والابتكار، ما جعلها تقارع كبرى المنظمات الدولية.
كذلك أشاد الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري السابق والمرشح لمنصب المدير العام لمنظمة (اليونسكو)، في كلمته المسجلة، بجهود الإيسيسكو وإنجازاتها التي أثرت إيجابا على الدول الأعضاء في مجالات عدة، مؤكدا أن الاجتماع يعد فرصة لتطوير آليات العمل المشترك.
تخلل الجلسة الافتتاحية أيضا، عرض فيديو عن شهادات التميز الدولية التي حصدتها الإيسيسكو مؤخرا في مجالات الإدارة والحوكمة والابتكار، تلى ذلك توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون بين الإيسيسكو والجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، والمركز الوطني للتكنولوجيات في التربية بتونس، بهدف تعزيز التعاون في مجالات التمويل المبتكر، والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم. لتنطلق بعدها جلسات عمل المجلس التنفيذي التي استعرضت تقارير أداء المنظمة خلال العام الماضي وخططها المستقبلية، واستهلت بمناقشة طلبي جمهورية البرازيل الاتحادية، والمعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص (UNIDROIT) للانضمام للإيسيسكو بصفة عضو مراقب.
عقد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اجتماعًا مع الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والوفد المرافق له، ضمن أعمال تنظيم الندوة الدولية لحالة اللغة العربية في العالم، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، وتطوير المبادرات المشتركة لدعم انتشار اللغة العربية وتعزيز حضورها الإقليمي والدولي في المجالات العلمية والتربوية والثقافية.
ناقش الاجتماع عددًا من القضايا المحورية المشتركة، من ضمنها تطوير مناهج اللغة العربية بما يواكب التطورات التكنولوجية والمعرفية الحديثة، وتعزيز البرامج الموجهة لغير الناطقين بالعربية، بما يسهم في توسيع نطاق استخدامها.
وأكد الدكتور المالك، أن تعزيز مكانة اللغة العربية يُعد جزءًا أساسيًا من تحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن الشراكة بين المنظمة والمجمع ستوفر حلولًا مبتكرة لتعزيز استخدام العربية في مختلف القطاعات.
من جهته، أكد الدكتور الوشمي، استعداد المجمع للتعاون الوثيق مع الإيسيسكو في تنفيذ مشاريع نوعية تساهم في دعم اللغة العربية وإبراز دورها الحضاري، مشيداً برؤية المنظمة الاستراتيجية التي ساهمت في تحقيق حضور نوعي للغة العربية، منوها إلى المشروع المشترك بين الجانبين لإطلاق تقرير دولي يغطي وضع اللغة العربية في 30 دولة عبر خمس قارات، بمشاركة باحثين متخصصين، بهدف تعزيز حضور العربية على المستوى الإقليمي والعالمي.
كما استعرض الدكتور الوشمي المسارات الرئيسية التي يعمل عليها المجمع، والتي تشمل التخطيط والسياسة اللغوية، والبرامج التعليمية والثقافية اللغوية، والحوسبة اللغوية.
واصطحب المدير العام للإيسيسكو ضيفه الدكتور الوشمي والوفد المرافق له لمركز “مشكاه” بالمنظمة لبيان عقد الدورات التدريبية عن بعد من خلال الخبراء والدارسين من الدول الأخرى، واستمعا لشرح عن دورة جديدة فى اللغة العربيه لغير الناطقين بها .
عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي “كومستيك”، الإثنين 17 فبراير 2025، المؤتمر الدولي للصحة تحت عنوان: “تحويل مجال الصحة العالمي: معالجة الأمراض الاستوائية المهملة”، الذي جرى بالتعاون مع جامعة محمد الخامس بالرباط، وتستمر أعماله لثلاثة أيام بمقر الإيسيسكو، بهدف فسح المجال أمام الباحثين والمسؤولين وصناع السياسات والعاملين في مجال الرعاية الصحية والطلبة، لمناقشة آليات الإسهام في مكافحة الأمراض الاستوائية المهملة، وتعزيز التكافؤ في فرص العلاج.
وخلال الجلسة الافتتاحية، اعتبر الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، أن هذا المؤتمر يعكس التزاما مشتركا بمكافحة أحد التحديات الصحية الأكثر إلحاحا، فعلى الرغم من التقدم الكبير في البحوث الطبية، لا تزال الأمراض الاستوائية المهملة تؤثر على أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، لا سيما في المجتمعات الفقيرة، مشيرا إلى أن تحقيق العدالة الصحية الشاملة، يستدعي القضاء على هذه الأمراض. مؤكدا التزام الإيسيسكو باستمرار إسهامها في معالجة أمراض المناطق الاستوائية المهملة، من منطلق إدراكها للحاجة الملحة إلى تعزيز أنظمة الرعاية الصحية في دولها الأعضاء، وتوطيد التعاون الدولي، وحشد الخبرات العلمية لتحقيق هذه الغاية، مشددا على أن القضاء على هذه الأمراض يتطلب تعاونا متعدد الأطراف، واستثمارا طويل الأجل. وهو ما يصبو إليه هذا المؤتمر عبر تقديم تدريب عملي لـ 50 مشاركا، وتزويد العاملين في الرعاية الصحية بالمهارات والخبرات اللازمة لتعميمها في بلدانهم.
من جهته، أشار الدكتور محمد إقبال شودري، المنسق العام لـ “كومستيك”، أن مكافحة أمراض المناطق الاستوائية المهملة يتطلب اهتماما عاجلا من لدن المجتمع الدولي في ظل نقص المعرفة بشأنها، من حيث تركيبتها المعقدة، وآثارها المعدية، والعوامل المتعددة لانتشارها، مشيدا بمجموع البرامج ومبادرات الشراكة بين كومستيك والإيسيسكو لخدمة الدول الأعضاء والإنسانية جمعاء.
بدورها، أكدت الدكتورة أمل ثيمو، نائبة العميد المكلفة بالشؤون الأكاديمية والبحثية في كلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس في الرباط، على ضرورة تقاسم المجتمع الدولي المسؤولية عن ضمان عالم آمن وصحي، حيث يمكن للأفراد أن يعيشوا داخل مجتمعات تكون فيها الصحة أولوية وحقا للجميع.
عقب الافتتاح، انطلقت أعمال الجلسة الأولى من المؤتمر حول: “القضاء على أمراض المناطق الاستوائية المهملة: ضرورة صحية عالمية” والتي أدارها السيد أنس الدكالي، وزير الصحة المغربي الأسبق، وشارك بها مسؤولون وخبراء دوليون، إذ تناولت تعريف الأمراض الاستوائية المهملة، باعتبارها واحدة من أبرز المشاكل الصحية العالمية التي تواجه المجتمعات الفقيرة، وما يسببه اغفال التوعية بها من اضرار مدمرة اقتصاديا، تقتضي تضافر الجهود والاستفادة من التقنيات الحديثة، ورفع قيمة تمويل البحوث العلمية الطبية، للوقاية منها، ومكافحة انتشارها الناتج عن ظروف طبيعية ومناخية.
أما الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور رحيل قمر، رئيس قطاع العلوم والبيئة في الإيسيسكو، فأتت تحت عنوان: “مكافحة الأمراض الاستوائية المهملة: وجهات نظر ميدانية وأفضل الممارسات”، حيث ناقش فيها خبراء ومسؤولون دوليون، بشكل معمق، ممارسات الدول الناجعة في مكافحة انتشار الأمراض الاستوائية، وفي مقدمتها المملكة المغربية بصفتها نموذجا متميزا في مكافحة عدد من هذه الأمراض وفق استراتيجيات فعالة، وعلى رأسها داء “الليشمانيات” و”الجذام” و”التراخوما”.
كما تم التركيز في النقاش على أهمية تعزيز التشخيص الدقيق، وتطوير قدرات العاملين في القطاعات الصحية، والاستثمار في قصص وتجارب النجاح المؤثرة، باعتبارها المحرك الأساسي للتغيير.
يذكر أنه وبالتزامن مع أعمال المؤتمر، ستُعقد دورات تدريبية حول مكافحة أمراض المناطق الاستوائية المهملة، لفائدة 50 مشاركاً من الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وذلك في مقر المنظمة، وكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط.
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن العدالة الاجتماعية تشكل حجر الزاوية في استقرار المجتمعات وتطورها، مشددًا على أن تحقيقها يعتبر مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الحكومات والبرلمانات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى البرلماني الدولي التاسع للعدالة الاجتماعية، الإثنين 17 فبراير 2025، الذي نظمه البرلمان المغربي تحت شعار: “تعميم الحماية الاجتماعية في المغرب: رؤية تنموية بمعايير دولية” بحضور شخصيات بارزة من الحكومة المغربية، وممثلين عن المؤسسات التشريعية والاقتصادية، إضافة إلى مسؤولين من منظمات دولية.
وأوضح الدكتور المالك، أن مفهوم العدالة يتجاوز مجرد توزيع الثروات ليشمل توفير الفرص المتكافئة، وضمان الحقوق الأساسية للمواطنين، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحماية الاجتماعية، مبينا في هذا السياق، دور الإيسيسكو في دعم جهود الدول الأعضاء لتعزيز العدالة الاجتماعية، عبر سياسات تعزز المساواة في الأجور، وتوسيع التغطية الصحية، وتحفيز الابتكار في التنمية.
المدير العام للإيسيسكو تحدث في كلمته أيضا، عن مفهوم العدالة الاجتماعية عبر التاريخ، مستشهدًا بقيم الشريعة الإسلامية التي وازنت بين مختلف فئات المجتمع. مشيدا في ختام كلمته بالمبادرات الرائدة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال الحماية الاجتماعية، والتي جعلت المغرب نموذجا يُحتذى به في هذا المجال.
د. سالم المالك: الثقافة ستبقى حجر زاوية في كل نهضة تنموية والضامن لتحقيق التنمية المستدامة
اختتمت أعمال المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، واستضافته وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية، بمدينة جدة على مدى يومي 12و13 فبراير 2025، بإصدار إعلان جدة حول أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتضمن إعلان جدة التأكيد على أن الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتعزيز الهوية الوطنية، ومحركا للنمو الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى الدور المحوري للثقافة في مواجهة العديد من الأزمات الراهنة، وضرورة العمل على التعريف الواسع بأصول الحقوق الثقافية والحق في الوصول للثقافة من خلال التدريب ودعم الإنتاج المتميز في المجال الثقافي، والتوعية بأهمية الحقوق الثقافية.
ودعا الإعلان إلى تكثيف الجهود المبذولة لحماية تراث العالم الإسلامي لاسيما في دولة فلسطين، نظرا لما تواجهه من اعتداءات مستمرة على يد قوات الاحتلال. وأكد أن حماية التراث مسؤولية جسيمة يتحملها المجتمع الدولي بأسره.
وحول دور الثقافة في مواجهة التغييرات المناخية، شدد الإعلان على تمكين المؤسسات الثقافية من الاضطلاع بدور محوري حيوي في هذا الصدد، وإدارة الممتلكات الثقافية وحمايتها من الآثار السلبية لتغير المناخ وضمان استدامتها. أما في باب السياسات الثقافية أشار الإعلان إلى التزام الدول المشاركة بتكريس دور الثقافة في تعزيز السلم المجتمعي، مع المضي قدما في جهود إضافة الثقافة ضمن أهداف التنمية المستدامة. واختتم إعلان جدة بتأكيد دعم ترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة مؤتمر “موندياكولت” 2029، والإشادة بالوثيقة المقدمة من المملكة حول تعزيز استرداد الممتلكات الثقافية.
وكانت أعمال اليوم الختامي للمؤتمر قد شهدت اعتماد الوثائق والمبادرات المقدمة من وزارة الثقافة السعودية والإدارة العامة للإيسيسكو، ومن بينها، تقرير الإيسيسكو حول إنجازاتها في المجال الثقافي، وتقرير لجنة التراث في العالم الإسلامي، وتقرير الاجتماع الـ 19 للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية، ومبادرة الإيسيسكو للحقوق الثقافية والحق في الثقافة، ووثيقة تعزيز استرداد الممتلكات الثقافية، ووثيقة حول مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر، ووثيقة رقمنة المعاجم ثنائية اللغة، ووثيقة المعجم التاريخي المصور لفن الخط العربي، واعتماد الاحتفاء بمدينتي بغداد وقازان عام 2026، ضمن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي.
وخلال رئاسته للجلسة الختامية ألقى السيد راكان بن إبراهيم الطوق، مساعد وزير الثقافة السعودية، كلمة المملكة العربية السعودية بالنيابة عن صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، وجه خلالها الشكر للإيسيسكو على تعاونها المثمر ونجاحها في الإعداد للمؤتمر في دورته الحالية التي جاءت غنية وحافلة بالعديد من القرارات والمبادرات التي تبرز الأثر الكبير للثقافة على التنمية.
كما ألقى الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، كلمة ختامية أشاد فيها بما شهده المؤتمر من نقاشات ومداخلات ثرية أبانت عن إيمان الحضور بقيم الشراكة والتعاون والتوافق المعبرة عن قيم العالم الإسلامي الحضارية، وهو الأمر الذي انعكس على قرارات ومخرجات المؤتمر الساعية صوب المستقبل، مؤكدا أن الثقافة ستبقى حجر زاوية في كل نهضة تنموية وأنها الضامن لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي الختام، رفع أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي شكرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على حسن ضيافة المملكة العربية السعودية ورعايتها للمؤتمر.
في إطار جهودها لتعزيز التعاون الثقافي وحفظ التراث، وقّعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ثلاثة برامج تنفيذية مع وزارة الثقافة السعودية، و هيئة التراث بالمملكة، تعنى بتوثيق فن الخط العربي، ودعم تسجيل التراث الثقافي، بالإضافة إلى تمكين المثقفين والفنانين في العالم الإسلامي وتطوير قدراتهم الإبداعية. وذلك تزامنا مع انطلاق أعمال الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي، المنعقد في مدينة جدة.
يشمل البرنامج التنفيذي الأول الذي وقعه كل من الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، والسيد راكان بن إبراهيم الطوق، مساعد وزير الثقافة السعودية، توثيق تطور الخط العربي عبر العصور بمساهمة خبراء ومتخصصين في هذا المجال. كما سيتضمن المشروع جمع المخطوطات والنقوش واللوحات الفنية، مع تشكيل فريق عمل مشترك بين الإيسيسكو ووزارة الثقافة السعودية لمتابعة التنفيذ.
كذلك، وقع الجانبان برنامجا تنفيذيا ثانيا، يستهدف دعم المثقفين والأدباء والفنانين في العالم الإسلامي، إذ ستعمل الإيسيسكو ووزارة الثقافة السعودية على تطوير قدراتهم الإبداعية من خلال تدريبات متخصصة، وإتاحة فرص لهم للمشاركة في فعاليات ثقافية وفنية إقليمية ودولية، إلى جانب توفير منصات للتبادل الثقافي والمعرفي.
أما فيما يتعلق بالبرنامج التنفيذي الثالث، فقد وقّعه الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، مع السيد حامد بن محمد فايز، معالي نائب وزير الثقافة السعودية، حيث يمتد البرنامج لمدة ثلاث سنوات، ويهدف إلى بناء القدرات لترشيح وتسجيل المواقع التاريخية ضمن قوائم التراث الثقافي للمنظمة.
وسيتولى الجانبان وفقا للاتفاق عملية التنسيق مع الدول الأعضاء بالمنظمة لترشيح متخصصين للمشاركة في البرامج التدريبية وإعداد محتوياتها، وتوفير الخبراء، ووضع آليات ترشيح واختيار المتدربين والمتحدثين، إضافة إلى تنفيذ خطة إعلامية للتعريف بالبرامج ومخرجاتها.
يذكر أن توقيع البرامج التنفيذية الثلاثة يأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الإيسيسكو ووزارة الثقافة السعودية عام 2022، لتعزيز التعاون الثقافي وحماية التراث ودعم الإبداع في العالم الإسلامي.
استقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور تيديان أوتارا، رئيس المجلس الأفريقي للفضاء بوكالة الفضاء الأفريقية، الجمعة 7 فبراير 2025، بمقر المنظمة في الرباط، حيث بحثا آفاق التعاون بين الإيسيسكو والمجلس لتنفيذ برامج ومشاريع توظف علوم الفضاء في النهوض بالتعليم والعلوم والثقافة في الدول الأفريقية.
واستهل الدكتور المالك اللقاء بالتأكيد على اهتمام الإيسيسكو بعلوم الفضاء وتطبيقاتها المتنوعة وذلك من خلال دعوة الدول الأعضاء إلى الاستثمار في هذا المجال، لما يوفره من فرص غير مسبوقة في التنمية ومواجهة التحديات، مشيرا إلى أبرز برامج ومشاريع مبادرة المنظمة في هذا الإطار واستحداث إدارة خاصة داخل الإيسيسكو لعلوم الفضاء.
من جانبه ثمن الدكتور أوتارا، تركيز الإيسيسكو واهتمامها المتواصل بعلوم الفضاء وتطبيقاتها، معربا عن تطلعه لبناء تعاون مشترك في هذا الصدد، ودعا الدكتور المالك لحضور مؤتمر الفضاء الجديد الذي سيعقد في العاصمة المصرية القاهرة، شهر أبريل المقبل، والمشاركة في افتتاح مكتب وكالة الفضاء الأفريقية بالتزامن مع المؤتمر.
وشهد اللقاء مناقشة مجموعة من مشاريع البرامج التعليمية والمبادرات المقترح تنفيذها بالتعاون بين الإيسيسكو والوكالة خلال الفترة المقبلة، لفائدة الدول الأفريقية تركز على التعريف بفوائد تكنولوجيا الفضاء في تحسين الحياة اليومية للأفراد داخل مجتمعاتهم، بالإضافة إلى إمكانية توقيع اتفاقية تعاون بين الطرفين.
حضر اللقاء من الإيسيسكو الدكتور رحيل قمر، رئيس قطاع العلوم والبيئة، والدكتور محمد شريف، مستشار بقطاع العلوم والبيئة.
بحث الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، مع الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، آفاق التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة بهدف توظيف علوم الفضاء وتطبيقاتها في جهود التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الراهنة، وتنفيذ عدد من البرامج التدريبية لفائدة شباب العالم الإسلامي في مصر بمجال تكنولوجيا الفضاء.
واستهل الدكتور المالك اللقاء، الذي جرى الخميس 6 فبراير 2025 بمقر المنظمة في الرباط، بالتأكيد على أن الإيسيسكو تولي أهمية كبرى للمساهمة في تطوير مجال علوم الفضاء بدولها الأعضاء، وتسعى إلى تعزيز شراكات دولية في مجال صناعة الفضاء مع المؤسسات والمعاهد الدولية المرموقة وفي مقدمتها مؤسسة الفضاء الأمريكية، ووكالات الفضاء في كل من باكستان وأذربيجان.
واستعرض المدير العام للإيسيسكو أبرز الجهود والبرامج التي تنفذها المنظمة في مجال علوم الفضاء وتطبيقاتها وفي مقدمتها، إنشاء إدارة متخصصة في علوم الفضاء، وتنظيم سلسلة ورش العمل التدريبية لنموذج “كان سات” للأقمار الصناعية، والتي جرى تنفيذها في 3 دول بالعالم الإسلامي، معربا عن استعداد الإيسيسكو تنفيذ البرنامج في مصر بالتعاون مع وكالة الفضاء المصرية.
من جانبه، استعرض الدكتور صدقي جهود الوكالة في تطوير تكنولوجيا الفضاء بمصر وعدد من الدول الأفريقية من خلال برامج بحثية، ووجه الدعوة إلى المدير العام لزيارة مقر الوكالة بالقاهرة لبحث تنفيذ مشاريع لتطوير مناهج دراسية ترتكز على علوم الفضاء لفائدة الطلاب بالجامعات في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بدول العالم الإسلامي.
وشهد اللقاء مناقشة توقيع اتفاق تعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة بهدف عقد برامج تدريبية وورش عمل في مجال علوم الفضاء وتوظيف تطبيقاتها في جهود التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات الملحة.
حضر اللقاء من الإيسيسكو الدكتور رحيل قمر، رئيس قطاع العلوم والبيئة، والسيد أسامة هيكل، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، والدكتور محمد شريف، مستشار بقطاع العلوم والبيئة.
انطلقت الأربعاء 5 فبراير 2025، أعمال النسخة الأولى من مؤتمر الفضاء لأفريقيا والشرق الأوسط (AMESC 2025)، الذي تشارك منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في تنظيمه بالتعاون مع المبادرة المغربية لصناعة الفضاء (MISI)، وتستضيفه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالمملكة المغربية، ويستمر على مدى أربعة أيام، بمشاركة نخبة من أبرز المؤسسات العالمية في مجال الفضاء، في مقدمتها كالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، ووكالة الفضاء الأوروبية، بالإضافة إلى وكالات إقليمية ناشئة، لمناقشة سبل توظيف علوم الفضاء في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية التي شهدت حضور السيد رياض مزُّور، وزير الصناعة والتجارة بالمملكة المغربية، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن التطورات المتسارعة في علوم وتكنولوجيا الفضاء توفر فرصًا غير مسبوقة لمواجهة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه كوكبنا، بدءًا من تغير المناخ والأمن الغذائي وصولا إلى إدارة الكوارث والاتصالات.
وأوضح الدكتور المالك أن الإيسيسكو تؤمن بأن علوم الفضاء، تعمل كمحفزات قوية للتنمية المستدامة، وأن المنظمة لعبت دورا نشطا في النهوض بها من خلال إنشاء إدارة متخصصة في علوم الفضاء، وتنظيم أنشطة رئيسية مثل: الندوة الدولية للفضاء، والمنتدى العالمي لعلوم الفضاء، وسلسلة ورش العمل التدريبية لنموذج “كان سات” للأقمار الصناعية.
واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته بالتأكيد على أن قارة إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط تزخران بإمكانات هائلة في أبحاث الفضاء والابتكار، وأن المؤتمر يؤكد ضرورة تسخير هذه الإمكانات لخدمة الإنسانية.
هذا وسيتناول المؤتمر في جلساته قضايا عدة بالنقاش سيقدمها خبراء ومختصين في مجال علوم الفضاء، حيث ركز اليوم الأول على الشراكات الدولية والرؤى الإقليمية لتطوير المجال، فيما ستتناول الأيام الثلاثة الأخرى للمؤتمر آليات تعزيز الفرص وآفاق صناعة الفضاء، وتعزيز التعليم الفضائي وبناء قدرات العاملين في المجال، والابتكار ومستقبل علوم الفضاء.