احتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الجمعة (20 ديسمبر 2024)، ضمن سلسلة أعلام الفكر الحضاري الحديث، الندوة الدولية: “العقاد والعالم الإسلامي”، التي عقدتها الإيسيسكو ومكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، في إطار الاحتفاء بالذكرى الستين لرحيل الكاتب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، وشهدت حضورا رفيع المستوى لعدد من المسؤولين والسفراء ونخبة من كبار المفكرين والكتاب والأكاديميين من عدة دول.
واستهلت أعمال الندوة بتقديم عام للسفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري، أكد فيه أن المنظمة تحتفي اليوم بأحد أبرز أعلام حضارة العالم الإسلامي والذي جمع بين العلم والأدب، وأثرى المكتبة العالمية بإسهاماته الثقافية والفكرية المتفردة.
وأعقب ذلك كلمة للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير للإيسيسكو، حيث أكد فيها أن العقاد كان موسوعيا في ثقافته ملما بالتاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، وهو ما تجلى في كتبه التي تجاوزت المئة، وجاب خلالها في فلك أرقى العلوم والمعارف.
وأوضح أن ندوة اليوم تأتي في إطار احتفاء الإيسيسكو بأعلام عالمنا الإسلامي ممن أسدوا خدمات جليلة وتركوا مآثر عدة، الأمر الذي يندرج في رسالة المنظمة الساعية لأن تصبح منارة إشعاع حضاري، مشيرا إلى أن الاحتفاء بالمفكر والأديب الكبير يعد واجبا لتعريف الأجيال به وما تركه لنا من إسهامات. وثمن الشراكة المتميزة مع مكتبة الإسكندرية، أقدم مكتبة متصلة العطاء عرفها التاريخ البشري، والتي أسفرت عن تنظيم هذه الندوة الدولية.
وفي كلمته أكد الدكتور أحمد عبد الله زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن العقاد مدرسة فكرية قائمة بذاتها، وقدم للعالم الإسلامي إرثا فكريا غنيا ومتنوعا، وجمع بين التراث الإسلامي والأصالة والمعاصرة، وانفتح على الثقافات المختلفة، وسعى إلى بناء جسور للتواصل الفكري مع الغرب، من خلال تقديم الإسلام بصفته حضارة عالمية قائمة على التسامح والعقلانية.
وأوضح أن العقاد فهم شخصيات التاريخ الإسلامي المحورية، وقدم تحليلا منهجيا لها في سلسلته الفريدة “العبقريات”، كما سخر قلمه للدفاع عن الإسلام في وجه التيارات التي حاولت التشكيك في عقيدة الأمة.
وعقب ذلك انطلقت الجلسة العلمية للندوة، والتي أدارتها السيدة سالي مبروك، مديرة مكتب المدير العام للإيسيسكو، وشهدت نقاشات ثرية بين مجموعة من كبار الكتاب والمفكرين، من مصر والسعودية والمغرب، حول موضوعات: قيم الرحمة والعدل في الإسلام التي تناولها العقاد في كتابته، وأشعار العقاد وتأثرها بالفكر الإسلامي، والعقاد وقيم الوحدة الإسلامية، والمملكة العربية السعودية في كتابات وأشعار العقاد، وعلاقة العقاد بالسودان.
وفي ختام الندوة تم توقيع اتفاقية تعاون بين الإيسيسكو ومكتبة الإسكندرية، لتنفيذ عدد من البرامج والمبادرات والندوات الدولية بشكل مشترك، في مجالات الحوار الحضاري، والتعريف بتراث العالم الإسلامي وإحيائه، وتعزيز الثقافة العربية وثقافة العالم الإسلامي وإغنائهما بإسهامات جديدة.