عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اجتماعها التشاوري الثاني تحت شعار: “آفاق الابتكار في الإيسيسكو”، في إطار أعمال الدورة 44 للمجلس التنفيذي للمنظمة، التي تنعقد بمدينة جدة خلال الفترة من 16 إلى 18 يناير الجاري، وتستضيفها المملكة العربية السعودية، ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، بمشاركة رفيعة المستوى لوزراء وسفراء ومسؤولين وممثلين عن الدول الأعضاء، وعن المنظمات الإقليمية والدولية.
وقد ناقش الاجتماع التشاوري الثاني للإيسيسكو، اليوم الثلاثاء (16 يناير 2024)، الفرص والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي، ومستقبل الإيسيسكو ومكانة ودور الابتكار في استراتيجيتها الجديدة، لتغدو (الإيسيسكو التي نريد)، ومشاريع التعاون بين المنظمة ودولها الأعضاء بالتنسيق مع اللجان الوطنية، والأحداث العالمية الكبرى التي ستحتضنها الدول الأعضاء.
وفي كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن مبدأ التشاور أمسى ركيزة من ركائز المنظمة، وهي تتجه نحو المستقبل بكل ما يحمله من بشارات وتحديات، داعيا الحضور من الوزراء والسفراء والأمناء العامين للجان الوطنية بالدول الأعضاء إلى تقديم كل ما لديهم من اقتراحات وأفكار ومبادرات عملية لأنهم أصبحوا جزءا لا يتجزأ من رؤية الإيسيسكو واستراتيجيات عملها.
واستعرض الدكتور المالك أنشطة الاجتماع، الذي يمثل فرصة للعصف الذهني وتوليد الأفكار المبتكرة، بالتعاون بين ممثلي الدول الأعضاء وفريق عمل الإيسيسكو، لتكون أساسا لبناء خطط عمل المنظمة للسنوات المقبلة، خصوصا في مجالات: القيادة الأخلاقية، والاستثمار في الموارد البشرية، والحوكمة، وثقافة الابتكار، مؤكدا ضرورة ترسيخ مبدأ التعاون بين الدول الأعضاء على إطلاق وتنظيم مبادرات ومؤتمرات دولية.
ومن جانبه استعرض الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة رئيس المؤتمر العام للإيسيسكو، أبرز التحديات والفرص التي تواجه العالم الإسلامي، عبر دراسة حول المؤشرات الخاصة بقوة العالم الإسلامي البشرية، وإسهامه في الناتج العالمي الإجمالي، ومستوى البحث العلمي والابتكارات وبراءات الاختراع، وموقع جامعات العالم الإسلامي في التصنيفات العالمية، مؤكدا أهمية البحث العلمي لتحقيق الابتكار في مجالات الطب والهندسة والإنتاج الصناعي، ومنوها بمبادرات الإيسيسكو في هذا الشأن.
عقب ذلك انطلق النشاط الأول تحت عنوان: “لنرسم معا مستقبل الإيسيسكو”، وتضمن تقديم أفكار ومقترحات مبادرات مبتكرة من جانب الحضور، حول مفاهيم القيادة الأخلاقية والاستثمار في الموارد البشرية وثقافة الابتكار والخدمات الذكية، ثم بدأ النشاط الثاني تحت عنوان: “الابتكار في استراتيجية الإيسيسكو”، الذي شهد توليد أفكار ومبادرات حول مفاهيم تطوير الأفكار وتبادل المعلومات وتنمية القدرات وتعزيز التعاون في مجال صنع السياسات.
تلت ذلك جلسة عصف ذهني حول الأحداث العالمية الكبرى، التي ستتم بالدول الأعضاء في الإيسيسكو مثل: إكسبو الرياض، والمؤتمر العام لليونسكو بأوزبكستان، وكوب 29 بأذربيجان، وكوب 16 بالرياض، وتخلل أعمال الاجتماع عرض حول احتفالية اليوبيل الذهبي للجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم. واختتم المؤتمر أعماله بجلسة نقاشية بين المدير العام للإيسيسكو واللجان الوطنية، شهدت نقاشات مفتوحة بين الدكتور المالك وأعضاء اللجان الوطنية.