بحث الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مع شرف أحميمد، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لدى الدول المغاربية، سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات التعاون المشترك.
وفي مستهل اللقاء الذي جرى يوم الخميس 27 نوفمبر بمقر الإيسيسكو في الرباط، هنأ الدكتور المالك السيد أحميمد بمناسبة تعيينه مديرا للمكتب الإقليمي لليونسكو مؤخرا، معربا عن سعادته بالبرامج والمبادرات التي تم تنفيذها بشكل مشترك، ومن بينها إطلاق منصة عالمية لرصد التقدم في تفعيل مبادرة تخضير التعليم، التي كُشف عنها على هامش مؤتمر الأطراف كوب 30 في البرازيل.
وشهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز العمل المشترك مستقبلا في مجالات التربية والثقافة والعلوم عبر برامج ومبادرات وأنشطة تهدف إلى بناء قدرات الشباب في دول المغرب العربي، ودعم الإبداع والابتكار.
حضر اللقاء من الإيسيسكو الدكتور أحمد البنيان، مدير مركز الترجمة والنشر، والدكتور أحمد سعيد باه، مستشار المدير العام.
استقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، السيد زين العابدين كاجي، المدير التنفيذي لمؤسسة الأوقاف الوطنية بجنوب إفريقيا، حيث بحث الجانبان آليات تطوير برامج مشتركة تهدف إلى دعم تعليم اللغة العربية، وترسيخ قيم السلام والتعايش والحوار الحضاري.
وخلال اللقاء الذي جرى يوم الخميس 27 نوفمبر 2025، بمقر المنظمة في الرباط، استعرض الدكتور المالك جهود الإيسيسكو الرائدة في مجالات اختصاصها، لا سيما استراتيجياتها لتعزيز حضور لغة الضاد عالميا وتطوير طرق تدريسها للناطقين بغيرها، عبر مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، ومراكزها التربوية الإقليمية.
وأكد المدير العام للإيسيسكو حرص المنظمة على بناء شراكة مثمرة مع مؤسسة الأوقاف الوطنية بجنوب إفريقيا، لجعل اللغة العربية جسرا للتواصل الحضاري وأداة لنشر التسامح، كما أبدى استعداد المنظمة لإيفاد خبراء متخصصين لتدريب الكوادر التعليمية في جنوب إفريقيا، والمساهمة في تطوير المناهج الدراسية وتنمية المهارات ذات الصلة.
من جانبه، أشاد السيد زين العابدين كاجي بأدوار الإيسيسكو المتميزة في مجالات عملها، كما استعرض جهود مؤسسته في تعزيز تعلم العربية للراغبين في جنوب إفريقيا، متطرقا كذلك إلى أنشطة المؤسسة في مجالات الأوقاف والاستثمار للارتقاء بالمجتمعات.
حضر اللقاء من الإيسيسكو، الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام، والدكتور هاني البلوي، الخبير في مركز الحوار الحضاري.
وقعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وجامعة شيان للدراسات الدولية بجمهورية الصين الشعبية، مذكرة تفاهم لبناء تعاون مشترك في مجالات تعزيز الحوار والتواصل الحضاري والثقافي، ودعم تعليم اللغة العربية بالصين وتعليم اللغة الصينية في الجامعات العربية، والتعارف والتفاهم الشبابي، وحفظ وتثمين التراث الإسلامي العربي في الصين.
وقع المذكرة اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025، عبر تقنية الاتصال المرئي، الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، والدكتور وو يووو، رئيس جامعة شيان.
وعقب مراسم التوقيع، أعرب الدكتور المالك، عن سعادته بالتعاون مع جامعة شيان باعتبارها صرحا علميا وأكاديميا، مشيرا إلى أن الإيسيسكو تولي أهمية للتعاون مع الجامعات المرموقة داخل العالم الإسلامي وخارجه لما تضطلع به من أدوار في قيادة وتطوير المعرفة والابتكار والإبداع.
وثمن الدكتور المالك العلاقات بين دول العالم الإسلامي والصين، مؤكدا أنها تعد مثالا يحتذى به في العلاقات الدولية والحوار الحضاري بين الثقافات المختلفة، مشيدا بالمبادرات التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ لتعزيز التعاون والحوار بين الحضارات.
من جانبه، أشاد رئيس جامعة شيان، بالأدوار التي تضطلع بها الإيسيسكو في تعزيز التفاهم المتبادل بين الحضارات، ودعم الإبداع والابتكار، وحماية التراث الثقافي، مشيرا إلى أن التعاون بين المنظمة والجامعة سيقدم نموذجا جديداً لتفاعل الحضارات ويسهم في تعزيز التعاون التعليمي والثقافي بين العالم الإسلامي والصين.
حضر مراسم التوقيع من الإيسيسكو، أسامة هيكل، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، والدكتور رحيل قمر، رئيس قطاع العلوم والبيئة، والدكتور هاني البلوي، الخبير في مركز الحوار الحضاري، ومن جامعة شيان كل من الدكتور يوسف ما فودة، عميد كلية الدراسات الآسيوية والإفريقية، الدكتور سلامة البلوي، رئيس كرسي الحضارة العربية، و عدد من القيادات الأكاديمية.
قرر مجلس وزراء الإعلام العرب منح منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عضوية المجلس بصفة عضو مراقب، وذلك خلال دورته (55) التي عقدت اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة.
وصرح السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن قرار المجلس يأتي في إطار الانفتاح على الفاعلين الإعلاميين في العالم العربي والإسلامي، وتعزيز التعاون مع المنظمات والهيئات التي تمارس نشاطات إعلامية، بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجاربها وخططها وبرامج عملها في الحقل الإعلامي والتواصلي.
وأوضح أن المجلس أصبح يضم 20 منظمة واتحادا تعمل في مختلف المجالات التي تهم العمل الإخباري والإنتاجي والبرامجي والسمعي ــ البصري وتكوين الأطر الإعلامية.
التقى الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالسيد سياسات نوربِيك، وزير العلوم والتعليم العالي في جمهورية كازاخستان، وذلك يوم الإثنين 24 نوفمبر 2025، على هامش أعمال القمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز” المنعقدة في الدوحة، إذ جرى خلال اللقاء بحث فرص توسيع التعاون بين الجانبين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتنمية القدرات.
وفي مستهل اللقاء، عبر الدكتور المالك عن بالغ تقديره للوزير الكازاخستاني وللأدوار التي تلعبها بلاده في تعزيز التعاون في المجالات التربوية والعلمية على المستويين الإسلامي والدولي، مستعرضا مجموعة من البرامج والمبادرات التي تنفذها الإيسيسكو في المجال عند الدول الأعضاء، لا سيما برامج التمكين التربوي وتأهيل المعلمين. موجها دعوة رسمية للوزير نوربِيك لزيارة مقر الإيسيسكو في الرباط للاطلاع عن قرب على مبادرات المنظمة وبرامجها المستقبلية.
بدوره، تحدث الوزير نوربِيك عن المنظومة التعليمية الجديدة للتعليم العالي في كازاخستان، ونجاحها في استقطاب نخبة من الجامعات العالمية وتعزيز جاذبية النظام الأكاديمي الكازاخستاني، كما بين أن الحكومة الكازاخية توفر 500 منحة دراسية سنويا لشباب وفتيات العالم، معربا عن رغبة بلاده بأن تكون الإيسيسكو منصة وشريكا معتمدا لاختيار الطلبة المستفيدين من هذه المنح، كما أكد حرص وزارته على تعزيز الشراكة مع المنظمة وتطوير برامج مشتركة تخدم الابتكار والبحث العلمي وبناء القدرات في الدول الأعضاء.
واتفق الجانبان على إطلاق برنامج جديد تستقبل من خلاله الإيسيسكو مجموعة من الشباب الكازاخستاني المبتعثين للتدريب والعمل داخل المنظمة، بحيث يشمل البرنامج طلبة البكالوريوس والماجستير والباحثين الشباب.
شارك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور سالم بن محمد المالك، في الدورة 12 للقمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز”، المنعقدة يومي 24 و25 نوفمبر 2025 بالدوحة، بتنظيم من وزارة التعليم في قطر وصندوق قطر للتنمية (QFFD)، وحضور أكثر من 1000 مشارك من وزراء التعليم وصناع السياسات والمنظمات متعددة الأطراف والباحثين ورواد تكنولوجيا التعليم (EdTech)، القادمين من مختلف أنحاء العالم. ناقشت القمة التي أتت تحت شعار “الإنسان أولا: القيم الإنسانية في صميم النظم التعليمية”، كيفية إحداث تحولات جريئة على مستوى الأنظمة التعليمية، ترتكز على القيم الإنسانية، لضمان بقاء التعليم قابلا للتكيف ومتاحا وملائما.
وتحدث المدير العام للإيسيسكو في مائدة وزارية مستديرة بعنوان “جسر الفجوة: تمويل تعليم شامل ومستعد للمستقبل”، تناول فيها الفرص الاستراتيجية لإحداث تغيير على مستوى الأنظمة التعليمية لتعزيز الوصول والتكيف والتعليم الشامل للجميع، ومن ذلك التمويل المختلط، وبناء آليات تمويل إقليمية، والاستفادة من الشراكات الاستراتيجية والتمويل القائم على النتائج، بما يشمل دعم القدرات المحلية والابتكارات الوطنية باعتبارها فرصا استراتيجية أساسية.
وشدد المدير العام للإيسيسكو على الدور الحيوي للتعليم التحويلي الذي ينبغي أن يُدمج ضمن الهويات المتنوعة وقيم المجتمعات، مع تعزيز حقوق الإنسان العالمية والشمولية، مؤكدا التزام المنظمة بدعم نماذج تمويل جريئة ومتنوعة لتعزيز الابتكار، مقدما أمثلة على شراكات الإيسيسكو الاستراتيجية في تنفيذ مشاريع رائدة بعدد من الدول الأعضاء، هدفت إلى دمج الابتكار والتقنيات الناشئة وأدوات التعلم الرقمية وأساليب جديدة للتدريس والتقييم؛ من بينها مشروعان تجريبيان للتعلم الافتراضي في غامبيا وباكستان تم فيها تدريب أكثر من 500 معلم، واستفادة أكثر من 2000 طالب وطالبة، إلى جانب برنامج الإيسيسكو للتعلم الذكي باستخدام التقنيات الناشئة الذي سيعود بالفائدة على 200 ألف طالب وطالبة، وبرنامج آخر لإدارة التعلم سيستفيد منه 10 آلاف معلم.
واختُتمت جلسة المائدة المستديرة التي شاركت بها أيضا رئيسة قطاع التربية في المنظمة، هادي جاتو ساي، بتأكيد المنظمين التزامهم إعداد وثيقة سياسات استنادا إلى المناقشات الغنية والرؤى القيمة التي طرحها الوزراء والشخصيات المشاركة.
عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، يوم الخميس 20 نوفمبر 2025 في دبي، مائدة مستديرة ضمن أعمال الدورة العاشرة لقمة المعرفة، تحت عنوان “بناء سياسات المعرفة”، بمشاركة المدير العام للمنظمة الدكتور سالم بن محمد المالك، وتيمور سليمانوف، المستشار المساعد لرئيس جمهورية تتارستان، وعدد من رؤساء القطاعات والمدراء في الإيسيسكو وصناع قرار وخبراء. تناولت مناقشات المائدة المستديرة التي أدارتها الدكتورة سالى مبروك رئيسة قطاع الاستراتيجية والتميز المؤسسي في الايسيسكو وحضرها عدد كبير من المشاركين بالقمة، سبل وضع ركائز لسياسات تقود التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة، وتعزز الشفافية والثقة في عصر تزايد المعلومات المضللة.
وفي كلمته، أكد الدكتور سالم المالك أن عمل الإيسيسكو لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يتجاوز ذلك إلى إنتاجها وتوطينها في الدول الأعضاء، مع إعطاء أولوية خاصة للشباب بوصفهم الفاعل الرئيسي في بناء مجتمعات المعرفة الجديدة. موضحا أن رؤية المنظمة تقوم على ربط المعرفة بالهوية والقيم والأخلاق، بما يسمح بصياغة سياسات تراعي الخصوصيات الثقافية وتستفيد من فرص التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وفي مداخلته حول البعد الثقافي لسياسات المعرفة، أوضح الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة في الإيسيسكو، أن بناء مجتمعات المعرفة يتطلب تطويرا حقيقيا لسياسات التنمية الثقافية في مجالات التربية والتعليم والبحث العلمي. وتناول أسامة هيكل، رئيس قطاع الإعلام والاتصال في المنظمة، دور الإعلام كحارس للمعرفة في زمن تدفق المعلومات وتصاعد الأخبار الزائفة، مشددا على ضرورة بناء محتوى موثوق وتوظيف الإعلام الرقمي كأداة لصنع السياسات وتعزيز الأمن المعلوماتي، والاهتمام بتطوير الرؤية النقديه لدى الأجيال الجديدة لحمايتهم من الأخبار المضللة والمزيفة.
وحول المحتوى متعدد اللغات، قدم الدكتور أحمد البنيان، مدير مركز الترجمة والنشر في الإيسيسكو، رؤية متكاملة لتصميم بيئات معرفة مفتوحة عبر سياسات ترجمة ونشر رقمية، تُعزز الإنتاج المحلي للمعرفة وتوسع نطاق الوصول إلى المحتوى العلمي والثقافي في الدول الأعضاء.
وبدوره، تحدث أنار كاريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي في الإيسيسكو، عن أهمية الشراكات العابرة للحدود، مبينا أن التعاون الدولي والتعاون “جنوب–جنوب ” ينبغي أن يتحول من قنوات للتمويل إلى منصات لتبادل الخبرات وإنتاج المعرفة وتوطينها. واستعرض الدكتور سالم الحبسي، مدير الأمانة العامة للجان الوطنية والمؤتمرات في المنظمة، دور اللجان الوطنية في الانتقال من مهام التنسيق التقليدية إلى مراكز تميز معرفية من خلال توحيد الجهود الإحصائية والمعرفية.
وشهدت المائدة المستديرة تقديم السيد تيمور سليمانوف، المستشار المساعد لرئيس جمهورية تتارستان، ورقة علمية تحدث فيها عن ضرورة انتقال الشباب من موقع استهلاك المعرفة إلى صناعتها، عبر منظومات تعليم مرنة، وحاضنات للابتكار، وتعزيز ريادة الأعمال في المجال المعرفي.
في الختام أكد وفد الإيسيسكو المشارك بقمه المعرفه أن المنظمة ستعمل على بلورة خلاصات هذا النقاش في توصيات عملية تُرفع إلى الدول الأعضاء، بما يسهم في رسم خارطة سياسات المعرفة في العالم الإسلامي خلال المرحلة المقبلة.
استقبل فخامة رئيس الجمهوريّة التونسية، قيس سعيّد يوم الاثنين17 نوفمبر 2025 بقصر قرطاج، في العاصمة تونس، الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظّمة العالم الإسلامي للتّربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والسيد ميغل أنخيل موراتينوس، الممثّل السّامي للأمم المتّحدة لتحالف الحضارات والمبعوث الأممي لمكافحة معاداة الإسلام.
وتناول هذا اللقاء جملة من القضايا الثقافية والحضارية في هذه المرحلة التي يعيشها العالم اليوم. وأكّد رئيس الجمهوريّة في هذا السّياق على أنّه لا وجود لترتيب تفاضلي بين الأمم أو الحضارات وأن العالم يتغيّر بسرعة غير مسبوقة ولابد من الاستعاضة عن جملة من المفاهيم التي صارت بائدة وتجاوزتها الأحداث.
كما شدّد رئيس الدولة على أنّ التحالف يجب أن يكون تحالفا قائما على قيم إنسانيّة وكونيّة مشتركة، أما من يعادون هذا التّحالف ويدعون إلى الصّراع بين الحضارات ولا يتورّعون عن معاداة الإسلام ومعاداة عديد الشّعوب الأخرى فقد لفظهم الواقع وسيؤكّد لفظهم التّاريخ.
وخلص رئيس الجمهوريّة إلى التأكيد على أنّ العدل والحريّة كما يجب أن يسودا داخل الدّول، يجب أن يقوم عليهما المجتمع الإنساني، وتقسيم الشعوب إلى شعوب متحضّرة وأخرى همجيّة هو تمييز عنصري استعماري لم يؤدّ إلاّ إلى المآسي والحروب والاستيلاء على خيرات الشعوب التي اضطهدت ولا تزال، مؤكّدا مجدّدا على أنّ مشروعيّة جديدة هي بصدد التشكّل وهي التي سيكون لها الكلمة الفصل في انتشار قيم الحريّة والعدل والانعتاق النّهائي.
وخلال اللقاء أكد الدكتور سالم المالك، الحاجة إلى حلول عملية للأزمات الإنسانية تقوم على البيانات الموثوقة والاستجابة السريعة وبناء قدرات الفاعلين المحليين، مستلهما ثلاثية شعار تونس المتمثلة في “النظام والعدالة والحرّية” بوصفها مرتكزاتٍ لأي مشروعٍ حضاري جامع؛ موضحا أن العالم الذي لا يقوم على هذه القيم لن يقدر على إنتاج سلام مستدام ولا تنمية منصفة.
دعا الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى وحدة دولية تتمحور حول الإنسان للتصدي لأزمة تغير المناخ، مؤكدا أن الطريق نحو الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري يجب أن يبنى على التعاون والثقة والإنسانية المشتركة. جاء ذلك في كلمة مسجلة له عرضت خلال جلسة نقاشية ضمن أعمال مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ (COP30) بالبرازيل.
وعُقدت الجلسة التي نظمتها الإيسيسكو يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، بالشراكة مع لجنة العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في الجنوب (COMSATS) والاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، تحت عنوان “مسارات الحياد الكربوني عبر التعاون جنوب–جنوب: تقنيات مناخية مرنة، وقدرات معززة، وجذور ثقافية”، وذلك بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين الدوليين في المناخ.
وشدد الدكتور المالك في كلمته على أن العمل المناخي يجب أن يستند إلى مسؤولية عالمية مشتركة والتزام متجدد بمبادئ العدالة والتضامن، موضحا أن أزمة المناخ لم تعد تهديدا بعيدا، بل واقعا يوميا لملايين السكان في دول الجنوب العالمي، مشيرا إلى أن الهواء الذي يتنفسه الجميع، والمياه التي يتقاسمها البشر، كلها عناصر تنتمي إلى كوكب واحد وإنسانية واحدة.
ولفت المدير العام للإيسيسكو إلى أن آثار تغير المناخ، من ندرة المياه والظواهر الجوية المتطرفة إلى تراجع الإنتاجية الزراعية، باتت تعيد رسم تفاصيل الحياة اليومية في عدد من الدول الأعضاء، مؤكدا أهمية تعميق التعاون بين دول الجنوب العالمي، خاصة وأنها تقود اليوم أكثر التجارب ابتكارا في التكيف.
واختتم الدكتور المالك كلمته بالقول إن مسار الوصول إلى مستقبل خال من الانبعاثات لا يمكن أن يبنى إلا بصورة جماعية، على أساس الثقة والتضامن والطموح المشترك لصنع عالم يليق بأحلام أطفال وشباب المستقبل.
وشهدت الجلسة أيضا نقاشا تفاعليا بين ممثلي الهيئات والخبراء المشاركين، إذ اعتبر السفير الدكتور محمد نفيس زكريا، المدير التنفيذي للكومساتس، أن التعاون جنوب جنوب يعد ضرورة حيوية لمواجهة التحديات المناخية، مع الحاجة إلى نقل التكنولوجيا من الشمال العالمي بحكم مسؤوليته التاريخية عن تفاقم الأزمة، فيما أشار الدكتور ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، إلى أن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب أطرا متكاملة تربط بين التكنولوجيا والثقافة والمؤسسات.
استقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، بمقر المنظمة في الرباط، الدكتور إبراهيم آدم الدخيري، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، يرافقه السيد أحمد سالم ولد أحمد، مدير التدريب والدراسات والاستشارات في المنظمة، لبحث سبل توسيع استخدام التقنيات الناشئة في القطاع الزراعي عند الدول الأعضاء.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور المالك أبرز المشاريع والمبادرات التي أطلقتها الإيسيسكو لدعم الزراعة، وفي مقدمتها مبادرة “الزراعة الذكية.. من أجل مستقبل أكثر إشراقا”، وورشة عمل إقليمية حول الزراعة الذكية احتضنتها مدينة أوييم بجمهورية الغابون، ومشروع “زراعة أكثر ذكاء.. مستقبل أكثر إشراقا” الذي تنفذه الإيسيسكو بالشراكة مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي.
وأكد الدكتور المالك حرص المنظمة على تعزيز المبادرات التي توظف العلم والتكنولوجيا في تنمية الزراعة، معتبرا أن تمكين المزارعين من الأدوات الذكية والمعارف التطبيقية والتقنيات المتقدمة تعد خطوة أساسية نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة، وأشار في السياق إلى أهمية البحث العلمي والابتكار في تطوير الممارسات الزراعية، وإدارة الموارد المائية، واعتماد حلول تمويل مبتكرة.
من جانبه، قدم الدكتور الدخيري عرضا حول محاور الاستراتيجية الجديدة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية (2022–2030) الرامية إلى الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، مشيرا إلى أن منظمته طرحت خارطة طريق لتوظيف الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق نهضة زراعية مستدامة في المنطقة العربية.
حضر الاجتماع كل من السيد أسامة هيكل، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، والسيد أنار كريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي، والخبيران في قطاعي العلوم والتربية بالإيسيسكو، الدكتور عادل صميدة والدكتور فهمان فتح الرحمن.