استقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، السيد فؤاد مرادوف رئيس اللجنة الحكومية لشؤون الأذربيجانيين المقيمين في الخارج، الذي يزور المغرب والوفد المرافق، في مقر الإيسيسكو بالرباط، حيث استعرض الجانبان آفاق امكانية التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وخلال اللقاء، الذي جرى يوم الأربعاء 12 مارس 2025، بحضور السفير ناظم صمادوف، سفير أذربيجان لدى المغرب، جدد الدكتور سالم المالك التأكيد على عمق الروابط التي تجمع بين الإيسيسكو وأذربيجان، والتي تتجلى في سلسلة من البرامج والمشاريع المشتركة التي جرى تنفيذها.
ونوه الدكتور سالم المالك بالدعم الكريم والمتواصل لمبادرات وبرامج ومشاريع الإيسيسكو من جانب فخامة الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، والجهات الأذربيجانية.
من جانبه، ثمن السيد فؤاد مرادوف أدوار الإيسيسكو وجهودها لدعم دولها الأعضاء في مجالات اختصاصها، مستعرضا أهداف اللجنة الحكومية لشؤون الأذربيجانيين المقيمين في الخارج لدعم الجالية الأذربيجانية، وتعزيز الانتماء والهوية الوطنية لدى أبنائها، عبر تنظيم برامج وأنشطة متنوعة في هذا الصدد، مؤكدا دور الجالية في تعزيز نشر الثقافة الآذرية في بلدان إقامتهم.
وناقش اللقاء كيفية مشاركة الايسيسكو دولها الأعضاء في هذه اللجان لفائدة شباب العالم الإسلامي من خلال أنشطة تسهم في تعريفهم بأهمية الحفاظ على ثقافة بلدانهم.
وعقب اللقاء قام السيد مرادوف والوفد المرافق، بزيارة المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي يحتضنه مقر الإيسيسكو حاليا.
للعام الثاني على التوالي، احتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الثلاثاء 4 مارس 2025، أعمال الملتقى العلمي “رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية”، الذي عقدته منظمة الإيسيسكو بالتعاون مع مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين لدى المملكة المغربية، إذ قدمت خلاله الدكتورة خديجة أبوزيد، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، محاضرة بعنوان “قصص وعبر”، بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ومجموعة من السفراء المعتمدين لدى المغرب، وعضوات مجموعة العقيلات.
استهلت أعمال الملتقى بكلمة للسيدة رانيا الشوبكي، رئيسة مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين بالمغرب، قالت خلالها إن الملتقى يعد إحدى صور التعاون المتميز بين الإيسيسكو والمجموعة في المجالات الثقافية والاجتماعية والفكرية والروحية، مشيدة باحتضان المنظمة للملتقى العلمي في عامه الثاني ضمن رسالتها العلمية والمعرفية.
من جانبها أكدت الدكتورة يسرى بنت حسين الجزائري، عضوة مجموعة العقيلات، أن شهر رمضان يعد محطة عظيمة لمراجعة الذات، وتزكية النفوس، وتعميق قيم الرحمة والتسامح والعطاء، مشيرة إلى أن محاضرة اليوم تشكل رحلة فكرية وإيمانية تساعد على فهم الذات، وإدراك القيم السامية للشهر الكريم، موضحة أن الملتقى يعكس الإيمان العميق بأهمية العلم والتأمل في تعزيز القيم والمفاهيم الإنسانية، ويجسد روح التعاون المثمر بين المؤسسات الدولية ومجتمعاتها، بما يخدم الإنسان فكريا ونفسيا ومعرفيا، مختتمة كلمتها بتوجيه الشكر للإيسيسكو على جهودها في تعزيز الحوار الفكري والثقافي والعلمي.
عقب ذلك بدأت أعمال محاضرة الدكتورة خديجة أبو زيد، التي ركزت على قصة السيدة مريم عليها السلام، وما تتضمنه من عبر ودلالات في الحياة الإنسانية في السراء والضراء، مؤكدة أن قصة السيدة مريم ذكرت بالقرآن 30 مرة، وأن السورة التي تحمل اسمها تعد دعوة للسلام والصبر والرحمة والسكينة، في أصعب المواقف وأشدها على النفس البشرية، مستعرضة مجموعة من المعجزات التي شهدتها قصة السيدة مريم بدءا من حمل زوجة سيدنا زكريا رغم شيخوختها، وصولا إلى معجزة ولادة سيدنا عيسى عليه السلام.
تضمنت المحاضرة كذلك، فتح باب النقاش مع الدكتورة خديجة أبوزيد، التي أجابت على أسئلة الحضور واستفساراتهم.
وفي مداخلته خلال ختام الملتقى أكد الدكتور المالك، أن المحاضرة القيمة أبحرت بالحضور في سورة “مريم” وما تحمله من عبر ودلالات، والتي أنزلها الله سبحانه وتعالى ليبرئ العذراء مريم عليها السلام ويخلد معجزتها.
على قدم وساق تواصل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، خطواتها الطموحة لتحديث هيكلها التنظيمي بما يواكب التطورات التي تشهدها الساحة العالمية، ويرتقي إلى تطلعات وطموحات دولها الأعضاء، وهي خطوات متسارعة تسابق الزمن إيمانا من الإيسيسكو بدورها المحوري في تطوير مجالات اختصاصها، وإثباتا لنهجها الاستراتيجي القائم على كونها منارة إشعاع حضاري للعالم الإسلامي، وهو ما ترجمته المنظمة عبر استحداثها لقطاع الإعلام والاتصال، ومراكز متخصصة في الشعر والأدب والخط والمخطوطات والتدريب، ولاقى ترحيبا من المجلس التنفيذي للإيسيسكو، الذي اعتمد بالاجماع الهيكل الجديد للمنظمة، خلال أعمال دورته الخامسة والأربعين التي عقدت يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 في العاصمة تونس، تحت رعاية فخامة الرئيس قيس سعيد.
بهذه المناسبة، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن الهيكل التنظيمي الجديد يهدف إلى توسيع نطاقات عمل المنظمة في المجالات الإبداعية، مشيرا إلى أن الإيسيسكو خلال السنوات الأخيرة توسعت في مسارات عملها لتشمل مجالات مختلفة مثل البيئة والاستشراف والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء وتطبيقاتها، فكان نتاج عملها في هذا المسارات إما السبق والتفوق ببرامج مبتكرة، وإما التميز والقفز بخطوات كبيرة للمساهمة في جهود دول العالم الإسلامي للحاق بركب التقدم والتنمية.
وأوضح الدكتور المالك، أن الإنجازات التي حققتها المنظمة خلال سنواتها الخمس الماضية، جاءت لعوامل عدة أبرزها: استقطاب أفضل المواهب والكفاءات في العالم الإسلامي للعمل بأروقة المنظمة، ودعم العديد من برامج وأنشطة الإيسيسكو من خلال طرق التمويل المبتكر بعيدا عن الموازنة العامة، وتشجيع الإبداع والابتكار والاعتماد على عنصري الشباب والمرأة، وتوظيف أحدث تقنيات التكنولوجيا في برامج المنظمة للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
بدوره أكد السيد أسامة هيكل، رئيس قطاع الإعلام والاتصال في الإيسيسكو، ووزير الإعلام الأسبق بجمهورية مصر العربية، أنه تم إعداد خطة استراتيجية للقطاع للفترة ما بين 2025 – 2030، تهدف إلى إرساء مكانة دولية رائدة للمنظمة في مجال الإعلام والاتصال والصناعات الإبداعية، وتكريسها كمرجع لنشر المعرفة والثقافة والقيم الإنسانية، مشيرا إلى أن الخطة تتضمن عقد ملتقى دولي لقيادات الإعلام، وتدشين منصة للإعلام المتخصص، وأكاديمية للإعلام، ومركز إعلام المرأة، وجوائز للتميز.
من جانبها قالت السيدة روضة الحاج، الخبيرة بقطاع الثقافة في المنظمة، والشاعرة السودانية المرموقة، إن مركز الشعر والأدب سيعنى بإثراء المشهد الثقافي في العالم الإسلامي، والانفتاح على عوالم جديدة في فضاءات الشعر والآداب وتمتين الأواصر الأدبية بين بلدان العالم الإسلامي، وصولا إلى جعل الإيسيسكو مركزا عالميا للشعر والآداب. مضيفةً، أن المركز سيعمل على إصدار مجلة الإيسيسكو الثقافية، وتنظيم مهرجان عالمي للشعر، ومسابقات شعرية متنوعة.
وأوضح الدكتور إدهام حنش، الخبير بقطاع الثقافة وفنان الخط العربي القدير، أن مركز الخط والمخطوطات سيعمل على العناية بفنون الخط التقليدية والحديثة والمستقبلية المتعلقة بالطباعة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، ورعاية الخطاطين والفنانين الحرفيين، مؤكدا أن المركز سيقوم بتصميم خط الإيسيسكو الطباعي، وتدشين المعجم التاريخي المصور للخط العربي.
بدوره بين السيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية، أن مركز التدريب سيكون منصة متكاملة تقدم برامج تدريبية لتأهيل الكوادر البشرية، وتمكين المجتمعات المحلية في الدول الأعضاء بمجالات عدة، عبر تسخير الموارد الثقافية لتحقيق التنمية المستدامة، وتطوير الكفاءات الوظيفية داخل الإيسيسكو.
خطوات الإيسيسكو الطموحة جاءت بعد عام واحد من تحديث هيكلها الإداري والتنظيمي مستعينة بمعهد الإدارة العامة السعودي، الذي يعد واحدا من الصروح الرائدة في مجال التطوير والتحديث المؤسسي، فكان نتاج ذلك استحداث قطاع الاستراتيجية والتميز المؤسسي، ومركز التراث في العالم الإسلامي، ومركز الكراسي والمنح والجوائز وإدارة التحول الرقمي، لتأتي التحديثات في الهيكل التنظيمي للمنظمة التي اعتمدها مجلسها التنفيذي في دورته الأخيرة، لتكمل خطوات المنظمة المتواصلة في التجديد والتطوير، وتحقيق رؤيتها لخدمة العالم الإسلامي، وقيادة وتنسيق جهود تنميته، لكي يتبوأ مكانته التي تليق بحضارة كانت دوما منارة للعلوم والآداب والفنون، وأسست للنهضة التي يعيشها العالم اليوم.
استقبل فخامة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، الثلاثاء 25 فبراير 2025، بقصر قرطاج في العاصمة تونس، الدكتور سالم بن محمّد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” والوفد المرافق له من المجلس التنفيذي للمنظمة.
وجدّد الرئيس التونسي ترحيب بلاده باستضافة الدورة الخامسة والأربعين للمجلس التنفيذي لمنظمة “الإيسيسكو” واحتضان أشغالها يومي 25 و26 فبراير الجاري.
وأكّد الرئيس سعيد على أهمية الدّور الذي تضطلع به منظمة “الإيسيسكو” في تطوير مناهج التربية والتعليم وفي الأخذ بناصية العلوم والارتقاء بالمحتوى الثقافي لمجتمعاتنا وبناء قدراتها على أسس صلبة ومتينة لتتمكّن من المساهمة في الحضارة والمعرفة الإنسانية والتفاعل بوعي مع التحوّلات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم وما أضحت تطرحه هذه التحوّلات من تحدّيات كبيرة يتعيّن مجابهتها بشكل جماعي ووفق مقاربة علمية تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية والقيم الإسلامية.
وشدّد الرئيس التونسي في هذا السياق على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي والإرث الحضاري الكبير للأمة العربية والإسلامية وصون هويتها، ودعا إلى معاضدة جهود المنظمة في استرداد القطع الأثرية من مخطوطات ثمينة وكتب نادرة وغيرها التي تمّ نهبها، إلى جانب تأكيده على أهمية العمل الذي تقوم به المنظمة في مجال تسجيل المخطوطات النادرة وحماية عديد المواقع الأثرية العربية والإسلامية المهدّدة بالاندثار والسعي إلى تسجيلها في قائمة التراث العالمي لمنظمة “اليونسكو”.
وتطرّق الرئيس سعيد في هذا الإطار إلى المخاطر التي تتهدّد المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وعلى صعيد آخر، عبّر الرئيس التونسي عن امتنان تونس لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة لما أبدته من استعداد للمساهمة في إنجاز مشروع إحداث مركز عالمي لفنون الخط “إقرأ”، وأعرب عن التطلّع إلى تكثيف التعاون مع هذه المنظمة خصوصا فيما يتعلق بمرافقة جهود بلاده لترميم عدد من المدن التونسية العتيقة المُدرجة على لائحة التراث العالمي لـ”اليونسكو” وفي إعداد ملفات تسجيل مدن جديدة في هذه اللائحة. فعديدة هي المدن التونسية الجديرة بأن تُسجّل على قائمة التراث العالمي.
بمناسبة الذكرى الرابعة والستين للعيد الوطني لدولة الكويت، والذكرى الرابعة والثلاثين ليوم التحرير، وجه المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور سالم بن محمد المالك، تهنئة إلى صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حفظه الله، وولي العهد سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حفظه الله، متمنيا للشعب الكويتي وقيادته مزيدا من التقدم والازدهار.
وأشاد الدكتور المالك بما حققته دولة الكويت من إنجازات تنموية شاملة في مختلف المجالات، مما عزز دورها البارز على المستويين الإقليمي والدولي، ورسّخ مكانتها كنموذج رائد في التنمية والاستقرار. كما ثمن جهود الكويت في دعم مسيرة النهضة في الأمتين العربية والإسلامية، من خلال مبادراتها الرائدة في مجالات التربية والعلوم والثقافة، فضلًا عن دورها الإنساني الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام والتعاون بين الشعوب.
وأكد المدير العام للإيسيسكو اعتزاز المنظمة بالشراكة الوثيقة مع دولة الكويت، وحرصها على مواصلة التعاون المثمر في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة، التي تخدم مجتمعات العالم الإسلامي وتعزز جهود التنمية والابتكار.
وفي ختام تهنئته، أعرب الدكتور سالم المالك عن أمله في أن يديم الله على دولة الكويت الأمن والرخاء، ويوفق قيادتها الرشيدة لمواصلة مسيرة التقدم والازدهار.
اختتام أعمال “ملتقى شباب المعرفة للعالم الإسلامي” وسط تفاعل شبابي دولي واسع
اختُتمت يوم الجمعة، 21 فبراير 2025، أعمال “ملتقى شباب المعرفة للعالم الإسلامي”، الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بمقرها في الرباط، بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
الملتقى الذي حمل شعار “المعرفة هي المستقبل”، هدف إلى تحفيز الشباب على الابتكار والإبداع في مجالات المعرفة، واعدادهم لمهن المستقبل، عوضا عن استعراض نماذج شبابية ملهمة.
وفي كلمته خلال الجلسة الختامية للملتقى، أكد الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن التوجه الآن ذاهب نحو إطلاق منصة رقمية لاستقبال مقترحات الشباب حول سبل تعزيز المعرفة، حيث ستخضع هذه المقترحات للدراسة والتقييم بهدف تنفيذها على أرض الواقع.
بدورها، أشادت الدكتورة سالي مبروك، مديرة مكتب المدير العام للإيسيسكو، بالنجاح الكبير الذي حققه الملتقى، مؤكدة أن الحضور المكثف للشباب، والتفاعل الواسع عبر البث المباشر، الذي وصل إلى ما يقرب من ٢ مليون متابعة خلال يومي الملتقى، يعكس الأهمية المتزايدة لمثل هذه الفعاليات في تمكين الشباب وإعدادهم للمستقبل.
يذكر أن الملتقى شهد مشاركة مئات الشبان من مختلف أنحاء العالم الإسلامي في مكان انعقاده بمقر الإيسيسكو في الرباط، كما تضمن وإلى جانب جلسات الحوار حول مختلف مجالات المعرفة، تقديم قصص نجاح لشابات وشبان مبدعين ومبتكرين.
مدير عام الإيسيسكو يطالب بمزيد من الجهد لحماية وتوثيق المواقع التراثية العالمية في البلاد العربية
اختتمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، أعمال الورشة الإقليمية لدعم إزالة الممتلكات الثقافية في المنطقة العربية من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، والتي انعقدت بمقر الإيسيسكو في الرباط، خلال الفترة ما بين 17 و 21 فبراير 2025.
جرى خلال أعمال الورشة تطوير قدرات المشاركين في إعداد تقارير “حالة الصون المرغوبة”، التي تُعد خطوة رئيسة لإزالة المواقع من قائمة التراث المهدد بالخطر، إلى جانب تقديم تدريبات متخصصة حول مراجعة المؤشرات المعتمدة ووضع خارطة طريق لاستكمال التدابير التصحيحية المطلوبة لحماية هذه المواقع وضمان استدامتها.
وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن الورشة تمثل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات وتعزيز الجهود المشتركة لحماية المواقع التراثية العربية، مشددا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعزيز الحماية والتوثيق لضمان إزالة مواقع التراث العالمي في البلدان العربية من قائمة المواقع المعرض للخطر.
وأوضح الدكتور المالك، أن هذه المبادرة تسعى إلى تطوير حلول فعالة وتقديم خطط عملية لحماية التراث الثقافي العربي، وتوجيه الجهود المشتركة نحو وضع استراتيجيات فعّالة تتضمن خططا منهجية حديثة ومتطورة.
من جانبه، أشاد الشيخ إبراهيم آل خليفة، نائب مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، بجهود الإيسيسكو في تعزيز حماية التراث العربي، مشيرًا إلى ضرورة استمرار التعاون للحفاظ على هذه المواقع وضمان حمايتها للأجيال القادمة.
بدوره ، شدد الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة بالإيسيسكو، على أهمية الشراكة بين الإيسيسكو وإدارة المركز الإقليمي للتراث العالمي في البحرين، ووزارة الشباب الثقافة والتواصل المغربية، والمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس)، ومؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (أليف)، معتبرًا أن هذه الشراكة تشكل نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي والدولي في مجال حماية التراث.
جدير بالذكر، أن الورشة شهدت مشاركة 28 خبيرًا في التراث من 8 دول عربية، حيث حضر 20 مشاركًا بشكل مباشر، فيما تابعها 8 آخرون عبر التناظر المرئي.
وسط أجواء من الحماسة والإقدام والنقاشات الاستشرافية، وبحضور مئات الشابات والشبان، انطلقت يوم الخميس 20 فبراير 2025، أعمال “ملتقى شباب المعرفة للعالم الإسلامي”، تحت شعار “المعرفة هي المستقبل”، والذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في مقرها بالرباط، بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف الملتقى، الذي يستمر ليومين، إلى دعم وتمكين شباب العالم الإسلامي وإعدادهم لمهن المستقبل، وتحفيز الإبداع والابتكار في تطوير مسارات نقل ونشر وتوطين المعرفة، واستعراض مجموعة من النماذج الشبابية الملهمة.
الملتقى الذي يأتي ختاما لعام الإيسيسكو للشباب، استهل بكلمة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، الذي شدد على أن الشباب والمستقبل، هما محورا نقاش الملتقى، الذي لن يكتمل إلا بشرط المعرفة، فهي الأساس الذي تبنى عليه الحضارات وتنهض به الأمم، وتصاغ به ملامح المستقبل، وهو ما جعل العلم في الإسلام وسيلة لبلوغ مرضاة الله وإعمار الأرض والارتقاء بالمجتمعات.
وعبر الدكتور المالك، الذي اعتمر كنزة الملتقى أثناء إلقائه لكلمته، عن سعادته بعقد هذا الحدث في قلب الإيسيسكو، باعتبارها منظمة للفكر والمعرفة، تتميز بكونها منظمة شابة، موجها رسالته إلى الشباب المشاركين في الملتقى، قائلا: “أنتم القلوب النابضة في مجتمعاتكم، وأنتم أمل أوطانكم.. والمتسلحون بالمعرفة هم من يصنعون التغيير الإيجابي”. مضيفا، أن حضارة العالم الإسلامي كانت نموذجا يحتذى به في تسخير المعرفة لخدمة البشرية، ما يدفع شبابها للفخر بهويتهم والانطلاق نحو المستقبل.
وفي كلمته، أوضح الدكتور جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن المؤسسة تؤمن بأن بناء العقول هو بناء المستقبل، وأن الاستثمار في رأس المال البشري المعرفي هو المفتاح الحقيقي للتنمية المستدامة. مبينا أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تعمل باستمرار على إطلاق المبادرات وتصميم البرامج الهادفة إلى تمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم، التي يعد “ملتقى شباب المعرفة للعالم الإسلامي” أحد أبرزها، لكونه منبرا عالميا يدعم الابتكار وريادة الأعمال المعرفية، ويسهم في استشراف المستقبل برؤية شبابية طموحة.
واستعرض الدكتور حويرب في مجرى حديثه إنجازات علماء من العالم الإسلامي، لتحفيز الشباب على الاقتداء بهم في المعرفة والإبداع والابتكار، مشددا على أن تمكين الشباب بالمهارات الرقمية لم يعد مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية لضمان دورهم الفاعل في مسيرة التقدم وبناء اقتصادات مستدامة.
السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة المغربية، قدم خالص التهنئة للمنظمين، واصفا الملتقى ببالغ الأهمية، مؤكدا أن الحديث عن منظومة المعرفة هو أساس التنمية لكافة المجتمعات، وأن هذا الملتقى يأتي في ختام سلسلة من الفعاليات كتتويج لعام الإيسيسكو للشباب، الذي حظي بدعم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشهد إطلاق مجموعة من المبادرات الهامة، بما في ذلك 100 منحة رئاسية لشباب العالم الإسلامي للدراسة في الجامعات المصرية.
من جانبها، أشارت السيدة إيلاريا كارنيفالي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمملكة المغربية، إلى أن العالم يشهد تحولا رقميا سريعا، والمعرفة تبقى الركيزة الأساس في ظل تطور التقنيات الحديثة وتزايد الطلب على المهارات الجديدة، مما يحتم تكثيف عملنا لدعم مهارات الشباب، عبر التعليم والتدريب لإعدادهم للمستقبل ومهن الغد.
يشار إلى أن أعمال اليوم الأول من الملتقى، الذي يقدم فقراته الإعلاميان نوفل العواملة، وداليا أشرف، تشمل عقد أربع جلسات حوارية، تتمحور الأولى حول: “الذكاء الاصطناعي والمهارات والمستقبل: كيف يمكن للشباب التألق في العصر الرقمي؟”، فيما تتناول الثانية: “المبادرات الشبابية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، وتتطرق الجلسة الثالثة إلى “المبادرات الشبابية للإيسيسكو”، أما الجلسة الرابعة والخامسة: فتستعرضان قصص نجاح للشباب.
رحب مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، في جلسته المنعقدة بالرياض يوم الأربعاء 19 فبراير 2025، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بما تضمنه “إعلان جدة” الصادر عن المؤتمر (الثالث عشر) لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي؛ الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ووزارة الثقافة السعودية يومي 12 و 13 فبراير في جدة.
وجاء في بيان صحفي صادر عن مجلس الوزراء السعودي، أن المجلس يرحب بما تضمنه الإعلان من رؤية موحدة لتعزيز دور الثقافة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وحماية التراث الإسلامي، ودعم المبادرات المشتركة الهادفة إلى معالجة التحديات العالمية.
وكان “إعلان جدة” قد أكد على دور الثقافة بوصفها ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتعزيز الهويات الوطنية، ومحركا للنمو الاقتصادي والاجتماعي، ووسيلة فعالة في مواجهة العديد من الأزمات الراهنة، مشيرا إلى أهمية إدارة الممتلكات الثقافية وحمايتها من الآثار السلبية لتغير المناخ وضمان استدامتها، وضرورة تمكين المؤسسات الثقافية من الاضطلاع بدور محوري حيوي في هذا الصدد، كما دعا الإعلان إلى تكثيف الجهود المبذولة لحماية تراث العالم الإسلامي المهدد بالخطر، لاسيما في دولة فلسطين، معتبرا أن حماية التراث مسؤولية جسيمة يتحملها المجتمع الدولي بأسره.
يذكر أن جلسة مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية عقدت قبيل (يوم التأسيس) الموافق 22 فبراير من كل عام؛ والذي يشكل مناسبة للاحتفال بتاريخ الدولة السعودية وحضارتها الممتدة لثلاثة قرون، ومسيرتها في البناء والنماء.
أصدرت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، تقرير “حالة تعليم اللغة العربية في العالم”، الذي يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في تعليم اللغة العربية لغة ثانية على المستوى العالمي، من خلال تطوير السياسات والإستراتيجيات التي تسهم في تحسين جودة التعليم، وتحليل الوضع الراهن لمراكز تعليم اللغة العربية وتعزيز انتشارها، والتغلب على التحديات التي تواجهها، ويعد هذا التقرير، الأول من نوعه في دراسة واقع تعليم العربية في الدول الناطقة بغيرها؛ إذ يستعرض تحليلا شاملا لأكثر من 300 مؤسسة تعليمية في 30 دولة.
تم إطلاق التقرير، يوم الثلاثاء 18 فبراير 2025، خلال أعمال الندوة الدولية لحالة تعليم اللغة العربية في العالم، التي تعقدها الإيسيسكو بمقر المنظمة بالرباط، بالشراكة مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، والتي شهدت حضورا رفيع المستوى لنخبة من الخبراء والمختصين في تعليم اللغة العربية لغة ثانية، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات اللغوية الإقليمية والدولية، إذ تم استعراض ومناقشة محتويات التقرير، ومستقبل تعليم العربية ومعايير تعليمها، وتطوير البرامج التعليمية، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية بتعليم اللغة العربية حول العالم.
ويتضمن التقرير بيانات تفصيلية عن المؤسسات التعليمية تشمل أعداد أعضاء هيئة التدريس، والمتعلمين، والمناهج الدراسية، وآليات التدريس، والتقنيات المستخدمة، وطرق التقييم، إضافة إلى تحليل القيمة المهنية للخريجين. كما يرصد التقرير أبرز التحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية، ويقترح حلولا عملية لتطوير السياسات التعليمية وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية.
في هذا الصدد، ثمن الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، جهود المملكة العربية السعودية ممثلة بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ورؤيته في الريادة والمرجعية العالمية في خدمة اللغة العربية، التي أفضت إلى إصدار تقرير حالة تعليم اللغة العربية حول العالم بالتعاون مع الإيسيسكو، مشيرا إلى أن التقرير يسعى لتعزيز المكانة العالمية للغة الضاد كوسيط تواصلي يبرز الثقافة العربية والحضارة العربية الإسلامية، وينم عن فرادة المنهجية في التعامل مع قضايا اللغة العربية.
بدوره، أشار الأمين العام لمجمع الملك سلمان للغة العربية، الدكتور عبد الله بن صالح الوشميّ، إلى أن المجمع يحظى بالدعم المستمر من صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء المجمع؛ وهو ما يعزز من تنفيذ مشاريعه المعرفية المتنوعة التي تسهم في خدمة اللغة العربية محليا وعالميا. وأضاف أن هذا التقرير يعد خطوة مهمة نحو بناء قاعدة معرفية عن تعليم اللغة العربية، ويمثل مرجعا لصناع السياسات والجهات الأكاديمية في تطوير المناهج والبرامج التعليمية.
ويأتي إصدار تقرير “حالة تعليم اللغة العربية في العالم”، في إطار جهود الإيسيسكو ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الرامية إلى دعم تعليم اللغة العربية، وتعزيز حضورها عالميا، والمساهمة في تطوير إستراتيجيات تعليمها وفق أفضل الممارسات الدولية.