شاركت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، على مدى يومي 26 و27 مايو 2025، في المؤتمر العلمي الدولي “الإسلاموفوبيا: فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية”، الذي احتضنته العاصمة الأذربيجانية باكو، بمشاركة أكثر من 200 شخصية من كبار الخبراء والأكاديميين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.
وشهد المؤتمر زخماً فكرياً بارزاً، إذ نُوقشت خلاله أكثر من 70 ورقة علمية تناولت تطورات ظاهرة الإسلاموفوبيا ومآلاتها في السياقات السياسية والثقافية والاجتماعية الراهنة، إلى جانب تقديم مقترحات عملية لمواجهتها؛ كما تميّزت الجلسات بتنوع محاورها وثراء نقاشاتها، ما عكس إدراكاً دولياً متنامياً بضرورة معالجة هذه الظاهرة من جذورها المفاهيمية.
وافتُتحت أعمال المؤتمر بكلمة رسمية لفخامة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ألقاها نيابة عنه مساعده للشؤون الخارجية، حيث حملت الكلمة رؤية استراتيجية شاملة في مقاربة تحديات ظاهرة العداء ضد المسلمين، مؤكدة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتكثيف الجهود المشتركة لمواجهة خطاب الكراهية والتصدي للصور النمطية المغلوطة، في سبيل ترسيخ قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب.
ومثّل منظمة الإيسيسكو في هذا المؤتمر الدولي كل من السفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الحوار الحضاري، والسيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية، إذ عبّر السفير فتح الرحمن في كلمته عن عميق شكره وامتنانه لفخامة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على دعمه المتواصل للمنظمة، مؤكداً أن مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا تقتضي تنسيقاً دولياً واعتماد مبادرات توعوية تتخطى الحواجز الجغرافية والثقافية؛ فيما قدم مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية في الإيسيسكو، عرضاً تخصصياً تناول فيه الأبعاد القانونية لظاهرة التمييز ضد المسلمين، مستعرضاً آليات معالجتها ضمن أطر تشريعية قائمة على مبادئ الإنصاف والعدالة.
وشهد المؤتمر في ختام أعماله اعتماد البيان الختامي لمصطلح “التمييز ضد المسلمين” (Anti-Muslims Discrimination) كبديل أكثر دقة وإنصافاً لمصطلح “الإسلاموفوبيا”، وهو التوجّه الذي كانت منظمة الإيسيسكو من أوائل الداعين إليه، انطلاقاً من حرصها على المفاهيمية ووضوح المصطلحات في توصيف هذا الشكل من أشكال الكراهية والتمييز.
وقد تمّ تنظيم هذا المؤتمر في إطار شراكة استراتيجية جمعت الإيسيسكو بعدد من أبرز المؤسسات الدولية المعنية بالحوار بين الأديان والثقافات، من بينها منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، ومنظمة التعاون الإسلامي، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ومجلس حكماء المسلمين، إلى جانب جهات أوروبية وإسلامية معروفة، ما منح المؤتمر بعداً عالمياً ورسالة إنسانية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين.