عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025، ندوة في مقرها بالرباط بمناسبة اليوم العالمي للطفل، تحت عنوان “مواجهة مظاهر التنمر من ساحات المدارس إلى الفضاءات الرقمية”، وذلك بالشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، والشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال (GNRC)، ومؤتمر وزراء التربية في الدول والحكومات الناطقة بالفرنسية (CONFEMEN)، وبحضور نحو 70 طفلا وطفلة وعدد من الخبراء في التربية وعلم النفس.
وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الدكتور عمر حلي، مستشار المدير العام للمنظمة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، نيابة عن الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أوضح أن المنظمة وضعت الأطفال في صميم رؤيتها الاستراتيجية، وجعلت حماية الجيل القادم من العنف والتنمّر أولوية ثابتة، من خلال مبادرات وبرامج عملية تعكس التزامها الراسخ برعاية الصحة النفسية والرفاه لدى الناشئة، مبرزا أن برنامج “الصحة النفسية والرفاه” يشكل أحد المحاور الأساسية في هذا التوجه.

وفي كلمتها خلال الندوة، اعتبرت الدكتورة يسرى بنت الحسين الجزائري، رئيسة اللجنة الثقافية في السلك الدبلوماسي بالمغرب، أن لكل طفل قيمته وفرادته، وأن لكل طفل نورا خاصا لا يشبه أحدا، وأن الاختلاف في الشكل أو الصوت أو طريقة التعبير ليس عيبا بل مصدر تميز وجمال، مقدمة للأطفال عدة نصائح حول احترام الذات، وعدم قبول الإساءة.

من جانبها، أكدت السيدة باهار أفاز مرادوفا، رئيسة لجنة الدولة لشؤون الأسرة والمرأة والطفل بأذربيجان، في كلمة مسجلة، التزام بلادها بحماية الأطفال ومكافحة كل أشكال العنف، مستعرضة عدة مبادرات يتم العمل عليها، ومن بينها “فضاءات صديقة للطفل”، و”مراكز دعم الأسرة والطفل”، إلى جانب حملات وطنية مناهضة للعنف.

وثمنت السيدة كنزة أبو رمان، مديرة قطاع الشباب بوزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، التعاون القائم مع الإيسيسكو في إنتاج محتوى تربوي موجه للأطفال واليافعين، مشيرة إلى انسجام مشروع فيلم “أرِني ابتسامتك” الذي أنتجته الإيسيسكو لمكافحة التنمر في المدارس، مع الجهود الوطنية لمحاربة العنف في الوسط المدرسي.

بدوره، اعتبر السيد عبد الرحمن بابا موسى، الأمين العام للكونفيمين (CONFEMEN)، في كلمة مسجلة له، أن تحويل أي قصة إلى فيلم رسوم متحركة يوفر أداة تعليمية فعالة تخاطب مختلف الفئات العمرية داخل المدارس. فيما شدد السيد مصطفى علي، الأمين العام للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال (GNRC)، على أن الطفل الآمن هو أساس عالم آمن، مؤكدا تقاطع هذه المبادرة مع رؤية الشبكة في تعزيز الحماية النفسية والاجتماعية للأطفال.

وشهدت الندوة ضمن أعمالها، جلسة نقاشية أدارها الدكتور حسن الحجامي، الخبير بقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في الإيسيسكو، وشارك فيها خبراء وأساتذة تربويون وأخصائيون في علم النفس ومديرو مؤسسات تعليمية، لاستعراض أحدث الأساليب التربوية والنفسية في مكافحة التنمّر. واختُتمت الندوة بفقرة خُصصت للأطفال، تحدثوا فيها عن تجاربهم وتصوراتهم حول مواجهة التنمّر.
































