المدير العام للإيسيسكو يدعو في (COP30) إلى وحدة دولية تتمحور حول الإنسان للتصدي لأزمة تغير المناخ
15 نوفمبر 2025
دعا الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى وحدة دولية تتمحور حول الإنسان للتصدي لأزمة تغير المناخ، مؤكدا أن الطريق نحو الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري يجب أن يبنى على التعاون والثقة والإنسانية المشتركة. جاء ذلك في كلمة مسجلة له عرضت خلال جلسة نقاشية ضمن أعمال مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ (COP30) بالبرازيل.

وعُقدت الجلسة التي نظمتها الإيسيسكو يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، بالشراكة مع لجنة العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في الجنوب (COMSATS) والاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، تحت عنوان “مسارات الحياد الكربوني عبر التعاون جنوب–جنوب: تقنيات مناخية مرنة، وقدرات معززة، وجذور ثقافية”، وذلك بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين الدوليين في المناخ.
وشدد الدكتور المالك في كلمته على أن العمل المناخي يجب أن يستند إلى مسؤولية عالمية مشتركة والتزام متجدد بمبادئ العدالة والتضامن، موضحا أن أزمة المناخ لم تعد تهديدا بعيدا، بل واقعا يوميا لملايين السكان في دول الجنوب العالمي، مشيرا إلى أن الهواء الذي يتنفسه الجميع، والمياه التي يتقاسمها البشر، كلها عناصر تنتمي إلى كوكب واحد وإنسانية واحدة.
ولفت المدير العام للإيسيسكو إلى أن آثار تغير المناخ، من ندرة المياه والظواهر الجوية المتطرفة إلى تراجع الإنتاجية الزراعية، باتت تعيد رسم تفاصيل الحياة اليومية في عدد من الدول الأعضاء، مؤكدا أهمية تعميق التعاون بين دول الجنوب العالمي، خاصة وأنها تقود اليوم أكثر التجارب ابتكارا في التكيف.
واختتم الدكتور المالك كلمته بالقول إن مسار الوصول إلى مستقبل خال من الانبعاثات لا يمكن أن يبنى إلا بصورة جماعية، على أساس الثقة والتضامن والطموح المشترك لصنع عالم يليق بأحلام أطفال وشباب المستقبل.

وشهدت الجلسة أيضا نقاشا تفاعليا بين ممثلي الهيئات والخبراء المشاركين، إذ اعتبر السفير الدكتور محمد نفيس زكريا، المدير التنفيذي للكومساتس، أن التعاون جنوب جنوب يعد ضرورة حيوية لمواجهة التحديات المناخية، مع الحاجة إلى نقل التكنولوجيا من الشمال العالمي بحكم مسؤوليته التاريخية عن تفاقم الأزمة، فيما أشار الدكتور ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، إلى أن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب أطرا متكاملة تربط بين التكنولوجيا والثقافة والمؤسسات.
