انطلاق أعمال الندوة الدولية حول الترجمة والأمن بمقر الإيسيسكو
2 يوليو 2025
انطلقت اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالعاصمة المغربية الرباط، الندوة الدولية “الترجمة والأمن: دور الترجمة في تعزيز الأمن الوطني والدولي”، التي تنظمها الإيسيسكو بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء في مجالي الترجمة والأمن.
وتهدف الندوة إلى استكشاف دور الترجمة في تعزيز الأمن الوطني والدولي، ومناقشة التحديات اللغوية والثقافية التي تؤثر على الترجمة في السياق الأمني، وإبراز دور الترجمة في دعم العمليات الأمنية ومكافحة التهديدات العابرة للحدود، إضافة إلى استعراض أحدث الأدوات والأساليب والممارسات المستخدمة في الترجمة في المجال الأمني، وتأثير الترجمة في تحسين التواصل بين الدول والمنظمات الدولية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أنّ الترجمة باتت تعتبر قوة ناعمة تصوغ خطاب الأمن العالمي وتحصّن المجتمعات، وتبني جسور المعرفة بين الحضارات، معلنا عن مبادرات نوعية سيطلقها مركز الترجمة والنشر التابع للمنظمة لنقل البحوث والمعارف إلى لغات متعددة، وذلك بهدف الحفاظ على حضور ثقافة العالم الإسلامي في المحافل الدولية.
من جهته، أوضح السيد خالد بن عبد العزيز الحرفش، أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف ووكيلها للعلاقات الخارجية، أن الجامعة أطلقت “مبادرة الترجمة الأمنية” ضمن استراتيجيتها البحثية لدعم سياسات الأمن واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة لمكافحة الجريمة، مشيرا إلى أن أعمال الندوة تهدف إلى مناقشة التحديات اللغوية والثقافية التي تؤثر على الترجمة في السياق الأمني، إلى جانب استعراض استخدام الترجمة لدعم العمليات الأمنية ومكافحة التهديدات العابرة للحدود.
بدوره أكد السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني بالمغرب، في كلمة ألقاها نيابةً عنه السيد أبو بكر سبيك، المراقب العام للشرطة، على الدور المحوري الذي يلعبه المترجم في ضبط السياق اللغوي وفق القواعد القانونية اللازمة، معتبرا أنّ المترجم يعتبر شريكا محوريا في ترسيخ الأمن والاستقرار وضمان المحاكمة العادلة، ولا غنى عنه لإضفاء المشروعية على الإجراءات القانونية.
وفي السياق ذاته، اعتبر الدكتور أحمد بن عبد الله البنيان، رئيس مركز الترجمة والنشر في الإيسيسكو، أن الترجمة لم تعد مجرد عملية لغوية، بل أصبحت جسرًا عبقريًا بين الحقول الأمنية والثقافية والتقنية، وأداة مركزية لصناعة الأمن، وحماية المجتمعات، وتحقيق الاستقرار في عالم تتشابك فيه المخاطر وتتعدد لغاته.
هذا وشهدت الجلسة الافتتاحية للندوة توقيع مذكرة تفاهم بين مركز الترجمة والنشر ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بالمغرب، بهدف تعزيز التعاون العلمي والتدريب المتبادل؛ كما ستتضمن فعاليات الندوة، التي تستمر ليومين، ورشةً متخصصةً حول استخدام التقنيات الحديثة في الترجمة وتأهيل المترجمين للبيئات الحساسة، إلى جانب خمس جلسات علمية ستناقش الترجمة في الأزمات، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والشراكات المؤسسية المتعددة الأطراف.