الإيسيسكو تشارك في الندوة العلمية الأولى للعلامة مولاي مصطفى العلوي بمدينة مكناس
2 يونيو 2025
شارك نائب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور عبد الإله بنعرفة، في الندوة العلمية الأولى لتكريم العلامة مولاي مصطفى بن أحمد العلوي (1912-2007م)، المنعقدة يوم السبت 31 ماي 2025 بمدينة مكناس، بتنظيم من المجلس العلمي المحلي لعمالة مكناس، تحت عنوان: “مولاي مصطفى بن أحمد العلوي، الوطني والفقيه والسياسي والمربي”.
وتم في الجلسة الأولى من الندوة التي شهدت حضور عدد من الشخصيات الوطنية والعلمية البارزة، استعراض المسار الفكري والنضالي للعلامة مولاي مصطفى العلوي، حيث افتتحت الجلسة بمحاضرة قدّمها الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، تلتها مداخلات لكل من الدكتور مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والدكتور إدريس خليفة، أستاذ التعليم العالي وعضو المجلس العلمي الأعلى، والدكتور حمو أورامو، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة مكناس، الذين سلّطوا الضوء على مختلف محطات حياة الفقيد ومساهماته في خدمة الدين والوطن.
كذلك قدّم الدكتور أحمد سعيد ولد باه، مستشار المدير العام للإيسيسكو، شهادة خاصة حول العلاقة التي جمعت العلامة مولاي مصطفى العلوي بوالده المرحوم محمد المختار ولد باه، خلال عملهما معا في مؤسسة علماء المغرب وإفريقيا، إلى جانب مسارات علمية ووطنية أخرى مشتركة جمعت الراحلين.
كما أشار الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب مدير عام الإيسيسكو، الذي حضر الندوة، إلى تجربته الشخصية في التتلمذ على يد العلامة مولاي مصطفى العلوي في يفاعته، ضمن الدروس التي كان يعطيها في الرباط بمعهد الدراسات القرآنية المعروفة بدار القرآن التي أنشأها مع دار الحديث الحسنية جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، رحمه اللّه، للاعتماء بعلوم القرآن والحديث.
وفي الجلسة الثانية، ألقى عدد من الأكاديميين والأساتذة شهادات في حق العلامة العلوي، مستحضرين إسهاماته العلمية ودوره الريادي في مجالات التربية والدعوة والسياسة، إذ تقلّد عدداً من المهام والمناصب، منها تعيينه سنة 1957 من قبل جلالة الملك المغفور له محمد الخامس مديراً لجريدة “العهد الجديد”، ثم رئيساً لمديرية الصحراء وموريتانيا بوزارة الداخلية سنة 1959، قبل أن يصبح مديراً للقسم السياسي بالوزارة نفسها، كما انتخب نائباً برلمانياً عن دائرة حوض اغريس بين سنتي 1963 و1965، كما عُين في عهد جلالة الملك الحسن الثاني، على رأس إدارة دار الحديث الحسنية بين 1966 و1977، ثم شغل مهام مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومستشاراً بالوزارة، فرئيساً للمجلس العلمي المحلي بمكناس، علاوة على رئاسته لرابطة علماء المغرب والسنغال.
أما على المستوى العلمي، برز العلامة العلوي بجهوده في التحقيق والتفسير، حيث أنجز تحقيق الجزأين الأول والعاشر من كتاب “التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد”، للإمام ابن عبد البر القرطبي، كما ألّف تفسيراً لحوالي خمسين آية من آيات القرآن الكريم.
وتعد هذه الندوة العلمية محطة هامة في سلسلة الندوات التي تنظمها المجالس والمؤسسات العلمية في المغرب، للاحتفاء بكبار العلماء ورجالات الأمة، وحفظ تراثهم والتعريف بعطاءاتهم العلمية.