الإيسيسكو تعقد مؤتمرا دوليا حول اللغة العربية والتراث المخطوط بمدينة فاس
22 مايو 2025
عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، يومي الأربعاء والخميس 21-22 مايو 2025، المؤتمر الدولي “اللغة العربية وتراثها المخطوط: تاريخية العلاقة ورهانات الشهود”، بمدينة فاس بالمملكة المغربية، وذلك بالتعاون مع الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة في المغرب، ودار المخطوطات في وقف السلطان أحمد في الجمهورية التركية، وذلك بحضور ثلة من أعلام اللغة العربية والمخطوطات من حول العالم، لمناقشة مكانة المخطوطات في توثيق المعرفة الإسلامية، ومستقبل دراسات المخطوطات واللغة العربية.
وشهد المؤتمر على مدى يوميه جلسات علمية ونقاشية ثرية بين خبراء وباحثين من المغرب، ومصر، وسوريا، وقطر وموريتانيا، ومالي، اختتمت بإصدار حزمة من التوصيات أبرزها التأكيد على ضرورة الحفاظ على الإرث المعرفي المخطوط، ودعوة المؤسسات الثقافية للتعاون من أجل تعريف مختلف الفئات العمرية والمراحل التعليمية بالمخطوطات العربية وعلومها، والدعوة إلى استحداث برامج علمية تعنى بالمخطوط، وتوظيف أحدث التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في جهود تعزيز مكانة اللغة العربية وتراثها المخطوط.
كانت أعمال المؤتمر قد استهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها تقديم عام من الدكتور إدهام محمد حنش، مدير مركز الإيسيسكو للخط والمخطوط، بين فيه سياق المؤتمر وأهدافه ومحاوره، ثم كلمة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ألقاها نيابة عنه الدكتور مجدي حاج إبراهيم، رئيس مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، إذ أكد فيها أن اللغة العربية ليست أداة للتخاطب أو وسيطا للتواصل فحسب، بل هي حاملة رسالة، ووعاء ثقافة، ومستودع ذاكرة حضارية ممتدة، مشيرا إلى أن تراثها المخطوط يعد من أعمق تجلياتها، ووسيطا حيا لنقل العلوم والآداب والمعارف الإنسانية.
واختتمت الكلمة بالدعوة إلى استكشاف مستقبل اللغة العربية وتراثها المخطوط، من خلال رؤية معرفية تستلهم التقانة وتوظفها في حماية لغة الضاد ومخطوطاتها.
وفي كلمتها أشارت الدكتورة فتيحة عبد الله، رئيسة الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة، إلى ضرورة العناية بالذخيرة المخطوطية الوطنية، وبخاصة في مدينة فاس التي تضم مخطوطات لا تقدر بثمن، ودعت الباحثين إلى العناية بهذه المخطوطات دراسة وتحقيقا وتصنيفا وفهرسة.
من جانبه أشاد الدكتور محمود مصري، المدير العام لدار المخطوطات في وقف السلطان أحمد، بموضوع المؤتمر ورؤيته الجامعة بين ثلاثة عناصر جوهرية، فاللغة أداة للتفكير، وبها تُنتج المعرفة، وهذه الأخيرة بمجموعها تصير تراثا محفوظا في المخطوطات، ثم خُتمت الجلسة الافتتاحية بتكريم العلامة الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الملكية الحسنية في القصر الملكي في الرباط، تقديرا لجهوده في خدمة المخطوطات وإثراء المكتبة العربية.
وجرى عقد جلسات المؤتمر بمشاركة الدكتور أدهم حموية، الخبير في مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، والدكتور أحمد عبد الباسط، والدكتور محمدن أحمدو، الخبيرين في مركز الإيسيسكو للخط والمخطوط، والدكتور هاني البلوي، الخبير في مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري.