الملتقى العلمي “رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية” يختتم أعمال دورته الثانية بمقر الإيسيسكو
25 مارس 2025
اختتمت يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، في مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أعمال الدورة الثانية من الملتقى العلمي “رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية”، الذي نظمته مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين لدى المملكة المغربية، وشهد اختتام الملتقى الذي تستضيفه الإيسيسكو، تقديم الدكتورة خديجة أبوزيد، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، محاضرة بعنوان (من السفينة إلى الجبل: رحلة نوح بين حكمة السعي وتمام التسليم)، بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ومجموعة من السفراء المعتمدين لدى المغرب، وعضوات مجموعة العقيلات.
استهلت أعمال الملتقى بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها عرض شريط فيديو لقصيدة “منتهى أمري” من شعر الدكتور سالم المالك، وإنشاد محمود الصياد، تبعه كلمة للدكتورة يسرى بنت حسين الجزائري، عضوة مجموعة العقيلات، أكدت فيها أن الملتقى جاء نتاج شراكة متميزة بين الإيسيسكو ومجموعة العقيلات، تعكس التقاء الرؤى حول أهمية تعزيز المعرفة، وإثراء الحوار الفكري، والعودة إلى ينابيع الحكمة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وقالت الدكتورة الجزائري إن لقاءات الملتقى وفرت مساحة للتأمل العميق في معاني الحياة ومنحت فرصة لإعادة اكتشاف العلاقة مع القرآن الكريم الذي يحمل من القصص الخالدة منهجا للتفكير وتسيير الأمور الحياتية، معتبرة أن الدرس الأبرز في المحاضرات المختلفة التي تضمنها الملتقى هو ضرورة غرس حب القرآن الكريم في الأجيال الجديدة، حتى تنعكس قيمه على نفوسهم وتعاملاتهم.
تلى ذلك انطلاق محاضرة الدكتورة خديجة أبو زيد، التي استعرضت خلالها مجموعة من الدروس والعبر المستخلصة من قصة سيدنا نوح عليه السلام، مبينة أن القصة من أفضل الأمثلة على الصبر الذي يعد من القيم الهامة في رحلة الإنسان خلال حياته الدنيوية، وهي تقدم درسا عظيما في كيفية معالجة عقوق الأبناء، وكيفية الإحسان في التربية، وأهمية عدم اليأس والاستسلام والتسلح بالخبرة والمهارة في مواجهة صعاب الحياة. كما أشارت أيضا إلى أهمية خلق التغافل الذي ظهر جليا في قصة نبي الله نوح، عندما تجاهل إساءة قومه، مؤكدة أنه خلق عظيم يعبر عن قوة النفس وقدرتها على التغاضي والمضي في ما ينفع الناس.
واختتمت الدكتورة أبو زيد محاضرتها بالتأكيد على ضرورة استمرار السعي إلى القرب من الله عز وجل، سواء بالقلب أو العمل، وعدم اقتصار ذلك على شهر رمضان المبارك ، وأن مراقبة النفس ومحاسبتها هما شرطا استمرار هذا السعي.
عقب المحاضرة، منح الدكتور سالم المالك، الدكتورة خديجة أبوزيد شهادة تقدير تكريماً لها على ما قدمته من محاضرات قيمه، تلاه إنشاد أبيات من قصيدة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية) للإمام شرف الدين البوصيري.