“التربية اليعقوبية” موضوع اللقاء الثاني من الملتقى العلمي “رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية”
11 مارس 2025
شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، يوم الثلاثاء 11 مارس 2025، أعمال اللقاء الثاني من الملتقى العلمي “رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية”، الذي عقدته المنظمة بالتعاون مع مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين لدى المملكة المغربية، إذ قدمت خلاله الدكتورة خديجة أبوزيد، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، محاضرة بعنوان: “قصص وعبر من التربية اليعقوبية”، بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ومجموعة من السفراء المعتمدين لدى المغرب، وعضوات مجموعة العقيلات.
واستهلت أعمال اللقاء بكلمة للدكتورة يسرى الجزائري، عضوة مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين بالمملكة المغربية، أكدت خلالها أن لقاء اليوم حول التربية اليعقوبية سيغوص بالحضور في قصة نبي الله يعقوب عليه السلام، لاستلهام الدروس والعبر من صبره وإيمانه الراسخ، وتطبيقها في حياتنا المعاصرة، مشيرة إلى أن القرآن الكريم تناول قضايا الأسرة والتربية بشكل واسعٍ وعميق لما تمثله الأسرة من دور جوهري في بناء الفرد والمجتمع، حيث جاءت آياته المباركة حافلة بالتوجيهات التربوية والإرشادات الأسرية، مبينة أهمية غرس العقيدة الصحيحة، وترسيخ القيم الأخلاقية، وتفعيل مبادئ الحوار والرفق والرحمة في التعامل بين الوالدين وأبنائهم.
عقب ذلك بدأت محاضرة الدكتورة خديجة أبو زيد، التي أكدت أن سورة يوسف تركز على منهج التربية وتبين وظيفة الأب التربوية داخل الأسرة عبر النصح والإرشاد، وتكاملها مع وظيفة الأم وفق النهج القرآني، موضحة أن التربية في القرآن يُقصد بها التدرج بالمخلوق شيئا فشيئا إلى أن يصل إلى الكمال الممكن في حقه.
واستعرضت الدكتورة أبو زيد المنهج التربوي لسيدنا يعقوب من خلال قصة سيدنا يوسف، عليهما السلام، لما تجسده من نموذج فريد في التربية وقيادة الأسرة، مبرزة أهم القواعد التربوية المستخلصة من هذا النهج، وأولها خلق التغافل وعدم تتبع أخطاء الغير، وثانيها يتمحور حول أهمية التحلي بالصبر الجميل الذي لا يصاحبه أي شكوى أو عدم رضا إسوة بمنهج سيدنا يعقوب في تعامله مع محنة سيدنا يوسف، بينما القاعدة التربوية الثالثة فهي ضرورة كظم الغيظ، أما الرابعة فهي التفاؤل واليقين التام بالإصلاح.
وأكدت الدكتورة أبو زيد أن التربية اليعقوبية تعد نهجا تربويا نبويا يحمل الكثير من العبر، ومن بينها ضرورة الانتباه إلى الجانب النفسي في التربية، ما يتطلب من الآباء الوعي والإدراك العميق لمشاعر أبنائهم، وتوجيههم نحو التعامل الصحيح مع هذه المشاعر.