الإيسيسكو تواصل تحديث هيكلها التنظيمي لمواكبة التطورات العالمية وتطلعات العالم الإسلامي
28 فبراير 2025
على قدم وساق تواصل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، خطواتها الطموحة لتحديث هيكلها التنظيمي بما يواكب التطورات التي تشهدها الساحة العالمية، ويرتقي إلى تطلعات وطموحات دولها الأعضاء، وهي خطوات متسارعة تسابق الزمن إيمانا من الإيسيسكو بدورها المحوري في تطوير مجالات اختصاصها، وإثباتا لنهجها الاستراتيجي القائم على كونها منارة إشعاع حضاري للعالم الإسلامي، وهو ما ترجمته المنظمة عبر استحداثها لقطاع الإعلام والاتصال، ومراكز متخصصة في الشعر والأدب والخط والمخطوطات والتدريب، ولاقى ترحيبا من المجلس التنفيذي للإيسيسكو، الذي اعتمد بالاجماع الهيكل الجديد للمنظمة، خلال أعمال دورته الخامسة والأربعين التي عقدت يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 في العاصمة تونس، تحت رعاية فخامة الرئيس قيس سعيد.
بهذه المناسبة، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن الهيكل التنظيمي الجديد يهدف إلى توسيع نطاقات عمل المنظمة في المجالات الإبداعية، مشيرا إلى أن الإيسيسكو خلال السنوات الأخيرة توسعت في مسارات عملها لتشمل مجالات مختلفة مثل البيئة والاستشراف والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء وتطبيقاتها، فكان نتاج عملها في هذا المسارات إما السبق والتفوق ببرامج مبتكرة، وإما التميز والقفز بخطوات كبيرة للمساهمة في جهود دول العالم الإسلامي للحاق بركب التقدم والتنمية.
وأوضح الدكتور المالك، أن الإنجازات التي حققتها المنظمة خلال سنواتها الخمس الماضية، جاءت لعوامل عدة أبرزها: استقطاب أفضل المواهب والكفاءات في العالم الإسلامي للعمل بأروقة المنظمة، ودعم العديد من برامج وأنشطة الإيسيسكو من خلال طرق التمويل المبتكر بعيدا عن الموازنة العامة، وتشجيع الإبداع والابتكار والاعتماد على عنصري الشباب والمرأة، وتوظيف أحدث تقنيات التكنولوجيا في برامج المنظمة للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
بدوره أكد السيد أسامة هيكل، رئيس قطاع الإعلام والاتصال في الإيسيسكو، ووزير الإعلام الأسبق بجمهورية مصر العربية، أنه تم إعداد خطة استراتيجية للقطاع للفترة ما بين 2025 – 2030، تهدف إلى إرساء مكانة دولية رائدة للمنظمة في مجال الإعلام والاتصال والصناعات الإبداعية، وتكريسها كمرجع لنشر المعرفة والثقافة والقيم الإنسانية، مشيرا إلى أن الخطة تتضمن عقد ملتقى دولي لقيادات الإعلام، وتدشين منصة للإعلام المتخصص، وأكاديمية للإعلام، ومركز إعلام المرأة، وجوائز للتميز.
من جانبها قالت السيدة روضة الحاج، الخبيرة بقطاع الثقافة في المنظمة، والشاعرة السودانية المرموقة، إن مركز الشعر والأدب سيعنى بإثراء المشهد الثقافي في العالم الإسلامي، والانفتاح على عوالم جديدة في فضاءات الشعر والآداب وتمتين الأواصر الأدبية بين بلدان العالم الإسلامي، وصولا إلى جعل الإيسيسكو مركزا عالميا للشعر والآداب. مضيفةً، أن المركز سيعمل على إصدار مجلة الإيسيسكو الثقافية، وتنظيم مهرجان عالمي للشعر، ومسابقات شعرية متنوعة.
وأوضح الدكتور إدهام حنش، الخبير بقطاع الثقافة وفنان الخط العربي القدير، أن مركز الخط والمخطوطات سيعمل على العناية بفنون الخط التقليدية والحديثة والمستقبلية المتعلقة بالطباعة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، ورعاية الخطاطين والفنانين الحرفيين، مؤكدا أن المركز سيقوم بتصميم خط الإيسيسكو الطباعي، وتدشين المعجم التاريخي المصور للخط العربي.
بدوره بين السيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية، أن مركز التدريب سيكون منصة متكاملة تقدم برامج تدريبية لتأهيل الكوادر البشرية، وتمكين المجتمعات المحلية في الدول الأعضاء بمجالات عدة، عبر تسخير الموارد الثقافية لتحقيق التنمية المستدامة، وتطوير الكفاءات الوظيفية داخل الإيسيسكو.
خطوات الإيسيسكو الطموحة جاءت بعد عام واحد من تحديث هيكلها الإداري والتنظيمي مستعينة بمعهد الإدارة العامة السعودي، الذي يعد واحدا من الصروح الرائدة في مجال التطوير والتحديث المؤسسي، فكان نتاج ذلك استحداث قطاع الاستراتيجية والتميز المؤسسي، ومركز التراث في العالم الإسلامي، ومركز الكراسي والمنح والجوائز وإدارة التحول الرقمي، لتأتي التحديثات في الهيكل التنظيمي للمنظمة التي اعتمدها مجلسها التنفيذي في دورته الأخيرة، لتكمل خطوات المنظمة المتواصلة في التجديد والتطوير، وتحقيق رؤيتها لخدمة العالم الإسلامي، وقيادة وتنسيق جهود تنميته، لكي يتبوأ مكانته التي تليق بحضارة كانت دوما منارة للعلوم والآداب والفنون، وأسست للنهضة التي يعيشها العالم اليوم.