الإيسيسكو والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس تتدارسان أوجه التعاون المشترك في مجال الجودة
7 فبراير 2025
بحث الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، مع الدكتور سعد بن عثمان القصبي، محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة نائب رئيس مجلس الإدارة، آفاق التعاون بين الجانبين في مجال الجودة وتعزيز الوعي بها، وآليات تبنيها كمرتكز تنموي لتجويد الآداء في مختلف المجالات.
وفي مستهل اللقاء الذي جرى الجمعة 7 فبراير 2025، بمقر الإيسيسكو بالرباط، استعرض الدكتور المالك مجموعة الجوائز وشهادات الجودة العالمية التي حصلت عليها الإيسيسكو خلال الأعوام القريبة الماضية في مجالات الإدارة والحوكمة والابتكار، مبرزا الخطوات التي اتخذتها المنظمة وفق معايير علمية ومنهجية لتطوير الآداء والارتقاء بالمنظمة حتى باتت تحظى بمكانة إستثنائية بمنظور الهيئات والمنظمات الدولية والحكومات، ومن بين تلك الخطوات، إعادة بناء النظام الإداري للموظفين، واستقطاب كفاءات من مختلف دول العالم دون تمييز، والرفع من معايير الشفافية والمصداقية، واعتماد مبدأ العمل المكثف في حدود اختصاصات المنظمة بشكل شمولي، وتشبيب المنظمة حيث يمثل الشباب أكثر من 40% من كادرها العامل، عوضا عن شغر النساء 50% من المواقع القيادية فيها. مبينا، أن هذا النهج أفضى إلى تحقيق سلسلة من النجاحات الملموسة على مستوى المشاريع والأنشطة المنفذة مع الدول الأعضاء والشركاء من مختلف أنحاء العالم، حيث استطاعت الايسيسكو أن تجعل نسبة كبيرة من هذه الفعاليات حدثا دوليا، نظرا للقيمة المضافة التي تقدمها عبر أنشطتها لكل المشاركين من مختلف المستويات والتخصصات.
كذلك، أشار الدكتور المالك إلى طبيعة عمليات قياس الآداء والتطوير المتواصل التي تبنتها الإيسيسكو وألقت بظلالها إيجابا على المنظمة حتى باتت بيت خبرة لكل المهتمين في مجالات التربية والعلوم والثقافة، إذ استطاعت وبفعل نهج الانفتاح على مختلف الأطراف والتعاون مع أوسع قاعدة من الشركاء، أن توفر تمويلات إضافية لتنفيذ مشاريعها وبرامجها التي تتقاطع جلها مع أهداف واهتمامات الفاعلين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تلك البرامج والمبادرات التي تعنى ببناء قدرات الشباب والنساء، وحفظ التراث والمواقع الأثرية في العالم الإسلامي، وإصدار دليل للمؤشرات الثقافية، وترسيخ قيم التعايش والسلام والحوار الحضاري ومواجهة الأفكار المتطرفة، وتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار وعلوم الفضاء والذكاء الاصطناعي وإصدار ميثاق أخلاقيات مرتبط به، ونشر ثقافة الاستشراف، وتعزيز مكانة اللغة العربية عالميا، والتي صُممت ونفذت جميعها، وإلى جانب قطاعات الإيسيسكو الرئيسية، من قبل مراكز متخصصة أنشأتها المنظمة للعمل بشكل علمي متخصص في هذه الحقول وفق معايير عالية المستوى، كمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومركز الحوار الحضاري، ومركز الترجمة والنشر، ومركز الاستشراف والذكاء الاصطناعي، ناهيك عن مراكز أخرى ستدشن قريبا مثل مركز الخط والمخطوطات.
من جانبه ثمن الدكتور القصبي، ما تقوم به الإيسيسكو من أدوار في تطوير مجالات اختصاصها بالعالم الإسلامي، مبديا اهتمامه بتجربة المنظمة في تعزيز عملها وفق معايير الجودة العالمية، إلى جانب إيجاد معايير خاصة تلائم احتياجات واختصاصات المنظمة، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، وحفظ التراث، والخط العربي والمخطوطات، داعيا إلى فتح آفاق التعاون المشترك لاعتماد المعايير الخاصة في الجودة التي أتبعتها الإيسيسكو، من قبل معهد المواصفات الإسلامي، وترشيح هذه المعايير أيضا للحصول على شهادة الآيزو الدولية في الجودة، لتعتمد كمعايير ومقاييس معمول بها عالميا، خاصة وأن علم وحدات القياس والمواصفات له جذور قديمة في مناطق العالم الإسلامي، والتي تشكل تجربة الإيسيسكو امتدادا معاصرا له، وهو ما يستوجب إصدار وثيقة تعرف بهذا العلم وسماته الخاصة في منطقتنا، واضافة الجديد له، والعمل على تعزيز الوعي به على المستويين الاجتماعي العام، والتعليمي التربوي بشكل خاص.
في ختام اللقاء اتفق الجانبان على العمل المشترك لعقد ملتقيات وأوراش عمل متخصصة في مجال الجودة والمقاييس والمعايير، والتعاون من أجل اعتماد المعايير المستحدثة في الجودة من قبل جهات الاختصاص الإسلامية والدولية.
يذكر أن اللقاء حضره من الإيسيسكو الدكتورة سالي مبروك، مديرة مكتب المدير العام للمنظمة، والسيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية، والدكتور أحمد البنيان، مدير مركز الترجمة والنشر.