الإيسيسكو ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية تطلقان مشروعا لدعم تعليم العربية في موريشيوس
18 يناير 2025
ضمن جهودهما لتعزيز حضور اللغة العربية عالميا، وفي إطار اتفاقية التعاون الموقعة بينهما لدعم الكفاية التعليمية واللغوية لمعلمي ومتعلمي لغة الضاد في عدد من الدول الناطقة بلغات أخرى، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية مشروعا رائدا لدعم “منهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها” في جمهورية موريشيوس، وذلك بالتعاون مع جمعية الهلال الأزرق بموريشيوس.
وقد شهد حفل إطلاق المشروع، بجامعة موريشيوس في العاصمة “بورت لويس” اليوم السبت (18 يناير 2025)، حضورا رفيع المستوى ضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء البرلمان في موريشيوس، والمدير العام للإيسيسكو، والمدير العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، والأمين العام لجمعية الهلال الأزرق، ولفيف من الخبراء والمتخصصين في تعليم اللغة العربية.
وفي بداية الحفل أكد الدكتور ماهين جونجابرساد، وزير التعليم والموارد البشرية بموريشيوس، حرص بلاده على دعم الراغبين في تعلم اللغة العربية، مشيدا بجهود منظمة الإيسيسكو ومديرها العام ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية والقائمين عليها في هذا المجال، وبالمشروع الرائد الذي ينطلق اليوم رسميا.
واستهل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، كلمته بالتعبير عن الشكر والتقدير لحكومة موريشيوس على الاهتمام الرسمي الذي توليه لتعزيز التعددية اللغوية والثقافية في هذا البلد المتألق بثقافاته المتنوعة وأعراقه المتعايشة، المتجذر عميقا في إرث غني من الهويات الثقافية والدينية المنصهرة في وحدة وطنية حاضنة للجميع.
وأشار إلى أن الإيسيسكو تأمل إلى تطوير المشروع، بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ليصبح مركزا تربويا بانيا للمهارات أو قطبا تدريبيا مؤهلا للكفاءات، منوها بالشراكة المتميزة بين المنظمة والمؤسسة، من أجل دعم تعليم العربية في الدول الناطقة بلغات أخرى.
وأكد المدير العام للإيسيسكو أن التنوع اللساني عامل رئيس في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأمم والشعوب، وأن المنظمة تعمل على دعم برامج تعليم العربية للطلاب على اختلاف ألسنتهم وثقافاتهم وأديانهم، سعيا إلى استثمارها باعتبارها لغة سلام ومحبة وعلم وحوار، موضحا أن العربية هي الأغنى رصيدا معجميا بين لغات العالم بأكثر من 12 مليون كلمة، وهي لغة العبادات الأولى عالميا، إذ يستخدمها مليار ونصف المليار مسلم، وهي كذلك أكثر اللغات العالمية انتشارا بين المتحدثين بلغات أخرى، حيث تستخدم في 60 دولة، وهي أيضا رابع أكثر اللغات حضورا للناطقين بها على الإنترنت، فضلا عن كونها إحدى اللغات الست المعتمدة في منظومة الأمم المتحدة، واللغة الرسمية لـ25 دولة.
واختتم الدكتور المالك كلمته بالإشارة إلى أن الدراسات الاستشرافية لمستقبل اللغات تؤكد أن للغة العربية من عوامل القوة ما يؤهلها لمزيد من الانتشار على الخارطة اللسانية العالمية، داعيا إلى تمثل الأبعاد الاستراتيجية للحضور القوي للغة الضاد، التي تتطلب مزيدا من الاهتمام بمبادرات تعميم تعليمها بجميع المدارس في الدول الناطقة بلغات أخرى، وأن الإيسيسكو على أتم الاستعداد للتعاون مع موريشيوس وغيرها من الدول في هذا المجال.
ومن جانبه أكد الأستاذ صالح بن إبراهيم الخليفي، المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، أن إطلاق مشروع دعم “منهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها” في جمهورية موريشيوس يمثل خطوة مهمة في مسيرة اهتمام المؤسسة نحو تعزيز مكانة العربية على المستوى العالمي، بالتعاون مع المنظمات الدولية وخاصة الإيسيسكو وجمعية الهلال الأزرق.
وأوضح أن هذا المنهج المعتمد، الذي تم وضعه بتمويل من مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، وبالتعاون مع جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، جاء تلبية لاحتياج أقسام اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية، مشيرا إلى أن من ثماره ما نشهده حاليا في تعليم اللغة العربية بالكثير من دول العالم.
وفي كلمته ثمن الشيخ غلام محمد، الأمين العام لجمعية الهلال الأزرق بموريشيوس، التعاون بين الجمعية والإيسيسكو ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية لدعم اللغة العربية، باعتبارها جسرا للتواصل والحوار بين الثقافات.
وعقب ذلك سلم الشيخ غلام شهادة تقدير إلى المدير العام للإيسيسكو، وشهادة تقدير إلى المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ثم تم توزيع الأجهزة الإلكترونية للمستفيدين من المشروع، وتسليم شهادات المشاركة به وفي الدورة التدريبية الأولى، التي انعقدت بموريشيوس، خلال الفترة من 6 إلى 11 يناير الجاري.
يُذكر أن بدء المشروع في موريشيوس يعد انطلاقة لتنفيذه بدول أخرى، وستستفيد من مرحلته الأولى، التي تستمر لثلاثة أشهر، 15 مدرسة من مناطق مختلفة في موريشيوس بإجمالي 375 تلميذا وتلميذة، وستشهد هذه المرحلة تنظيم دورات مكثفة لتدريب 30 معلما ومعلمة.