حوارات الإيسيسكو للمستقبل تستضيف المفكر ضياء الدين سردار.. وتعقد ورشة “مختبر الاستشراف”
25 نوفمبر 2024
في إطار سلسلة “حوارات المستقبل”، التي أطلقتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، احتضن مقر المنظمة في الرباط اليوم الإثنين (25 نوفمبر 2024)، الحلقة الرابعة من السلسلة، والتي تضمنت محاضرة ألقاها المفكر الكبير الدكتور ضياء الدين سردار، المتخصص في مجال الدراسات المستقبلية والنقد الثقافي والفكر الإسلامي، تحت عنوان “دور الاستشراف في الأزمنة ما بعد الطبيعية”، وتنظيم ورشة العمل التدريبية “مختبر استشراف المستقبل”، لفائدة عدد من طلاب الجامعات والباحثين والمهتمين بمجال دراسات المستقبل.
واستهلت الحلقة الجديدة من “حوارات المستقبل” بكلمة ترحيبية للدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، أكد فيها أن هذه المبادرة جمعت في حلقاتها السابقة مفكرين ومثقفين بارزين لمناقشة أهم الموضوعات المستقبلية، في إطار يتجاوز اختلاف الثقافات، وأنها تأتي ضمن جهود الإيسيسكو لتعزيز ثقافة الاستشراف في العالم الإسلامي، منوها بموضوع المحاضرة وما ستتضمنه من رؤى حول المستقبل.
وفي محاضرته استعرض الدكتور سردار أبرز سمات العصر الحالي، موضحا لماذا أطلق عليه “الأزمنة ما بعد الطبيعية” في ظل ما يشهده العالم من تحولات عميقة، تتمثل في انهيار النماذج التقليدية وبزوغ نماذج جديدة.
وعقب ذلك، وجه الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي والذكاء الاصطناعي، عدة أسئلة للدكتور سردار حول التحولات العميقة التي يشهدها العالم وأهمية المشاركة في صياغة المستقبل من خلال تبني نهج الاستشراف، حيث أكد المحاضر أن قوى التعقيد والفوضى والتناقض هي أساس التغيرات المجتمعية العميقة التي نشهدها في ما نطلق عليه اليوم “الأزمنة ما بعد الطبيعية”، وتساهم هذه التغييرات في بناء حالة عدم اليقين، واستعرض عددا من الأمثلة في هذا الإطار ومنها: التغيرات المناخية المتسارعة، والتطور التكنولوجي الهائل الذي جعل الإنسان قادرا على صناعة تقنيات تتخطى قدراته وذكاءه.
وأكد أهمية صياغة رؤية مستقبلية ذات أمد بعيد، إلى جانب إيلاء أولوية قصوى للمناهج التعليمية، ودمج ثقافة استشراف المستقبل في أنظمة التعليم بدول العالم الإسلامي، وتبني نهج متوازن، يركز على التقدم التكنولوجي والاعتبارات الأخلاقية.
وسلط الدكتور سردار الضوء على منظور الإسلام للمستقبل ودعوته إلى استشراف المستقبل ودراسة الماضي، مشيرا إلى أن الموضوعات التي تتضمنها الأزمنة ما بعد الطبيعية مستحدثة وليس لها مثيل في التاريخ البشري. وفي نهاية المحاضرة جرى فتح باب النقاش، حيث أجاب المحاضر على أسئلة الحضور وعلق على مداخلاتهم.
وبعد ذلك تم عقد ورشة العمل التدريبية “مختبر استشراف المستقبل”، التي أطرها خبراء مختصون في مجال الاستشراف، حيث هدفت إلى تزويد أجيال المستقبل بالمهارات العملية والانخراط في التفكير النقدي والإبداعي.