بحضور الرئيس الأذربيجاني ومشاركة الإيسيسكو بالتنظيم.. انطلاق أعمال المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات في باكو
1 مايو 2024
بحضور فخامة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وممثلين رفيعي المستوى عن 110 دول، انطلقت اليوم الأربعاء (الأول من مايو 2024) أعمال النسخة السادسة من المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات، الذي تشارك منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في تنظيمه، مع وزارة الثقافة الأذربيجانية ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ومنظمة اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة، وتستضيفه العاصمة باكو تحت شعار “الحوار من أجل السلام والأمن العالمي: التعاون والترابط”.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي يأتي في إطار “عملية باكو”، أشاد الرئيس علييف بالمنظمات الدولية المشاركة في تنظيم النسخة السادسة من المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات، منوها بإسهام الحاضرين من الشخصيات المرموقة في بلورة أفكار ذات منهجية جديدة لمعالجة القضايا الكبيرة على الأجندة الدولية.
وأكد أن أذربيجان كانت دائما عبر التاريخ ملتقى للثقافات، وأن موقعها الجغرافي المتميز بين الشرق والغرب جعلها تلعب هذا الدور الحيوي، ليتميز المجتمع الأذربيجاني بتنوعه الثقافي والإثني الكبير، وحفاظه على قيم التسامح والتعايش والاحترام والشراكة.
وخلال كلمته في الجلسة نفسها، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، انفتاح المنظمة على الجميع في ظل رؤيتها الاستشرافية وتوجهاتها الاستراتيجية، في سياق دولي وإقليمي يفرض الاتفاق على وسائل عملية تخمد نيران الصراعات عبر تمتين مقومات الثقافة والحوار، وحث مراكز البحث والدراسات إقليميا ودوليا، على تبني معايير الموثوقية فيما تصدر من معلومات وتحليلات تقوم عليها السياسات، مبرزا أن المقاييس التي ينبغي الاستناد إليها دائما تكمن في حالة السلم ودرجة الأمان اللتين تجعلان الإنسان مطمئنا وقادرا على التطلع إلى غد أفضل.
واستهل الدكتور المالك كلمته بتثمين جهود جمهورية أذربيجان، رئيسا وحكومة وشعبا، موجها الشكر للرئيس علييف، على جهوده لتكريس قيم الحوار بين الشعوب، مؤكدا أهمية المؤتمر في عالم ما يزال متراجعا على مستوى الأمن والتعايش الإنساني، حيث استعرض إحصائيات تظهر أن سنة 2023 كانت الأعلى من حيث معدلات تدهور الأمن وتصاعد الصراعات دوليا بـ 183 صراعا مسلحا، وارتفاع حوادث العنف بنسبة 28%، ووجود نحو 800 مليون شخص تحت خط الفقر، وتراجع عدد المعلمين، ونشاط 459 جماعة مسلحة تثير المخاوف بمناطق يقطنها 195 مليون إنسان.
ونوه المدير العام للإيسيسكو بمخرجات “عملية باكو”، وتتابع القمم في العاصمة الأذربيجانية، معربا عن الفخر بالشراكة المتميزة التي تجمع المنظمة مع أذربيجان، وهو ما يتجلى فيما ستشهده مدينة شوشة، قريبا من انطلاق أنشطتها كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، ومؤكدا أن تفاهم الجانبين في المجال الحضاري والثقافي، ينبع من كونهما يرتادان الآفاق ذاتها، ويحملان فكرة الحوار العالمي نفسها، مستعرضا برامج ومبادرات الإيسيسكو في هذا المجال، تطلعا نحو عالم أكثر ترابطا ومرونة ازدهارا.
من جانبه دعا السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، إلى تضافر الجهود لإحلال السلم والاستقرار في جميع مناطق العالم، وإلى مزيد من التضامن والتكامل بين الحضارات والثقافات كأداة من أدوات فض النزاعات، وضرورة تكثيف الحوار كمفتاح لوقف الحروب، مؤكدا أن التحالف بين الحضارات خطوة تكتسي أهمية كبيرة في حفظ الكرامة الإنسانية، وواجبا أخلاقيا يضمن صون حقوق الإنسان.
وعقب الجلسة الافتتاحية بدأت جلسات عمل المنتدى، التي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام، ويشارك في نقاشاتها وفد رفيع المستوى من منظمة الإيسيسكو، يضم كلا من السيد أنار كريموف، رئيس قطاع الشراكات والتعاون الدولي، والسفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الحوار الحضاري، والدكتور ويبر ندورو، مدير مركز التراث في العالم الإسلامي، والدكتور هشام العسكري، مستشار المدير العام، ومسلم أفندي، خبير في قطاع الشراكات والتعاون الدولي.