أزولاي في الإيسيسكو: التربية على قيم التعايش وقبول التنوع أساس بناء مستقبل مشرق
9 يونيو 2023
ضمن مبادرة “حوارات المستقبل”، التي أطلقها مركز الاستشراف الاستراتيجي بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، استضافت المنظمة بمقرها في الرباط اليوم الجمعة (9 يونيو 2023)، السيد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، حيث ألقى محاضرة حول العوامل الضرورية لصناعة المستقبل، انطلاقا من التمسك بالهوية وتربية الأجيال الجديدة على قيم التعايش وتقبل التنوع باعتباره مصدر قوة، مشيرا إلى تجربة المملكة المغربية في هذا الشأن.
واستهل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، اللقاء الذي شهد حضورا رفيع المستوى من مسؤولين وسفراء وأكاديميين، بكلمة ترحيبية عبر فيها عن شكره وتقديره للسيد أزولاي على قبوله دعوة الإيسيسكو للحديث عن هذا الموضوع الحيوي، الذي توليه المنظمة أهمية خاصة في رؤيتها الاستشرافية وتوجهاتها الاستراتيجية.
وأوضح أن الإيسيسكو تسعى من خلال مبادرة “حوارات المستقبل”، إلى تطوير الأفكار التي من شأنها بلورة مسار مستقبلنا المشترك من خلال المنظور الاستشرافي الذي سيمكننا من كشف الستار عن ما ينتظرنا، مشيرا إلى أن الإيسيسكو تتبنى مبادرات ذات رؤية جوهرها مهارات ومهن الغد، بهدف تزويد شباب اليوم بالمهارات الأساسية اللازمة للنجاح في تلبية متطلبات المستقبل.
وفي ختام كلمته أكد المدير العام للإيسيسكو أن المنظمة تعمل على تعزيز ثقافة التعلم مدى الحياة، من خلال إكساب الشباب مهارات جديدة بشكل مستمر، حيث يمثل إعلان عام الإيسيسكو للشباب محطة بارزة في الرحلة التحويلية التي تشهدها المنظمة، وبزوغ مفهوم “الدبلوماسية الحضارية” وعيا من الإيسيسكو بأهمية التأثير المتبادل بين الاستراتيجية والحضارة.
وعقب ذلك، قدم الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي، نبذة عن مسار السيد أندرى أزولاي المتميز وإنجازاته، وأبرز المهام والمسؤوليات التي تقلدها، قبل أن يستهل مستشار جلالة الملك محمد السادس محاضرته بتقديم الشكر لمنظمة الإيسيسكو ومديرها العام على مبادرتها من أجل إتاحة الفرصة لتقاسم مجموعة من الأفكار، التي عمل على بلورتها خلال مشواره الطويل.
وأكد أننا نعيش اليوم في زمن تمر فيه الأمم بفترة أزمات، وتتسم بتراجع فلسفي وأخلاقي، وتراجع على المستوى الشخصي ومستويات متعددة، ويتم التعبير عن ذلك بأشكال مختلفة، من خلال ظهور أشكال متعددة من التطرف، مشيرا إلى أن المملكة المغربية تمثل قصة نجاح في مجال التعايش والتنوع الثقافي، حيث يتميز المجتمع المغربي بالمرونة والانفتاح.
وأضاف السيد أزولاي أن التعدد والتنوع أساسيان لتحقيق الحداثة الاجتماعية، ونحن في المغرب نعيش في إطار “دينامية” اختار المغرب تعزيزها، ما يجسد انفتاح البلاد على جميع الأعراق والديانات والحضارات.
وحول الدبلوماسية الحضارية، أكد مستشار العاهل المغربي أنه خلال السنوات الأخيرة ظهرت مفاهيم جديدة، وهي بمثابة تطور للدبلوماسية التقليدية، وجاءت كرد فعل للأزمات والمآسي التي يعشيها العالم، وأنه يجب إعطاء الأهمية للتربية والتعليم من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.