المدير العام للإيسيسكو: جودة التعليم وتحقيق العدالة الرقمية أساس لبناء مجتمعات سليمة
21 فبراير 2023
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن العدالة هي أساس الاستقرار وكل نجاح مجتمعي، وهي سر النماء ومرتكز التقدم البشري، منوها بأن العدالة الاجتماعية هي ذروة تجلي مفهوم العدالة، وأن تعزيز جودة التعليم وتحقيق العدالة الرقمية، بما يضمن المساواة في اكتساب علوم الرقمنة والتعاطي معها، ضرورة لبناء مجتمعات سليمة ومستقبل مشرق للبشرية.
جاء ذلك في كلمته اليوم الثلاثاء (21 فبراير 2023) خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى البرلماني الدولي السابع للعدالة الاجتماعية، الذي ينعقد تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وينظمه مجلس المستشارين بالمملكة المغربية، بمقره في الرباط، بشراكة مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، تحت شعار “الرأسمال البشري: رافعة أساسية للعدالة الاجتماعية”، وبحضور دولي رفيع المستوى.
وأشار المدير العام للإيسيسكو في كلمته إلى أن مجتمع العدالة الذي ننشد يجب أن يتغلب على ما تعانيه البشرية من نتائج المظالم الاجتماعية، المتمثلة في الإقصاء والحرمان والتهميش، معتبرا أن أوضح مظاهرها ما يتبدى فى الحرمان من التعليم أو من إكماله أو من جودته، وفى الحرمان من التمتع بالرعاية الصحية، وفى الحرمان من فرص العمل الملائم، وتكمن أسباب كل ذلك في الاختلالات الاقتصادية المرتبطة بالعولمة والتقنية والتحولات الديموغرافية عبر العالم.
وأوضح أن النجاح في إقرار العدالة على مستوى المؤسسات التربوية هو بوابة نجاح العدالة فيما سواه من المجالات، لأن التربية هي مهد التنشئة الاجتماعية، مطالبا بضرورة العمل على انتفاء الفوارق في العملية التعليمية استنادا إلى أي من التباينات الاجتماعية، وإيلاء تدريس الفتيات أهمية قصوى تهيئ لهن إسهاما كريما في الحياة، والتخطيط السليم المستشرف للمستقبل، في ما يعتد به من ارتباط التعليم بمهن الغد وحاجات سوق العمل المتوقعة، وتعزيز جودة التعليم، الذي بات مفهوما حيويا يرتبط به ما يتطلبه المستقبل من تحقيق العدالة الرقمية، استنادا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ورقمنة التعاملات باتا مرتكزا أساسا للحياة يستدعي إصرارا على إشاعة علوم الرقمنة، بما يضمن المساواة في اكتسابها والتعاطي معها.
وأشاد المدير العام للإيسيسكو بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، والتي تبدو جلية في تقرير النموذج التنموي الجديد، الذي تم إنجازه بأمر من جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بهدف تحقيق العدالة المجالية الاجتماعية وبناء مغرب متكافئ الفرص، مثمنا نجاح تجربة المغرب وعدد من الدول الأعضاء بالإيسيسكو في مواجهة الآثار الاجتماعية لجائحة كوفيد 19.
وجدد الدكتور المالك التأكيد على أن منظمة الإيسيسكو، في إطار رؤيتها الجديدة وتوجهاتها الاستراتيجية، تعلي من قيم العدالة الاجتماعية لا سيما في مجال التربية والتعليم، استنادا إلى مبادرتها المؤسسة “المجتمعات التي نريد”، التي ترسم إطارا ناظما للعلاقات المجتمعية دون أية فوارق تحمل بذور المظالم الاجتماعية، سعيا إلى استعادة مجتمع التسامح الذي وسم الحضارة الإسلامية في أزهى عصورها. واختتم كلمته بتوجيه الدعوة إلى المشاركين في المنتدى لزيارة المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي يحتضنه مقر الإيسيسكو حاليا.