بمشاركة نسائية رفيعة المستوى.. انطلاق مؤتمر الإيسيسكو الدولي “المرأة واللغة العربية: الواقع وآفاق المستقبل”
21 ديسمبر 2021
بشهادات تثمن إسهامات المرأة في تعزيز دور اللغة العربية، وتطوير مناهجها والارتقاء بها، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي “المرأة واللغة العربية: الواقع وآفاق المستقبل”، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الثلاثاء (21 ديسمبر 2021) عبر تقنية الاتصال المرئي، وشهد مشاركة نسائية رفيعة المستوى، من جانب مسؤولات وشاعرات ومختصات بعلوم اللغة العربية.
ويأتي انعقاد المؤتمر ضمن برنامج احتفالية عام الإيسيسكو للمرأة 2021، الذي حظي بشرف الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمـد السادس، عاهل المملكة المغربية، وبمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لعام 2021.
وقد استهل الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للإيسيسكو، كلمته في الجلسة الافتتاحية، بالإشارة إلى أن تخصيص المؤتمر للمرأة وإسهاماتها في الدرس اللغوي جاء قصد دراسة إسهامات المرأة بمنهجية علمية صرفة، حيث إن مصادر التراث اللغوي والأدبي، لم تركز كثيرا على الدور الحضاري والإنساني للمرأة، وأن كتب التاريخ والأدب واللغة، لم تفرد لها مكانا متسعا يليق بإسهاماتها وأدوارها البارزة والمستترة.
وأضاف أن المرأة حققت في عصرنا مكاسب في الترقي المهني والأكاديمي، ولها إسهامات متميزة في إثراء البحث اللغوي، مؤكدا أن النهوض باللغة العربية مسؤولية مشتركة بين الجميع رجالا ونساء.
ونوه المدير العام للإيسيسكو إلى ما توليه المنظمة في إطار رؤيتها الجديدة، من اهتمام بالشعر النسائي، حيث أطلقت جائزة الإيسيسكو للشعر النسائي: “قصيدة عام المرأة 2021″، وسيتم قريبا إصدار ديوان شعري لأفضل القصائد المشاركة بعنوان: “حين أسرجن الدياجير شعرا”.
وعقب ذلك بدأت كلمات ضيفات شرف المؤتمر، بكلمة الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، مؤسسة دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع بدولة الكويت، التي أكدت فيها أنه بلا أنوثة تفقد اللغة خصوبتها وبقائها ونعومتها، وأنه رغم الإهمال للحضور النسائي في الشعر العربي خصوصا والأدب العربي عموما، بقيت المرأة خالدة في ثنايا اللغة، تمدها بالحياة.
وأشارت إلى أن المؤتمر خطوة مهمة لإنصاف الجانب المشرق للغة العربية، وأنها حاربت طيلة حياتها من أجل اللغة العربية، وكتبت من أجلها، لتبقى جميلة ونستحق ما فيها من جمال.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة عواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة في المملكة المغربية، أن اللغة العربية تعتبر من أكثر اللغات السامية تحدثا في العالم، وأغناها، والدليل على ذلك ما تتضمنه المعاجم من مفردات ومصطلحات متعددة.
وأشارت إلى أن توظيف اللغة العربية في الإنتاج المعرفي لم يكن حكرا على الرجل وحده، وإبداع المرأة أسهم في غنى إنتاج المادة المعرفية، مستعرضة جهود المملكة المغربية لسد الفجوة بين الجنسين، حيث راكمت مكتسبات كبيرة في مجال المساواة.
وفي كلمة السيدة إيمين زاباروفا، نائبة وزير الخارجية الأوكرانية، التي ألقتها السيدة فاسيليفيا أوكسانا يوريفنا، سفيرة أوكرانيا لدى المملكة المغربية، أكدت أن اللغة العربية تتميز بالتنوع الثقافي الغني، وأن النساء يلعبن دورا مهما في بناء السلام، ويجب أن يتم إشراكهن على قدر المساواة مع الرجال، وأشارت إلى أنها شاركت في إطلاق العديد من المبادرات لتعزيز حضور المرأة، وتعزيز العلاقات الأوكرانية مع العالم العربي.
وفي كلمتها، أشارت السيدة كارين كنايسل، وزيرة الشؤون الخارجية النمساوية السابقة، إلى أن دراسة اللغة العربية خلال السنوات الماضية، مكنها من السفر واكتشاف أشياء عديدة. ودعت القائمين على تعليم اللغة العربية، بمناسبة يومها العالمي، إلى العمل على نشر الوعي بأهميتها وضمان انتشار واسع لها واستمرار تعليمها للجميع.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، التي أدارها الدكتور مجدي حاج إبراهيم، رئيس مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، تم عرض مقطعي فيديو، الأول حول جائزة الإيسيسكو للشعر النسائي “قصيدة عام المرأة 2021″، فيما تناول الثاني التعريف بجائزة الإيسيسكو بيان للإبداع التعبيري باللغة العربية في دورتها الثانية 2021. كما تم الإعلان عن تدشين الموقع الإلكتروني لمركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، قبل الانتقال إلى جلسات عمل المؤتمر.