الإيسيسكو تشيد بأبطال الإغاثة في اليوم العالمي للعمل الإنساني
19 أغسطس 2020
تغتنم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني لتشيد بالأطقم الطبية والاجتماعية، الذين جازفوا بحياتهم في الصفوف الأمامية من أجل مستقبلنا، وخاطروا بسلامتهم في الوقت الذي تحصد فيه جائحة كوفيد-19 الأرواح وتلحق الخسائر بالاقتصاد في 213 بلداً وإقليما حول العالم.
يأتي الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام في ظرف استثنائي كارثي تسببت فيه جائحة كوفيد-19، التي كانت وبالاً على الإنسانية. فالأرقام تدل على هول الكارثة، والتقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق العمل الإنساني في يوليو الماضي يفيد أن هناك حوالي 6000 طفل قد يموتوا يوميا لأسباب مرتبطة بالجائحة يمكن تلافيها. كما أن معدلات البطالة والفقر آخذة في الارتفاع بسبب استمرار الركود الذي أصاب اقتصادات البلدان. هذه العوامل أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي. إذ يتوقع التقرير أن يزيد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية من 149 مليوناً ما قبل الجائحة إلى 270 مليوناً بنهاية العام الجاري، مالم تُقدم لهم المساعدة العاجلة.
وفي أثناء جائحة كوفيد-19 ارتفعت حالات العنف، إذ ازدادت الحالات المبلغ عنها وعدد المكالمات التي تمت عبر الخطوط الهاتفية المخصصة لهذا الغرض من 60 إلى 770% في عديد من البلدان. وتقدر هيئة الأمم المتحدة أنه في غضون 12 شهراً الماضية، تعرضت 243 مليون امرأة وفتاة ما بين سن 15 إلى 49 عاما حول العالم إلى العنف الجسدي أو الجنسي، في الوقت الذي تعرضت فيه النساء الكبيرات في السن أيضاً إلى الآفة نفسها. وتشير التوقعات إلى أنه كلما استمرت إجراءات الإغلاق لثلاثة أشهر أخرى تُضاف 15 مليون امرأة إلى ضحايا العنف القائم على الجنس حول العالم.
لم يسلم أي من بلدان العالم الإسلامي من جائحة كوفيد-19. وبسبب الموارد المحدودة والنزاعات الداخلية وتفشي الفقر، كان للجائحة وقع كبير على سبُل عيش السكان في بقاع العالم الإسلامي. وبدورها، قدمت الإيسيسكو دعما لـ24 دولة عضواً في مجال التربية والثقافة والإغاثة الإنسانية العاجلة موجهاً إلى السكان الأكثر تضرراً من الجائحة.
وعلى الرغم من كل الصعوبات، تخلى العاملون في المجال الطبي بالخطوط الأمامية من المعركة ضد الجائحة عن كل أسباب الراحة، وجازفوا بحياتهم في مناطق العدوى، ليطمئنوا على سلامة الأشخاص وعافيتهم، ويحولوا دون انتشار الوباء. لقد زهدوا في حياتهم الطبيعية وحرموا أنفسهم من متعة الحياة مع أسرهم ليقاتلوا في حرب أكثر شراسة في سبيل الإنسانية.
أولئك هم الأبطال الحقيقيون وهم مبعث فخر لدولنا الأعضاء. والإيسيسكو، تشيد عالياً بإنجازات هؤلاء الأبطال المغمورين.
وفي هذا الصدد، تدعو الإيسيسكو إلى مزيد من التضامن واتخاذ الإجراءات اللازمة في العالم الإسلامي وخارجه، وتناشد الحكومات لمنح الأولوية في التمويل إلى القطاعات الطبية والاجتماعية وقطاع العمل الإنساني. ويجب أن يتم التركيز بالأساس على التحالف الإنساني الدولي لدعم الفئات المستضعفة في المجتمع كالأطفال والنساء والمهمشين والأقليات المهجرة قسراً. وللحد من تصاعد العنف، تحث الإيسيسكو الحكومات على زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لقطاعي الرعاية والصحية النفسية، من أجل حشد الدعم الذي تحتاجه النساء أيما احتياج في ظل هذه الفترات العصيبة.