المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي يعتمد الوثائق التي ستعرض على الدورة المقبلة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة
21 سبتمبر 2019
اختتمت اليوم في تونس العاصمة أعمال الاجتماع السابع عشر للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي الذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة تونس عاصمة الجمهورية التونسية، يومي 20 و 21 سبتمبر الجاري، وذلك في إطار الاحتفاء بمدينة تونس عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2019، عن المنطقة العربية.
وقد اعتمد المجلس جميع الوثائق المعروضة عليه ، وهي تقرير الإيسيسكو حول إنجازاتها في المجالات الثقافية بين الدورتين العاشرة والحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة ، وتقرير عن الاجتماع الثامن للجنة التراث في العالم الإسلامي ، ومشروع وثيقة توجيهية حول الثقافة الرقمية : الفرص والتحديات ، ومشروع مقترحات عملية بشأن مصادر التمويل الموازي للمشاريع الثقافية ، ومشروع إعلان تونس من أجل إصلاح السياسات الثقافية الراهنة في العالم الإسلامي ، ومشروع جدول أعمال الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة. ووافق المجلس على تعديل عنوان إعلان تونس وفق الصيغة التالية ” إعلان تونس من أجل تطوير السياسات الثقافية في العالم الإسلامي “، وأوصى المجلس المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الثقافة بالمصادقة على هذه الوثائق .
ووافق المجلس على مقترح ممثل دولة فلسطين رفع توصية إلى الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة بإصدار القرارات اللازمة لمواجهة تزوير الحقائق التي تقوم بها سلطات الاحتلال التي تستهدف عددا من المواقع التراثية العربية والإسلامية في فلسطين، والتنديد بقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بهدف النيل من الحقوق الثقافية والحضارية الفلسطينية في خرق سافر لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
يذكر أن الجلسة الافتتاحية للاجتماع عقدت صباح أمس الجمعة برئاسة الدكتور محمد زين العابدين، وزير الشؤون الثقافية في الجمهورية التونسية، وبحصور ممثلي الإيسيسكو الدكتور عبد الإله بن عرفة ، والأستاذ محمد الغماري، وبحضور ممثلي الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي واللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية -كومياك- وعدد من كبار المسؤولين في الجمهورية التونسية، وسفراء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدة في تونس. وقد شارك في هذا الاجتماع السادة أعضاء المجلس الاستشاري، من المملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة البحرين وجمهورية القمر الاتحادية، وجمهورية تاجكستان، وجمهورية تركيا، وجمهورية التوغو، وجمهورية سيراليون، وجمهورية النيجر، وجمهورية السودان والمملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، ودولة فلسطين، وجمهورية كازاخستان، والمنسق العام لاحتفالية تونس عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2019 عن المنطقة العربية.
وخلال المناقشات، أكد أعضاء المجلس الاستشاري على أهمية بنزد جدول أعمال الاجتماع، وأشادوا بقيمة الوثائق التي أعدتها الإيسيسكو واستجابتها للرهانات المرحلية والمستقبلية، وضرورة مواكبة السياسات للمتغيرات التي يشهدها الحقل الثقافي ورفع التحديات المرتبطة بها، وتعزيز البرامج الهادفة والاستفادة من الفرص الجديدة التي تتيحها الثقافة الرقمية، وبخاصة ما يتعلق بتعزيز التنوع الثقافي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والحفاظ على التراث الحضاري والثقافي المادي وغير المادي والتراث الوثائقي للمعارف والعلوم باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتشجيع إنشاء الصناعات الثقافية والاستثمار في منتجاتها الأساسية كالنشر والسينما والموسيقى، وتقنيات التصميم والفنون البصرية، كما أكد المجلس على الحاجة الملحة إلى تعزيز الحقوق الثقافية الهادفة إلى إشراك مختلف المهتمين والمتدخلين في الشأن الثقافي في العالم الإسلامي، حكوميين وغير حكوميين ومؤسسات المجتمع المدني، وضرورة إيجاد مصادر التمويل الموازي للمشاريع الثقافية وخاصة الهادفة منها إلى تنمية المجتمعات المحلية.
كما أكد المجلس على أهمية الاستفادة من الإنجازات التي تم تحقيقها من طرف عدد من الدول الأعضاء ومؤسسات منظمة التعاون الإسلامي ذات الصلة والمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية المتخصصة في مجال حماية التراث الثقافي والرقمنة الثقافية، وتوسيع دائرة التعريف بالموروث الثقافي على المستوى الإقليمي والدولي. كما شدد على أهمية تظافر الجهود في مجال تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان ونشر ثقافة السلم والتربية على قيم الوسطية والاعتدال واحترام الآخر، وإدانة كل الإعمال الإرهابية التي تتعرض لها بعض الدول الأعضاء لطمس وتخريب تراثها الثقافي والحضاري.