Disclaimer: You are using Google Translate. The ICESCO is not responsible for the accuracy of the information in the translated language .

رأيك

تعليقات المستخدمين

بشكل عام، ما مدى رضاك ​​عن الموقع؟

    غير راض للغاية راض لأقصى درجة

    المديرالعام للإيسيسكو في المنتدى الدولي للحوار بين الثقافات في باكو : الحـوار الجاد والهادف منهج قويم لمحاربة التمييـز واللامساواة والصـراعـات العنيفـة

    2 مايو 2019

    ISESCO_DG_ALtwaijri_Baku

    باكو:2019/05/02

    المديرالعام للإيسيسكو في المنتدى الدولي للحوار بين الثقافات في باكو : الحـوار الجاد والهادف منهج قويم لمحاربة التمييـز واللامساواة والصـراعـات العنيفـة

    يشارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، في المنتدى الدولي الخامس حول الحوار بين الثقافات، الذي افتتح أعماله اليوم في باكو عاصمة جمهورية آذربيجان، بحضور السيد إلهام علييف، رئيس الجمهورية، وبعض أعضاء الحكومة، وعـدد كبير من الشخصيات السياسية والعلمية والثقافية والأكاديمية، والذي تشارك الإيسيسكو في تنظيمه.

    وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي، أكد في مستهلها أن الحوار بين الثقافات، الذي أنتج التحالفَ بين الحضارات، هو قضية من أهـمّ القضايا الإنسانية الحالية ذات التأثير الواسع على السياسة الدولية، موضحاً أن اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الحوار إذا كان قد بـدأ نظرياً، ثم تطـور مفاهيمياً، وتشعب فصارت له فروع يتناولها الباحثون والأكاديميون في دراساتهم، حتى قطع مراحل متوالية خلال العقود القليلة الماضية، فـإن هذا الاهتمام قـد تطور خلال المرحلة الحالية، فخرج من دائرة التنظير الفكري، والتأصيل المنهجي، إلى دائرة التنفيذ الفعلي لأهدافه، والتطبيق العملي لمبادئه.

    وشرح كيف أن الحوار بين الثقافات، لم يكن منذ ظهور تجلّياته المعاصرة، لغرض ثقافي محض، بل كان منذ البداية توجّـهاً نحو تغيير أوضاع الشعوب إلى الأفضل والأحسن، ونـشـر قـيـم التسامح والتعايش والوئـام بين الأفـراد والجماعات، باعتبار أنه حوار هادف من الأصل، وحوار جـادّ، وحوار منتج للفعل الباني للإنسان وللحضارة وللسلام، الذي يخدم الأهداف الإنسانية النبيلة.

    وأشار إلى أن الإيسيسكو عقدت في الرباط قبل أربع عشرة سنة، مؤتمراً دولياً حول (تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة)، بالتعاون مع اليونيسكو، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمركز الدنماركي للثقافة والتنمية، ومؤسسة أناليند الأورو-متوسطية للحوار بـيـن الثـقـافـات، خرج بتعهدات وتوصيات مهمّة كانت من المعالم التي أضاءت الطريق نحو تفعيل الحوار، بمفهومه العميق وبمدلوله الواسع، في ممارسات عملية تشارك فيها جميع شرائح المجتمعات الإنسانية، وتنعكس آثارها في مبادرات واقعية تترجم الأهداف إلى أعمال ملموسة ومستدامة، تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة، بحيث تعبر عن الإرادة الإنسانية في تجديد بناء النظام العالمي، على قواعد راسخة من المنظومة القانونية الدولية، والمبادئ الإنسانية، وتعاليم الرسالات السماوية.

    وذكر المدير العام للإيسيسكو أن الدورة الحالية للمنتدى الدولي حول الحوار بين الثقافات، تسير في هذا الاتجاه. ثم قال : (نحن نتطلع إلى أن تنتهي إلى نتائجَ أكثر إيجابيةً، وأعمق مضموناً، وأوسع مدى، تساير المتغيّـرات الحالية التي يعرفها عالمنا).

    وأضاف : (نحن جميعاً نعلم ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة، وما ينصّ عليه الإعلان العالمي لحـقـوق الإنسـان، ومـا ورد فـي العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وما تتضمنّـه المواثـيـق والأوفـاق والإعلانات الدولية ذات الصـلـة، حول نبذ التـميـيـز بجميع أشكاله، وعن المساواة الواجبة التي هي حـقٌّ أصيل من حقوق الإنسان).

    وأوضح أن الحوار بين الثقافات والحضارات وأتباع الأديان، إذا كان جاداً ومسؤولاً وهادفاً وقائماً على أسس سليمة، فإنّـه يؤسّس للتفاهم بين المتحاورين، ويعـزّز الثقة المتبادلة بينهم، ويحمل على التفاهم الذي يؤدّي إلى احترام الحق في الاختلاف، مما يحـفّـز للتقارب في الأفكار والتصوّرات والرؤى الذي يُـفضي إلى التعايش، ويساهم بقوة في معالجة دوافع التميـيـز، ونـوازع اللامساواة، وأعراض الصراعات العنـيـفـة، حتى تَـتَـرَاجَـعَ عواملها، وتَـتَـضَاءَلَ تأثيراتها، فتنكمش وتَـتَـلاَشَى، وينقطع أثـرها نهائياً.

    وذكر أن التميـيـز بكل أشكاله وفي جميع مستوياته، يأتي في مقدمة هذه الأسباب ذات التأثير الواسع على العلاقات بين الأمم والشعوب، وبين الأفراد والجماعات؛ لأن التميـيـز إذا ما انتشر واتسع نطاقه وأصبح من الأسس التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية، كان من العوامل القوية والدوافع الخطيرة التي تقوي دواعي الكراهية ونـوازع العـداوة، بـقـدرما تَـتَـسَـبَّـبُ في إذكاء الصراعات، وإشعال فـتيـل النـزاعات التي تـؤدّي في جميع الأحوال، إلى استـفـحال ظاهرة التـطـرف والعـنـف، وتمهّـد السبيـل إلى تَـنامِي آفـةٍ الإرهاب بكـل أنواعـه.

    وأشار إلى أن مكافحة التمييز، بالأساليب العملية المجدية للقضاء عليه، أو على الأقـل للتخفيف من حدّتـه، وعلى جميع المستويات، من أهداف الحوار بين الثقافات، من خلال نشر قيم الحوار الثقافي والحضاري والديني، وتعزيز مفاهيمه، وتعميق مضامينه، وترسيخ معانيه، وإشاعة ثقافته في مختلف الأوساط. وهو المنهجُ القويم الذي يتوجَّب اتباعُه لمكافحة جميع أنواع اللامساواة.

    ثم أكد أن بالحوار الجـادّ والهـادف بين الثقافات، تنتشر ثقافة الاعتدال وقبول الآخر، والمرونة في التعامل معه، وتغلب حكمةُ المساواة جهـالـةَ اللامساواة، فَـتَـتَـقَـلَّـصُ دوائر الصراعات العنيفة حتى تنحصر في أضيـق الحـدود، وتضعـف تأثيـراتها على الحيـاة العـامة للأمم والشعوب. فتصبح هـذه القـيـمُ المثـلى قـواعـدَ للسلـوك الراقـي، ومنهجـاً للممارسات الإنسانية السوّية، ومـحـفِّـزةً للمبادرات العملية الحكيمة، ومُـلهمةً للتضامن الإنساني، موضحاً أن تلك مقوّمات للسلوك الرشيد، وللتفكير السليم، وللحياة الإنسانية الآمنة والمستقـرة.

    وخلص الدكتور عبد العزيز التويجري إلى القول (بهذا المنهج القويم تـنـفـتـح أمامنا السبل لمكافحة الظاهرة الأشـدّ خطراً والأقـوى تهـديـداً للأمن والسلم في العالم، وهي احتلال أراضي الشعوب الأخرى، والصراعات العنيفة التي تشمل النزاعات المسلحة المدمّـرة، والأزمات السيـاسية المتـفجـرة، والصدامات العـرقيـة والدينيـة المـمـزِّقـة لوشائج المجتمع، التي تَـتَـوَلَّـدُ عنها الكراهية والعداوة، وتنمو نزعات الثـأر والانتقام، مما يَـتَـسَبَّـبُ في إيجاد بـؤر للتـوتّـر الذي يـهـزّ استـقرار المجتمعات).

     

     

    أحدث المقالات