Disclaimer: You are using Google Translate. The ICESCO is not responsible for the accuracy of the information in the translated language .

رأيك

تعليقات المستخدمين

بشكل عام، ما مدى رضاك ​​عن الموقع؟

    غير راض للغاية راض لأقصى درجة

    صدور الجزء 17 من كتاب الدكتور عبد العزيز التويجري : في البناء الحضاري للعالم الإسلامي

    29 مارس 2019

    الجزء_17_في_البناء_الحضاري_للعالم_الإسلامي

    الرباط:2019/03/29

    صدور الجزء 17 من كتاب الدكتور عبد العزيز التويجري : في البناء الحضاري للعالم الإسلامي

    صدر الجزء السابع عشـر من كتاب (في البناء الحضاري للعالم الإسلامي) لمؤلفه الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي. وكان الجزء السادس عشر من هذا الكتاب قد صدر في عام 2017، بينما صدر الجزء الأول في عام 1995.

    ويقع هذا الجزء في 339 صفحة من القطع الكبير، وصدر ضمن منشورات الإيسيسكو، ويضم مجموعة من البحوث والدراسات وأوراق العمل التي كتبها المؤلف وشارك بها في المؤتمرات والندوات الدولية والإقليمية، إلى جانب نصوص الكلمات التي ألقاها في عديد من المناسبات، خصوصاً في المؤتمرات العامة للإيسيسكو، ودورات المجلس التنفيذي للمنظمة، والمؤتمرات الإسلامية القطاعية المتخصصة التي تنظمها الإيسيسكو، إضافة إلى المقالات التي نشرها في الصحافة تعليقاً على الأحداث الجارية في العالم، والتي لها صلة بالعالم الإسلامي.

    وكتب الدكتور التويجري تقديماً مهمّاً لهذا الجزء الجديد من كتابه، قال فيه : (تَـتَـصَاعَـدُ حـدّة الصراعات في عالمنا اليوم على مختلف المستويات، فَـتَـتَـفَـاقَـمُ الأزمات التي تعاني منها الإنسانية، على اختلاف مظاهرها، وتباين أشكالها، وتعـدّد تداعياتها، لدرجة أن الباحث المتفحص والمتابع المدقق والدارس المتخصص في شؤون السياسة الدولية وقضايا الفكر العالمي، يجـد نفسه أمام تعقيدات صعبة، قد يتعـذر عليه تفكيكها لرسم خريطة الطريق التي تساعد على فهم التحوّلات المتسارعة التي تطبع المرحلة الحالية من التاريخ الإنساني في مناحي الحياة كافة، حتى صار من الصعب بمكان النفاذُ إلى حقائق الأمور، واستكناه بواطن المتغيّرات من حولنا، في ظل الغموض الذي يهيمن على التطورات الجارية في عالمنا، ووسط الضباب الذي يلفّ مَاجَـرَيَـات الأحداث، ويحجب الرؤية إلى أعماقها. فما من  أزمة تـنشأ في منطقة ما من العالم، إلاّ وتكون لها تـداعيات تَـتَـمَـدَّدُ أفـقـيـاً، وانعكاسات تَـتَـفَـاعَـلُ مع الوقائع التي تحدث، حتى تصل إلى درجة من التفاقم بحيث تصير أزمةً عالميةً لها ذيولها الممتـدة ومضاعفاتها المؤثـرة على مجمل النشاط البشري في مختلف ضـروبـه).

    ويضيف التقديم : (كذلك هو الشأن مع الأزمات الكبرى التي يعانيها عالمنا اليوم، ومنها الأزمات التي يعرفها العالم الإسلامي، وتَـتَـزَايَـدُ المخاطر التي تنشأ عنها على نحو مـطـردٍ، والتي تشكّـل تهديداً وجودياً ليس في المـقـدور مواجهتُـه أو التصديُّ له بشكل انفرادي، وعلى مستوى الدولة الواحدة، مما يحتّـم التعاملَ معه في إطار التضامن الإسلامي، الذي تتسع مفاهيمُه وتتـعـدّد قنواته، ليكون منظومةً من قيم التعاون، وشروط التنسيق، ودواعي التكامل والتكافل.  فالتضامن هو تفعيلٌ للضمان وتَـبَـادُلٌ لـه وتفاعل معه، والضمان هو المصدر والحافز للأمان الذي هو وليد الأمن، بمدلولاته العميقة، الذي يؤسّـس للسلام وللوئام وللتعايش وللتصالح مع النفس والتلاؤم مع العصر.  وبذلك يرتقي التضامن إلى المفهوم الحضاري الراقي، ليَـتَـجَاوَزَ المفهوم السياسي المتداول، باعتباره إحدى الوسائل القوية والفعالة المجدية لحماية المصالح العليا للشعوب الإسلامية، وللنهوض بالعالم الإسلامي من الجوانب كافة، ولتخطّي العقبات الكأداء التي تعترض الطريق نحو بناء التنمية الشاملة المستدامة، في ظل الاستقرار والأمن والسلم وتكافؤ الفرص أمام جميع الفئات في المجتمعات المسلمة).

    ثم يخلص إلى القول : (إن التفكير على هذا النحو يتعمّـق كلما أمعنا النظر في الأوضاع السائدة في بلدان العالم الإسلامي، وبقدر تأمّـلنا في المتغيّرات المحيطة بنا، واتجاهنا لدراسة التحوّلات المـطـردة التي يشهدها الفكر العالمي الجديد. فالانخراط  في العصر، والانفتاح على آفاقه، والانغماس في فهم محركاته، كل ذلك يفتح المجال واسعاً للانضمام إلى الركب الإنساني على طريق التقدم والتطور والتحديث.  وهو الهدف الرئيس للعمل الإسلامي المشترك في مجالاته كافة وعبر قنواته جميعاً، الذي يتوقف على إنجازه النهوضُ الحضاريُّ الشامل بالعالم الإسلامي في شتى الميادين، لأن النهضة الحضارية الحقيقية الدائمة والمستدامة تكون منظومةً متكاملةً مترابطةً منسجمةً متناسقة).

    من هذا المنظور تعامل الباحث الدكتور التويجري مع جل القضايا الملحة المطروحة على بساط البحث في العالم الإسلامي، ومع بعض القضايا التي تستقطب اهتمام الرأي العام العالمي، وعلى مدى العقود الثلاثة الأخيرة، مفكراً ومتأملاً ودارساً ومشاركاً في الحوارات التي تدور حول حاضر العالم الإسلامي ومستقبله، وفي المؤتمرات الدولية والإقليمية والندوات والحلقات الدراسية العلمية والفكرية والثقافية التي تتناول المسائل المهمة ذات الصلة بالشؤون الدولية التي تندرج ضمن اختصاصاته. ويقول˸ (وهو الأمر الذي وضعني في قلب الأحداث الجارية على الصعيدين الدولي والإقليمي، وحمّـلني مسؤوليةً مضاعفةً يتوجّب عليّ النهوض بها، باعتبار أنني صاحب رأي وحامل قلم له أفكاره التي يتبنّـاها، وله مواقفه التي يتخذها، والتي تنسجم مع اقتناعاتي التي أصدر عنها في كل الأحوال، والتي أحرص غاية الحرص على أن أكون في كتاباتي جميعاً، معبّـراً عنها أقوى ما يكون التعبير وأوفـاه، كما هو شأني في الأجزاء الستة عشر التي صدرت من كتابي هذا).

    ويستطرد قائلاً : (ويصدر هذا الجزء السابع عشر في ظروف دقيقة يمـرّ بها العالم، تموج بأحداث ذات دويّ مهول، تتولّـد عنها مشكلات تَـتَـفَـاوَتُ حـدّةً من منطقة إلى أخرى، يأتي العالم الإسلامي في مقدمة مناطق الصراعات والنزاعات والتوترات التي تَـتَـزَايَـدُ تَـفَاقُـماً بصورة مطـردة، مما ينعكس سلباً على جهود التنمية الشاملة المستدامة، التي تقوم قواعد النهضة الحضارية في ظلها.  وهو الأمر الذي يقتضي أقصى درجات اليقظة والحذر وعمق الإحساس بالمسؤولية التي ينهض بها أولائك الذين يعملون في المجال العام الذي يشمل الساحات الفكرية والأكاديمية والثقافية والعلمية والإعلامية، التي فيها يُـصنع الرأي العام العالمي، ومنها تـتـفـجّـر ينابيع الأفكار المبدعة التي تبني الإنسان، وتصوغ الحضارة، وتصنع المستقبل الآمن المستقر المشرق للإنسانية).

    ففي هذا الجزء من كتابه (في البناء الحضاري للعالم الإسلامي) تناول الدكتور التويجري قضايا فكرية، وشؤوناً سياسية، ومشاكل دولية، وموضوعات ثقافية، وتطرق لشجون تـقـضُّ مضاجع شعوب العالم الإسلامي في هذه المرحلة التاريخية، من خلال الرؤية التي اعتمدها منهاجاً وأسلوباً ومسلكاً ينهجه في الدراسات والبحوث التي يكتبها، وفي المحاضرات التي يلقيها في الجامعات والمنتديات الفكرية، وفي الكلمات والعروض التي يشارك بها في المؤتمرات والندوات داخل العالم الإسلامي وفي المحافل الدولية، وفي المقالات التي يحررها وينشرها في الصحافة يواكب من خلالها التطورات التي تقع في المحيط الدولي، وخاصة على صعيد العالم الإسلامي، وهو المجال الحيوي للعمل الإسلامي المشترك الذي يتحرك في دائرته، ولإبداء الرأي الذي تقتضي الأمانة الفكرية أن يعبر عنه إزاء الأحداث التي تَـتَـسَارَعُ وتيرتها من حولنا في دوامة لا تتوقف. فهذا الجزء السابع عشر يجمع حصيلة وافرة من الكتابات التي تعبر في مجملها عن الأفكار الأساس والمواقف الرئيسة التي تشكل المنظور الفكري الذي التزم المفكر التويجري به في الأجزاء الستة عشر التي صدرت قبله.

    وهذا الكتاب هو أقرب ما يكون إلى سِـجِـلٍّ يرصد حلقات التطور الذي عرفه العمل الإسلامي المشترك، عبر السنوات الثلاث والعشرين التي استغرقتها الفترة التي صدرت فيها أجزاء الكتاب. فالجزء الأول صدر عام 1995، بينما صدر الجزء السادس عشر عام 2017، ويصدر الجزء السابع عشر في عام 2019، وهي فـتـرات حافـلـة بالإنجـازات على مستـوى المنظمة الإسلامية للتـربيـة والعلـوم والثقافة -إيسيسكو –  وحافلة أيضاً، بالتحوّلات التي عرفها العالم الإسلامي بخاصة والعالم أجمع بعامة، على مستويات عـدة، ومنها أحداث متعاقبة نتج عن بعضها إجهاضٌ لآمـالٍ كبيرة كانت تحـدو الأسرة الإنسانية، للانتقال إلى نظام عالمي أكثر أمناً واستقراراً، وأوفـر عدلاً وإنصافاً، يعمّ فيه السلام جميع مناطق العالم.  وهو الأمر الذي يجعل من الكتاب بأجزائه السبعة عشـر، سجلاً للمتغيّـرات الفكرية والثـقافية والسياسية، التي طبعت ربع القرن الماضي، فيه لمحاتٌ فكرية، ونظرات ثقافية، ومراجعات علمية، وتحليلات سياسية، وتأملات حضارية، هي الخلاصة للجهـد الذي أنفقته في تحريرها، وللوقت الذي صرفته في التفكير والتأمل، والبحث في المصادر والمراجع، وفي المقارنة، ثم في المراجعة قبل الصياغة النهائية.

    ويقول المؤلف في التقديم (في هذا المناخ العام المطبوع بالتوتر والعنف والصراع، يصدر الجزء السابع عشر من كتابي، في أعقاب صدور كتاب آخر لي في القاهرة خلال شهر ديسمبر من عام 2018، بعنوان (رؤى في الفكر والسياسة). وعلى الرغم من الاختلاف في العنوانين، وفي طبيعة الكتابين، فإن ثمة قدراً من التقارب في الأفكار العامة، في المنطلقات التي صدرت عنها. ولا غـرو، فتلك هي طبيعة الأشياء، لأن النبع الذي أمتح منه واحد، ولأن روح المؤلف تتجلى في مؤلفاته جميعاً مهما تكن موضوعاتها).

    ثم يخلص إلى القول : (إن البناء الحضاري للعالم الإسلامي له طرق عـدة ووسائل شتى، وهو منظومة متكاملة لا تنفصل أجزاؤها، مهما كثـر البُـنَـاة، وتعـددت مناهجهم، وتباينت آثارهم، واختلفت رؤاهم، وتعارضت مدارسهم، لأن الهدف الذي يجمعهم هو تحقيق النهضة التي إذا قامت كانت قاعدةً لبناء الحضارة. ولما كان أولـو الرأي وذوو الحكمة من المفكرين والأكاديميين والمنظّـرين وحَـمَـلَـة الأقلام، هم الطليعة في ركب بُــناة النهضة، فلأنهم بأفكارهم النيّــرة، وباجتهاداتهم المبدعة، وبإسهاماتهم الجادة في صناعة الراي العام، هم المشاعل التي تضيء معالم الطريق نحو المستقبل).

    أحدث المقالات