Disclaimer: You are using Google Translate. The ICESCO is not responsible for the accuracy of the information in the translated language .

رأيك

تعليقات المستخدمين

بشكل عام، ما مدى رضاك ​​عن الموقع؟

    غير راض للغاية راض لأقصى درجة

    المدير العام للإيسيسكو يدعو في منتدى باكو العالمي إلى : نشر ثـقافة التحـالف المدني والسلمي والتفاهم بين الأمم لبناء السلام العالمي

    16 مارس 2019

    المدير_العام_للإيسيسكو_منتدى_باكو_العالمينشر_ثـقافة_التحـالف_المدني_والسلمي_والتفاهم_بين_الأمم_لبناء_السلام_العالمي

    باكو:2019/03/16

    المدير العام للإيسيسكو يدعو في منتدى باكو العالمي إلى : نشر ثـقافة التحـالف المدني والسلمي والتفاهم بين الأمم لبناء السلام العالمي

    يشارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو- في الدورة السابعة لمنتدى باكو العالمي حول موضوع ( سياسة خارجية جديدة) التي افتتحت أعمالها اليوم  في مدينة باكو عاصمة جمهورية آذربيجان، بحضور قادة دول ورؤساء حكومات وشخصيات سياسية وثقافية وأكاديمية عالمية.

    وتحدث الدكتور التويجري في المنتدى حول محور (مستقبل التحالفات وحوافزها)، الذي قال عنه إنه أحد الموضوعات المهمة التي تدخل في إطار السياسة الدولية التي ينطلق من قواعدها ويتبعها منتدى باكو العالمي منذ تأسيسه، وذلك لصلته الوثيقة بالمرحلة التاريخية الصعبة التي يجتازها عالمنا، والتي تَـتَـزَايَـدُ فيها الأسباب وتتـقوَّى الحوافز التي تؤدي إلى نشوء التحالفات بين الدول على أكثر من صعيد، ولأهداف تختلف من تحالفٍ إلى آخر.

    وبدأ بالتعريف بمصطلح التحالف، فأشار إلى أن التحالف -Alliance- من ناحية القانون الدولي، هو علاقةٌ تعاقديةٌ بين دولتين أو أكثر، يتمّ من خلالها اتخاذُ خطوات الدعم المتبادل في حالة حدوث حرب، وهي بديلٌ لسياسة الانعزال التي ترفض أيَّ مسؤولية تجاه سلامة دولة أخرى، ذاكراً أن سياسة التحالف ارتبطت ارتباطاً تاريخياً بسياسة توازن القوى، وأن هذه السياسة انتُـقدت من حيث المبدأ والدلائل التاريخية، باعتبار أنها تزيد في احتمال وقوع الحرب وانتشارها.

    وقال إن العالم عرف في المرحلتين الحديثة والمعاصرة، تحالفات سياسية، وعسكرية، وأمنية، واقتصادية، بين دولتين تَـتَطابَـقُ وجهات نظرهما، وتلتقي مصالحهما، أو بين مجموعة من الدول تنهج سياساتٍ متقاربةً في مجالات حيوية عدة، وإنْ كان التحالف في حد ذاته، يجمع بطبيعته، بين هذه الأنواع من التحالفات التي تضمن المصالحَ الحيوية للحلفاء.

    ثم أضاف : (إن السؤال الذي يطرحه فقهاء القانون الدولي، ونُـعيد طرحه في هذا السياق، هو : هل قام النظام العالمي عقب الحربين العظميين، على قاعدة التحالف، أم على قاعدة التوافـق الذي يؤدي إلى الارتباط بميثاقٍ هو علاقـةٌ تعاقُـديةٌ بين دول العالم؟).

    واستطرد يقول : (لقد أرسيت القواعد المؤسِّـسة للعلاقات الدولية المعاصرة بموجب معاهدة صلح ويستفاليا المنعقدة في عام 1648، التي انتهت إلى عقد تحالف أَرسى المبادئ الحاكمة لِبِـنْـيَـة الدول القومية والقواعد المنظِّمة للعلاقات الدولية، وأنهت حرب الثلاثين عاماً التي اندلعت في عام 1618، والتي كانت صراعاً دينياً بين الكاثوليك والبروتيستانت. فهذه المعاهدة التاريخية التي دخلت تاريخ القانون الدولي، أسَّـست للصيغة الحديثة التي عرفها التحالف بين الدول من أجل السلام).

    ولـفـت إلى أن عصبة الأمم التي تأسست بموجب معاهدة فرساي (28 يونيو 1919)، التي يمكن اعتبارها، من وجوه كثيرة، تطوراً لمعاهدة ويستفاليا، والتي حُـلَّـت في 20 أبريل 1946، كانت شكلاً متقدماً مناسباً للمرحلة التاريخية، للتحالف بين مجموعة من الدول آمنت بالسلام، واجتمعت إرادتُها على العمل بشتى الوسائل، للحيلولة دون تكرار الويلات الرهيبة والكوارث الفظيعة التي عانت منها الإنسانية، والتي وقعت خلال الحرب العظمى الأولى.

    وأشار إلى أن هيئة الأمم المتحدة (1945) جاءت بصيغة حديثـة للتحالف بين دول العالم التي توافقت على أن يجمعها اسم (الأمم المتحدة)، وإنْ كان ميثـاق الهيئة الدولية يخلو من مصطلح (التحالف) بهذا المفهوم الذي نقصد إليه، على الرغم من أن الأمم التي تـتحد وتجتمع على مبادئَ دوليةٍ تشكل مصادرَ للقانون الدولي، هي بطبيعة الحال، دول متحالفة، بالمدلول الشامل والعميق للتحالف.

    وبيَّـن أن على هذا الأساس النظري، واستناداً إلى هذه الخلفية القانونية، تكون هيئة الأمم المتحدة تحالفاً واسع الأفق عالي السقف، بين مجموعة الدول الأعضاء، يحكمه ميثاقُ الهيئة الدولية، من منطلق أن الأمم المتحدة، التي هي دول متحدة، بطبيعة الحال، هي أمم ودول متحالفة، تجمع بينها علاقة تعاقدية يجسدها الميثاق.

    وأكد أنّ المتغيّـرات المتسارعة التي يعرفها العالم على مختلف الصُـعُـد، وما ينتج عنها من أزمات إقليمية حادّة ومشاكل دولية عويصة، على المستويين الأمني والاقتصادي، مما أدّى إلى تَـصَاعُـد حدّة التهديدات التي تستهدف السلام العالمي في الصميم، وقال إن ذلك كلَّـه من العوامل الدافعة والحوافز القوية لنشوء تحالفات جديدة، إنْ على الصعيد الإقليمي، أو على الصعيد الدولي، ومن أبرزها وأقواها حضوراً على الساحة الدولية اليوم، التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، الذي يستهدف التصدّيَّ لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موضحاً أن هذا التحالف نشأ بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وإنْ لم يكن له سَـنَـدٌ من القانون الدولي من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ولكن الأهداف الإنسانية والأغراض السلمية التي يعمل التحالف الدولي من أجل تحقيقها تُكسبه الشرعيةَ الدولية، بغض النظر عن الغموض الذي يشوب بعض تفاصيله.

    وذكر أن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، الذي يضم في عضويته أكثر من ستين دولة، نشأ مع وجود حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1949، وأن الهدف الذي يعمل له التحالف الدولي هذا، يدخل ضمن أهداف الناتو. وتساءل بعد ذلك : هل هذا بديلٌ لذاك؟، أم أن الضرورات الأمنية الملحة، وحسابات سياسية أخرى، اقتضت إنشاء تحالفٍ جديدٍ يعمل خارج نطاق الحلف؟.

    وقال إن هذا السؤال يُحيلنا على استشراف مستقبل التحالفات التي ستتوسّع دوائرُها كلما تأزمت الأوضاع الأمنية في مناطق شتى من العالم، ونشبت الأزمات الإقليمية والدولية، دون أن تكون هذه التحالفات متعارضةً، على أي نحو، مع ميثاق الأمم المتحدة، ومع أهداف التكتّلات الإقليمية، سواء تلك التي لها الطابع الاقتصادي، أم تلك التي لها الطابع الأمني، التي نشأت في عدد من المناطق الجغرافية من العالم.

    وأضاف قائلاً: (إذا كانت الدواعي الأمنية غالبةً على إنشاء التحالفات، بحيث ارتبطت التحالفات على صعيد السياسة الدولية، ولدى الرأي العام العالمي، بقضايا الدفاع العسكري والتصدّي للتهديدات الأمنية، فإن المستقبل سيُـظهر للعالم أنماطاً جديدة أخرى من التحالفات، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، وبحكم التخصّص الأكاديمي : (التحالف بين الحضارات)، الذي يقوم على قاعدة متينة من (التحالف بين الثقافات)، ولماذا لا (التحالف بين أتباع الأديان)، وهو الأوسع مدًى والأسمى مضموناً، الذي يهدف أساساً لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية، ولنشر ثقافة العدل والسلام والوئام والحوار والتعايش؟).

    وأشار إلى أن (التحالف بين الحضارات)، و(التحالف بين الثقافات) ينسجم انسجاماً تاماً مع ميثاق الأمم المتحدة، ويستجيب للمبادئ الواردة في قرار الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بإنشاء الممثلية السامية لتحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة، ويلتزم بالفصل الأول من ميثاق الأمم المتحدة، الفقرة الثالثة، عن (تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً، والتشجيع على ذلك إطلاقاً بدون تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء).

    وبيَّـن أن تحالف الحضارات، في عمقه وجوهره وفي هدفه الأسمى (يسعى لتحقيق إرادة سياسية جماعية وتعبئة عمل ٍِمتناغم على المستوى المؤسّسي والمجتمع المدني، للتغلب على التعصب والمفاهيم الخاطئة والاستقطاب الذي يعمل ضد مثل هذا الإجماع، وهو يأمل في المساهمة في حركة ائتلافية عالمية ترفض التطرف في أي مجتمع، وتعكس إرادة الغالبية العظمى من الشعوب)، لافـتـاً إلى أن هذا التحالف الحضاري يخدم أهداف السلام العالمي من حيث عمق التأثير، أكثر مما تخدمها التحالفات ذات الصبغة الأمنية في غالب الأحيان.

    ثم قال : ( لكي يتمّ الوصول إلى بناء القواعد الثابتة للتحالفات الإنسانية الراقية وغير التقليدية، يتوجّب بذل المزيد من الجهد، على جميع المستويات، لتعزيز قيم التحالف الثقافي والحضاري والديني، ولنشر ثقافة التحالف المدني والسلمي، ولترسيخ قواعد التفاهم بين الأمم والشعوب حول بناء السلام العالمي، من خلال هذا النوع من التحالف الإنساني الراقي. وتلك هي السبيل لإحداث تغيير في مفاهيم السياسة الدولية، من خلال توسيع مساحات التحالف، لتشمل القضايا الإنسانية التي ترتقي، بقيمتها المثلى، فوق المستويات الأمنية والدفاعية التقليدية).

    ودعا الدكتور عبد العزيز التويجري إلى كسر احتكار التحالفات للمسائل الأمنية والعسكرية دون غيرها من المسائل العالمية الحيويّـة، ونؤكد ضرورة التأسيس لتحالفات حضارية وثقافية إنسانية، وإلى تجاوز المفهوم الضيّـق للتحالف الذي ينشأ بين دولتين أو أكثر.

    وأكد أن المرحلة التاريخية التي يجتازها العالم، تستدعي تجديد الفكر السياسي العالمي، وتحديث مفاهيم القانون الدولي، وتطوير الآليات والوسائل للعمل بمقتضيات المواثيق والعهود والإعلانات الدولية، وابتكار صِـيَـغٍ متطورة من التحالف متعدد الأوجه، تساير المتغيّـرات المتلاحقة، وتستجيب لمتطلبات الأمن والسلم والتنمية الشاملة المستدامة، من أجـل بناء نظام عالمي جديد على قاعدة القانون الدولي.

    وقال : (لقد كثرت الحوافز الضاغطة والدواعي الموجبة لإنشاء تحالفات من الجيل الجديد، تخدم الأهداف الإنسانية في المقام الأول، وتلبّي حاجات الشعوب إلى إحداث آليات عملية ومرنة لبناء السلام العالمي، ولمواجهة موجات الكراهية والعنصرية والتمييز وازدراء الأديان والمساس برموزها، ولمحاربة التطرف العنيف والإرهاب بكل أشكاله).

    وخلص المدير العام للإيسيسكو إلى الـقول ( إنّ هذا ملمحٌ من ملامح العهد الجديد من التحالفات التي ظهرت مؤشرات كثيرة إلى تزايدها وإلى ضرورة إنشائها، لمواجهة التحدّيات الجديدة الناشئة عن الثورة الصناعية الرابعة، التي يصطلح عليها بـ (العولمة 4)، التي يرى بعض المراقبين المتابعين للتحولات السياسية والاقتصادية العالمية، أنها ستكون أوسع اكتساحاً وأشدّ تأثيراً على اقتصاديات الدول النامية والدول الصاعدة معاً)، موضحاً أن هذا الأمر يستدعي تغيير المفهوم التقليدي المتوارث للتحالفات، والعمل على الإبداع في الفكر السياسي العالمي، لإنتاج صيغ متقدمة لتوظيف القدرات المتاحة من خلال إقامة تحالفات متطورة ومرنة ومتعددة المجالات، تستند إلى الشرعية الدولية، للقضاء على التهديدات التي أصبحت تَـتَـفَـاقَـمُ مخاطرُها، وتهدف إلى الإخلال بالأمن الدولي والسلام العالمي.

    أحدث المقالات