(مسار المنامة) وثيقة توجيهية تهدف إلى تجديد الوعي بأهمية الانخراط العملي والتشاركي في مواجهة جميع أشكال التطرف والطائفية والإرهاب
29 نوفمبر 2018
اعتمد المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة في ختام أعماله مساء اليوم في مدينة المنامة ، عاصمة مملكة البحرين ، مشروع مسار المنامة لتفعيل العمل الثقافي الإسلامي المشترك لمواجهة التطرف والطائفية والإرهاب . وهو وثيقة توجيهية، تؤكد مضامينها حاجة العالم الإسلامي الملحة إلى تجديد الوعي بأهمية الانخراط العملي والتشاركي في مواجهة جميع أشكال التطرف والطائفية والإرهاب، وتضافر الجهود وتكاملها بين القطاعات الحكومية التي تجمع بين المؤسسات التشريعية والقضائية والأمنية، وبين هيئات المجتمع المدني، وتنسيق المبادرات بشأن ذلك. وتؤكد الوثيقة على ضرورة وضعبرنامج عمل شامل على المديين القريب والمتوسط، لمواجهة الفكر المتطرف والطائفية والإرهاب، تتكامل مقارباته التربوية والثقافية والإعلامية مع المقاربة الأمنية وتعززها، لتفنيد المزاعم و دحض دعاوى تقصير دول العالم الإسلامي في مواجهة التطرف والطائفية والإرهاب، وإعادة الاعتبار إلى مكانة الحضارة الإسلامية وقيمها ومقوّماتها المبنية على الوسطيةوالاعتدال والجنوح إلى السلام والتفاعل الحضاري والثقافي مع الآخر.
ويستند “مسار المنامة” إلى مرجعيات العمل الثقافي الإسلامي والدولي المشترك ذات الصلة بمحاربة التطرف والطائفية والإرهاب، وفي مقدمتها”الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي” في صيغتها المعدّلة والمعتمدة من المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة )الخرطوم، 2017، و”استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي”،و”استراتيجية
التقريب بين المذاهب الإسلامية” التي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي في دورته العاشرة) بوتراجايا، ماليزيا:
اكتوبر 2003 و”الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي” المعتمد من المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة (الجزائر، ديسمبر( 2004)،و”الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية” الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة(المدينة المنورة، يناير( 2014) و”خطة عمل حول تجديد السياسات الثقافية في الدول الأعضاء ومواءمتها مع المتغيرات الدولية” المعتمدة من المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة (طرابلس، نوفمبر2007)، و”خطة عمل للنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي” المعتمد من المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة (مسقط، نوفمبر 2015)،ومعاهدة منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، و”بلاغ مكة المكرمة” الذي أصدره المؤتمر العالمي حول “الإسلام ومحاربة الإرهاب” (مكة المكرمة، فبراير 2015)، والاتفاقيات والمعاهدات الإقليميةوالدولية ذات الصلة.
ويهتم “مسار المنامة” بمواجهة
التطرف والطائفية والإرهاب، من خلال تقوية مضامين ثقافة الاعتدال في مختلف القطاعات الثقافية والوسائط ذات الصلة من جهة، وتعزيز هذه المضامين في مجالات داعمة ومكملة للعمل الثقافي، من جهة أخرى،لابدّ من إيلائها كذلك الأهمية والأولوية التي تستحق، وهي المجال التشريعي، باعتباره الإطار القانوني الذي يجب أن يفصل في عدم قانونية الظواهر المتطرفة، ويجرّم الأفعال الإرهابية كافة، ويحمي المجتمع من السلوك المحرّض على العنف والطائفية، والمجال الحقوقي، الذي يقوم على اعتماد ثقافة حقوقية جديدة، لدعم خطط مواجهة أشكال الاعتداء على حقوق الفرد والمجتمع. والمجال التربوي، الذي من خلاله يتم التنبيهُ إلى ضرورة إعادة النظر في المنظومات التربوية والتعليمية، بشكل يتلاءم مع التوجه الرامي إلى وقاية المجتمع من النزوع إلى العنف بأشكاله المتعددة، والمجال الاجتماعي، الذي يسعى إلى تجديد ثقافة التراحم والتكافل والتآزر والتضامن، للحد من آفة تَشكُّل الحواضن الاجتماعية للتطرف والطائفية والإرهاب، والمجال الإعلامي الذي يضطلع بدور حاسم في توعية المجتمعات بمخاطر التطرف والطائفية والإرهاب، والرقي بالمضامين الإعلامية لتكون داعية إلى السلم والتماسك الاجتماعي، والمجال الاقتصادي، الذي يتطلب تبني منهج جديد في التنمية الاقتصادية التضامنية، القادرةعلى مواجهة العوز والفقر والهشاشة الاجتماعية، المحفزة على الارتماء في حضن الإرهاب، والمجال الفكري والديني، الذي يتم من خلاله تفعيل إسهام المثقفين والمفكرين والدعاة في تحليل خطابات المتطرفين والإرهابيين ونقدها، والمجال الفني، الذي سيتم التركيز فيه على توعية الشرائح الاجتماعية بخطورة الإرهاب والتطرف والطائفية، من خلال الوسائط الفنية والثقافية المتعددة، والتي لها تأثير كبير في تشكيل الوعي الجماعي، ومجال الثقافة الأمنية، من خلال ترسيخ ثقافة السلم، وبناء جسور الثقة بين المواطنين والقائمين على شؤون الأمن، والوعي بقيمة الجهود الأمنية في حماية المجتمع من مخاطر التطرف والطائفية والإرهاب، المهددة للاستقرار والأمن المجتمعي. وتشترك مجالات العمل هذه في مجال العمل الأخير، وهو مجال التدريب، من أجل تمكين جميع الفاعلين المعنيين من المهارات والكفاءات اللازمة للقيام بأدوارهم في مواجهة التطرفوالطائفية والإرهاب.