المؤتمر الإسلامي الإستثنائي لوزراء الثقافة يعتمد (إعلان البحرين حول حماية التراث الإنساني ومواجهة التطرف)
29 نوفمبر 2018
في ختام أعماله اليوم في مدينة المنامة ، عاصمة مملكة البحرين ، اعتمد المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة اليوم (إعلان البحرين حول حماية التراث الإنساني ومواجهة التطرف) .
ودعا الإعلان إلى العمل على الاسترشاد بمضامين “مسار المنامة لتفعيل العمل الثقافي الإسلامي المشترك لمواجهة التطرف والطائفية والإرهاب”، و”برنامج العمل بشأن تعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على التراث الثقافي في مدينة القدس الشريف”، بما يتلاءَمُ مع السياسات والخطط الثقافية الوطنية، ويدعم جهود المؤسسات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني ذات الصلة.
وجدد الإعلان العزم لمواصلة العمل ومضاعفة الجهود للمحافظة على التراث الثقافي الإسلامي وحماية جميع مكوناته وعناصره المادية وغير المادية التي تزخر بها دول العالم الإسلامي، والحرص على إيلائه مزيداً من الاهتمام في الخطط والبرامج الثقافية والتراثية، بما يضمن إبراز تنوعه وغنى خصائصه الجمالية والثقافية والحضارية في بعديها الإسلامي والإنساني، والتعريف بمعالمه التاريخية ومواقعه الأثرية، ومنشآته المعمارية المتميزة، وتحفه الفنية، ومخطوطاته ومسكوكاته النقدية وغيرها، وتوفير الصيانة والترميم والحماية والتوثيق اللازمين لاستدامته في كل الظروف، وفي جميع المناطق، وبخاصة في مناطق النزاعات والحروب التي يستهدفها التطرف والطائفية والإرهاب.
ودعا الإعلان إلى توفير مزيد من التكوين والتدريب للأطر العاملة في مجال التراث الثقافي المادي وغير المادي، بالاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصال، للارتقاء بمهاراتهم وكفاءاتهم المهنية والفنية، في مجالات الجرد، والصيانة، والترميم، والتوثيق، وسبل استثمار التراث في السياحة الثقافية والبيئية والمجالية، وتقنيات إعداد ملفات تسجيل معالمه المادية وغير المادية على لوائح التراث الإسلامي للجنة التراث في العالم الإسلامي للإيسيسكو، ولائحة التراث الإنساني للجنة التراث العالمي لليونسكو، وآليات الحماية الاستباقية للممتلكات الثقافية، لتفادي ما قد تتعرض له من تهويد، أو سرقة أو نهب أو تدمير.
وأوصى الإعلان بتكثيف حملات توعية المواطنين بأهمية المحافظة على التراث الثقافي والحضاري، باعتباره تراثاً إنسانياً بمكوناته المادية وغير المادية، وتوظيف وسائل الاتصال المكتوبة والسمعية البصرية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم الأيام الخاصة بالتراث، لضمان الانتشار الواسع لحملات التوعية هذه، ولحث الجمهور على الانخراط في البرامج الهادفة إلى حماية التراث والتصدي لكل ما يُلحق الضّرر به، وبخاصة من طرف المتشددين والإرهابيين، ولتوضيح أثر ذلك في حماية هويتهم الثقافية والحضارية من أي مسخ أو تشويه، وفي تنمية السياحة الثقافية في بلدانهم، وفي تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات، في إطار التدبير التشاركي للتراث.
ودعا الإعلان إلى التنسيق مع وزارات التربية لتعزيز مضامين المقررات الدراسية، في كل المستويات التعليمية، بالنصوص والمعطيات الهادفة إلى إبراز مكونات التراث الثقافي والحضاري الإسلامي، المادي وغير المادي، والوقوف على تنوعه وتذوق جمالياته، وتفاعلاته أخذاً وعطاء مع التراث الإنساني عبر العصور، بما يضمن تربية النشء على الشعور بالمسؤولية تجاهه، سواء أكان تراثا وطنياً أم عالمياً، ويُنبه إلى خطر التفريط فيه أو تركه عرضة للتدمير من قوى التطرف والطائفية والإرهاب، ويبين في المقابل فوائد المحافظة عليه في تحصين الذات وتعزيز الهوية المنفتحة على الآخر، وتحقيق النفع الاجتماعي والاقتصادي.
وأكد الإعلان على ضرورة اعتماد مقاربة ثقافية شمولية لمحاربة التطرف والطائفية والإرهاب، يتكامل فيها العمل الفكري والديني والتربوي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي مع العمل الأمني ويدعمه، بما يضمن التصدي الفعال لخطر انتشار ثقافة العنف والتطرف والطائفية بأشكالها المتعددة والمتجددة التي تهدد المجتمع في مقوماته الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وفي ممتلكاته التراثية المادية وغير المادية.
وجدد الإعلان الدعم للجنة التراث في العالم الإسلامي وللجنة الخبراء الآثاريين المكلفة برصد وتوثيق الحفريات اللامشروعة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى المبارك، ولكل الهيئات الإقليمية والدولية العاملة في مجال المحافظة على التراث الإنساني، ودعوتها إلى مضاعفة جهودها لتوفير مزيد من الحماية لعناصر التراث الثقافي المادي وغير المادي، المعرضة للتهويد وللتدمير والنهب والسرقة والمسخ في مناطق النزاعات والحروب والاحتلال، باعتبارها تراثاً إنسانياً مشتركاً، وتقديم مزيد من الدعم المالي والفني لجهات الاختصاص لمساعدتها على تطوير عمليات الجرد والتوثيق والتكوين وإعداد ملفات التسجيل على لائحة التراث الإسلامي ولائحة التراث العالمي.
وأكد الإعلان على دور الإيسيسكو المركزي في حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي، باعتبارها المنظمة المتخصصة في إطار منظمة التعاون الإسلامي التي تشرف على لجنة التراث في العالم الإسلامي، وعلى عقد دورات المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، ودعوة الهيئات والمراكز الوطنية والإقليمية والدولية العاملة في هذا المجال، وبخاصة مركز الأبحاث للتاريخ والفنون الثقافية الإسلامية ـ إرسيكا ـ،إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع الإيسيسكو لضمان مزيد من الدعم والحماية للتراث الثقافي والحضاري في العالم الإسلامي.
وأعرب الإعلان عن الاستعداد الكامل لتفعيل مبادرة الإيسيسكو بشأن إعلان سنة 2019، سنة للتراث في العالم الإسلامي، تزامناً مع الاحتفاء بالقدس الشريف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2019، عن المنطقة العربية، وتزامناً كذلك مع حلول الذكرى الخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى، من خلال توأمة عواصم الثقافة الإسلامية مع مدينة القدس الشريف، وتنفيذ الأنشطة والبرامج الهادفة إلى إبراز الهوية الإسلامية والمسيحية للتراث الثقافي والحضاري في القدس الشريف، وتنظيم “الأيام الوطنية المفتوحة للتراث”، لتمكين المواطنين من زيارة المآثر التاريخية والمعالم التراثية والمتاحف بالمجان.
وعبر الإعلان عن خالص الشكر وبالغ الامتنان لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدّى، على تفضله بإضفاء رعايته الكريمة على هذا المؤتمر، والإشادة بجهود جلالته في تعزيز العمل الإسلامي المشترك في مجالات التنمية كافة، وفي حماية التراث الثقافي ومواجهة التطرف خاصة ، وتقديم الشكر الجزيل إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيس هيئة الثقافة والآثار في مملكة البحرين ومساعديها، على الجهود المقدرة في التحضير لعقد هذا المؤتمر وتوفير الظروف الملائمة لإنجاح أعماله، وعلى كرم الضيافة وحسن الوفادة.
وأشاد الإعلان بالجهود المتواصلة والموفقة للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، في حماية التراث الثقافي والحضاري في العالم الإسلامي، وبخاصة في مدينة القدس الشريف، من خلال لجنة التراث في العالم الإسلامي، ولجنة الخبراء الآثاريين، والإشادة أيضاُ، بمبادراته الرائدة التربوية والثقافية والإعلامية للتصدّي للفكر المتطرف وللطائفية والإرهاب، ودعاه إلى مواصلة هذه الجهود المكثفة والمثمرة بما يحقق مزيدًا من الإنجازات لخدمة قضايا الأمة الإسلامية.