المؤتمر العام الثاني عشر للإيسيسكو يصادق على مشـروع خطـة العمـل الثلاثيـة للإيسيسكوللأعـوام 2016-2018
28 نوفمبر 2015
صادق المؤتمر العام الثاني عشر للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- في ختام أعماله أمس في مدينة باكو عاصمة أذربيجان على مشروع خطـة العمـل الثلاثيـة للإيسيسكوللأعـوام 2016-2018، وإقرار موازنتها . كما صادق على البرامج الخاصة والمشاريع التنموية والآليات التنفيذية التي تضمنها مشروع الخطة ، ودعا المدير العام للإيسيسكوإلى توجيه هذه البرامج والمشاريع لخدمة أولويات الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلاميةواحتياجاتها، وإلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل الآليات التنفيذية للخطة بما يتماشى مع أهداف المنظمة ورسالتها الحضارية.
وأشاد المؤتمر بإشراك الإدارة العامة للإيسيسكو الدول الأعضاء ونخبة من الشخصيات الإسلامية المتخصصة في قضايا التربية والعلوم والثقافة والاتصال عند إعدادمشروع هذه الخطة ، ونوه بالمنهجية التي اعتمدتها الإدارة العامة المرتكزة على رؤية استراتيجية شاملة، تجمع بين التخصصات، وتتميز بالتكامل والتناسق، وبالتطوير والتجديد والاستشراف، وبقياس الإنجازات بالنتائج.ودعا الدول الأعضاء إلى دفع مساهماتها كاملة في هذه الخطة.
وتعد هذه الخطة الثالثة والأخيرة التي ستغطي الفترة المتبقية من خطة الإيسيسكو متوسطة المدى 2010-2018، حيث إن جزءاً من مضامينها جاء مُكمّلاً بالضرورة لما يتوجّب الاستمرار في تنفيذه من القضايا التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية. كما إنها خطة العمل التي تتضمن في جزء كبير منها قضايا جديدة ، نتيجة التفاعلات والمتغيرات التي يعيشها العالم الاسلامي على مدى الأعوام الستة الماضية إقليمياً ودولياً.
ولهذه الخطة ثلاثة أهداف استراتيجية أولهاتعبئة الشباب لدعم العمل الإسلامي المشترك والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة،وثانيها تعزيز الجودة والحكامة وتكافؤ الفرص في السياسات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية للدول الأعضاء، وثالثها تنمية ثقافة حقوق الإنسان واحترام الآخر من أجل تحقيق السلم الاجتماعي والعيش المشترك. وهي أهداف استراتيجية مترابطة ويُكمّلُ بعضها بعضاً، من أجل دعم جهود الدول الأعضاء وتعزيزها في مواجهة التحديات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية وتحقيق التنمية المنشودة خلال الفترة الثلاثية القادمة 2016-2018.
كما حدّدت المديريات والمصالح المعنية في المنظمة أولويات العمل الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، معتمدة على التخطيط للمشاريع القطاعية الجامعة لتنفيذها، وعلى المضامين المناسبة لاحتياجات الدول الأعضاء والتزاماتها التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية خلال الفترة الثلاثية 2016-2018، والعدد الملائم للموارد البشرية والمالية للمنظمة، حيث لم يتجاوز عدد هذه المشاريع سبعة وعشرين مشروعا قطاعياً، موزعاً بين المديريات والمصالح المعنية في المنظمة.
فبالنسبة لمديرية التربية، وبالنظر إلى التزامات المجتمع الدولي، وضمنه دول العالم الإسلامي، بشأن تحقيق أهداف الألفية الجديدة ذات الصلة بتفعيل التربية لتحقيق التنمية للفترة ما بعد 2015، سيتركز العمل خلال السنوات الثلاث المقبلة على أولويتين رئيستين، هما : تجديد السياسات التربوية للدول الأعضاء من أجل الانتقال من التعليم إلى التعلّم، وتعزيز دور التربية في التنمية والعيش المشترك. وسيتم ذلك من خلال تنفيذ سبعة مشاريع ذات الصلة بمحو الأمية والتربية غير النظامية ، وتطوير التعليم التقني والمهني من أجل تعزيز فرص تشغيل الشباب ، والتعليم قبل المدرسي ،والتعليم الأصيل وتعزيز مكانة اللغة العربية في محيطها الإسلامي ، وتعزيز دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خدمة التربية ، والأدوار التربوية للشباب في تحقيق العيش المشترك ومعالجة القضايا الدولية المعاصرة ، والعمل التربوي المشترك لتطوير المنظومات التربوية في الدول الأعضاء.
أما بالنسبة لمديرية العلوم، فقد حُدّد لها ثلاث أولويات عمل، هي، أولاً : استخدام المخرجات العلمية في المنافع الاجتماعية والاقتصادية،ثانياً تسخير العلوم للمحافظة على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية، ثالثاً : تفعيل دور العلوم الإنسانية والاجتماعية لتعزيز السلم والتماسك الاجتماعي. وسيتم ضمنها تنفيذ ستة مشاريع تتعلق ببناء منظومة مستدامة للتنمية العلمية، وتسخير الابتكار التكنولوجي لخدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وتحديث تدريس العلوم لتلبية احتياجات المستقبل ، والتدبير المستدام للموارد الطبيعية، والنهوض بالحوكمة البيئية مشروع استشراف التحولات الاجتماعية لبناء مجتمعات متماسكة ومزدهرة.
كما تم توجيه برامج عمل مركز الإيسيسكو لتعزيز البحث العلمي للمساهمة بشكل أكبر في تحقيق الهدف الاستراتيجي الأول لهذه الخطة، المتمثل في تعبئة الشباب لدعم العمل الإسلامي المشترك والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة. وسيتم ذلك من خلال مشروعين هما مشروع دعم استراتيجيات البحث القائمة على العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ومشروع دعم البحث والتنمية، من خلال نقل المعرفة تعزيزاً لفرص تشغيل الشباب.
وفيما يخص مديرية الثقافة والاتصال، فسينصب العمل فيها على ثلاث أولويات هي : أولا : تشجيع التنوع الثقافي وتعزيز الحقوق الثقافية والحوار بين الثقافات والمحافظة على التراث في السياسات الثقافية للدول الأعضاء، ثانياً : تعزيز الأدوار الثقافية للمجتمع المدني بمختلف فئاته الاجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي، وثالثاً : تعزيز الحق في النفاذ إلى المعلومات والمعالجة المهنية والقانونية للصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام. وسيتم ضمنها تنفيذ خمسة مشاريع حول حماية التراث الحضاري، والتعددية الثقافية والعيش المشترك داخل العالم الإسلامي وخارجه، من خلال تعزيز آليات التبادل الثقافي والوساطة الثقافية ، والعناية بقضايا الشباب والطفولة والمرأة في العالم الإسلامي.، والولوج إلى المعلومات والحق في التعبير المسؤول في مجال الإعلام والاتصال والمعالجة المهنية والقانونية والحقوقية للصور النمطية المتبادلة في وسائل الإعلام ، وكتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف القرآني.
وبالنسبة لتفعيل الشراكة والتعاون مع المنظمات العربية والإسلامية والدولية وهيئات المجتمع المدني واللجان الوطنية، خلال السنوات الثلاث القادمة، فقد تم وفق منظور يُعزّز الحصيلة المهمة والإيجابية لسياسة التعاون التي انتهجها الإدارة العامة على مدى خطط عمل للإيسيسكو المتتالية، والتي تحرص من خلالها على أن تكون مخرجات هذا التعاون وآلياته التنفيذية في شكل برامج ومشاريع متكاملة تعالج قضايا جوهرية وتقترح حلولاً جذرية وناجعة، وفقا لاستحقاقات زمنية محددة، بالتنسيق مع الجهات المستفيدة والمنفذة والشريكة، وأن يستند هذا العمل التشاركي على معايير نوعية ومؤشرات تقييمية للأثر الميداني لهذه البرامج والمشاريع. وسيتم ذلك من خلال مشروعين هما مشروع التعاون مع المنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية ومشروع التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والعمل الإنساني.
وفي ما يتعلق بتطوير عمل مركز التخطيط والمعلومات والتوثيق، فقد حُدّدت له أولويتان تتعلق الأولى بتحيين أساليب التخطيط الاستراتيجي والتتبع والتقييم لأنشطة الإيسيسكو، وتخص الثانية تيسير الاندماج في مجتمع المعرفة وتقنيات المعلومات والاتصال، ويتم ذلك من خلال ثلاثة مشاريع تتمحور حول الارتقاء بقدرات الموارد البشرية العاملة في مجالات التخطيط والمتابعة والتقييم وتوفير البيانات والإحصاءات في مجال عمل المنظمة ، واستخدام تقانات المعلومات والاتصالات لتطوير عمل المنظمة وجهات الاختصاص في الدول الأعضاء ، وتعزيز قدرات الموارد البشرية للمنظمة وتوفير التجهيزات الإلكترونية والمعلوماتية في مجالات الطباعة والتوثيق والنشر والتوزيع.
وتفعيلاً لوظائف الإيسيسكو الثابتة، باعتبارها بيتَ خبرة ومختبراً للأفكار، وهيئة متخصصة لبناء القدرات وتوجيه السياسات في الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وعملاً بالتزام الإيسيسكو المعلن للزيادة في عدد البرامج المخصصة للتكوين على المستوى الإقليمي وشبه الإقليمي، واجتماعات الخبراء، وإعداد الدراسات والتقارير والأدلة لتوفير مزيد من المرجعيات الأكاديمية والعملية ووسائل العمل الضرورية للباحثين والخبراء والمتدربين وتوظيف الوسائط الإلكترونية بشأنها فإنه من المقرر تنفيذ ما يزيد عن 230 دورة تدريبية وورشة عمل إقليمية وشبه إقليمية، من خلال ما توفره مراكز الإيسيسكو الإقليمية للتكوين من إمكانات فنية وخبرة مهنية في مجالات تكوين مدرسي التربية الإسلامية ومعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومفتشي ومُعدي برامج محو الأمية، والأطر المختصة في تقنيات الإعلام والاتصال والإنتاج السمعي البصري ومتعددة الوسائط، والتربية على حقوق الإنسان وثقافة السلم والحوار.
كما تمت برمجة إعداد 130 من البحوث والدراسات والتقارير والأدلة التوجيهية والوسائل التعليمية المعينة، وتنظيم 125 اجتماعاً للخبراء والحلقات الدراسية المتخصصة، والزيادة في عدد الأنشطة المفعّلة لكراسي الإيسيسكو القائمة أو التي سيتم إحداثها، وكذلك الشأن بالنسبة لجوائز الإيسيسكو المستمرة أو الجديدة لتشجيع الإبداع والابتكار لدى الناشئة والشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والبحث العلمي، وإنشاء المقاولات وفي مجالات الفنون والآداب وتسخيرها لخدمة قضايا العصر والمجتمع ، كما توضح مؤشرات القياس ذاتها الاهتمام المطرد ضمن هذه الخطة بتفعيل العمل بشكل مكثف مع هيئات المجتمع المدني، والتركيز على البرامج والأنشطة الموجّهة لفئات الشباب والنساء والأطفال، لدعم السياسات الوطنية بشأنهم، من أجل تعزيز تكوينهم وفق متطلبات سوق العمل، وتربيتهم على قيم المواطنة والحوار وحب العمل وتجويده، وتمكينهم من حقوقهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومعالجة قضايا النوع الاجتماعي في إطار المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة.
وفي المقابل، تم تقليص عدد المؤتمرات والندوات والمنتديات الدولية والإقليمية إلى 40 نشاطاً فقط، تشمل المؤتمرات الإسلامية الوزارية المتخصصة التي تعقدها الإيسيسكو في مجالات التربية، والتعليم العالي والبحث العالي، والثقافة، والطفولة، والبيئة، والاجتماعات السنوية للمجالس الاستشارية المكلفة بمتابعة تنفيذ كلّ من الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، واستراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، واستراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي، واستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية، واستراتيجية العمل التربوي والعلمي والثقافي لفائدة المسلمين خارج العالم الإسلامي.
وفي ضوء الفائدة التي جنتها عدد من اللجان الوطنية من الخبرة التي قدمتها لها الإيسيسكو لتجديد سياساتها ذات الصلة باختصاصاتها، والطلبات المتزايدة بشأنها، فقد أعطت خطة العمل الجديدة مزيداً من الأهمية لتقوية دور الإيسيسكو فيما يتعلق بتقديم الخبرة والمشورة الفنية لجهات الاختصاص لتطوير السياسات الوطنية التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية، وتوجيه الدعم اللازم لتنفيذ الأنشطة المحلية، وبخاصة في مجال تكوين وتدريب الموارد البشرية والارتقاء بكفاءاتها وقدراتها المهنية، وتقديم المنح لمشاريع البحث العلمي. وقد خصص لهذه الغاية 350 نشاطاً لتغطية الطلبات التي تستجيب للأهداف المحدّدة.
وفيما يخص آليات الرصد والمتابعة والتقييم، فقد تم اعتماد الآليات الجديدة نفسها التي بدأ العمل بها في خطة العمل المنتهية، والتي أثبتت فعاليتها، حيث ستمكن منهجية التخطيط بالأهداف والنتائج، والعدد المحدود للنتائج المنشودة، ومجالها المًحدّد موضوعاتياً وزمنياً وقابليتها للقياس بفضل مؤشرات الأداء والقياس المتعلقة بها، من متابعة تنفيذ أنشطة خطة العمل الجديدة وتقييم أثرها بشكل مُرضٍ، كما كان الشأن بالنسبة لخطة العمل المنتهية.
وفيما يتعلق بالموازنة المقترحة لخطة العمل للسنوات 2016-2018، فقد واصلت الإدارة العامة توجهها الاستراتيجي على مدى الخطط السابقة والذي يقضي بتخصيص نسبة لا تقل عن الثلثين من إجمالي الموازنة للبرامج، والثلث الباقي للنفقات الإدارية المختلفة، كما حرصت على مواكبة المستجدات المالية وأخذ المعطيات الاقتصادية بعين الاعتبار، سواء على المستوى المحلي، مثل معدل التضخم ونسبة الارتفاع السنوي لغلاء المعيشة في دولة المقر وفي دول المكاتب الإقليمية، أو على المستوى الدولي، وارتفاع نفقات الخدمات العامة مثل الطباعة والنشر والتجهيزات الفنية وتذاكر السفر والإقامة، وذلك عند احتساب التكاليف الميدانية الخاصة بتنفيذ البرامج والتسيير المالي.
كما أدرجت الإدارة العامة في الخطة الجديدة التقديرات المالية المتعلقة بالبرامج الكبرى، مثل المؤتمرات الإسلامية الوزارية التي تم تكليف الإيسيسكو بتنظيمها من طرف الدورات السابقة لمؤتمر القمة الإسلامي ولمجلس وزراء الخارجية في دول منظمة التعاون الإسلامي، حيث سيتم خلال هذه الخطة إضافة مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية، والمساهمة في المؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب، بالتعاون مع الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، وكذلك في المؤتمر الإسلامي لوزراء الأوقاف.
وتنضاف إلى هذه البرامج الكبرى، برامج أخرى لا تقل حجماً وذات أهمية استراتيجية بالنسبة للإيسيسكو ودورها المتنامي على الساحة الدولية، مثل التحالف بين الحضارات، ومكافحة التطرف، والقمم الدولية للبيئة، ومؤتمرات التربية للجميع، وقد خصصت الإدارة العامة لهذه الأنشطة جزءاً من التقديرات المالية في الخطة الجديدة للإيسيسكو.
يذكر أن الإيسيسكو نفذت منذ تأسيسها عام 1982 خطة تأسيسية (1982-1983) ، وخطة ثنائية (1984-1986) ، وعشر خطط ثلاثية خلال الفترة (1986-2015).